اذا صح ان بعض الشركات ستقدم للنواب وظائف ومنح دراسية ، فان هذه الصحوة المفاجئة تستحق وقفة تامل في توقيت هذا الكرم الحاتمي الذي يغدق على نواب انتهت فترة صلاحيتهم الفعلية ، وقد شهد اكثر من شاهد من اهلها ان هذا المجلس ولد زائفا وقد كان ثمرة علاقة غيرشرعية ابطالها من كان يعول عليهم في حماية وصيانة الشرف الرفيع من الاذى جهارا نهارا وفي رابعة النهار،
لماذا الآن تتذكر شركاتنا التي كانت وطنية قبل ان تتحول الى حيث لا يعلم الا الله، ان الربع الذين يتجرعون غبار المناجم وابخرة المصانع وروائح وذباب الدواجن الوطنية جدا، ونواتج التفجير واملاح البارود، كمقرر اجباري دائم ، وانها هي التي استنفذت المياه الجوفية ولوثت البيئة التي كانت خضراء معشبة على مدى ملايين السنين قبل ان تتحول بقدرة قادر ، الى صحراء جرداء زحفت حتى وصلت جبال الكرك والطفيلة والشوبك وغيرها التي كانت ذات يوم ليس بعيد مستودعا للحبوب والخضار والفواكه وكانت اهوار روما وسلة غذاء ما تعاقب عليها من الامم والدول.
لماذا الآن تتذكر الشركات التي كانت وطنية ان اهل الجنوب الذين كان يتم تعيين بعضهم كحراس وعمال يدفع لهم الفتات فيما تذهب غلة حصائد تراب الوطن الاردني الى اولئك الممنتفخة كروشهم وجيوبهم المتكئون على وسائد الفساد والنهب في عمان.
لماذ تصحو هذه الشركات الآن وهل هو الربيع العربي ، ام صرخات الجياع في الجنوب الذين تمنعهم عزتهم وكرامتهم من المجاهرة بفقرهم وعوزهم فيصرخون مطالبين بالحرية والعدالة وفلسطين .
لماذا تصحوا هذه الشركات الآن في موجة الحديث عن الخصخصة وما ادراك ما الخصخصة عندما يبيع الرجال الرجال ( بضم الاولى وفتح الثانية) ويتم رهنهم وما فوقهم وما تحتهم في سوق النخاسة بثمن بخس.
لماذا تقدم هذه الهدية القذرة في هذا الوقت بالذات للنواب ونحن كما وعد جلالة الملك على اعتاب الانتخابات الا اذا كان المال السياسي وتزوير الانتخابات القادمة قد بدا مبكرا، وهل عدمت دولتنا العصرية وسائل اختيار موظفي الشركات باسلوب عادل وشفاف وفق اسس محددة ومعلنة حتى تكلنا الى هذه الطغمة من نواب ونائبات الدوائر الوهمية والغرف المظلمة الذين لا يمثلون الا انفسهم واولياء نعمتهم ممن زوروا الانتخابات لصالحهم.
ماذ يقول الاف الشباب الذين لا يجدون من يمثلهم وهم يرون رشوة شركات الوطن كما وصفها احد النواب التي تدفع لشراء صمتهم وغضبهم تذهب لمصالح انتخابية فاسدة .
وحتى لا يستمر مسلسل التهديد بقص اللحى والشوارب احيانا وقص الالسنة والرقاب احيانا اخرى، فان الله جلت قدرته، وقيادة هذا الوطن قادرون على قص عمر هذا المجلس، وقص ارجلهم عن مراجعة الشركات والتفاوض معها على حساب المغلوب على امرهم، والله المستعان
المحامي د غازي الذنيبات