اهلا بك ايتها الزائره القادمه الينا من بعيد اهلا بك ايتها السنه التي تحملين رقم 2012 فالكل اصبح اليوم رقم ومن ليس له رقم وطني لايعترف به بهذا الزمن وكانه لم يولد به اهلا بك دافئة نشطة ليس مثلنا من جمد البرد اوصالهم بحجة ان النفط ارتفع سعره والكهرباء تحتاج لدعم لكن قلوبنا ظلت نقية مثل طهارتك بيضاء مملؤة بالثلج ولكنها باردة ترتجف من هنا انا خائف عليك ان يلفك البرد مثلنا ا اخاف عليك ان تجلسي تسالي عن حالنا او عن احد وانت تحملين الشوق في عينيك فلا ينطفئ الشوق لان الاحباب راحو وتفرقت بهم السبل
اعذريني متعب انا حبيبتي متعب انا من العراك مع شقيقتك 2011 السنة التي تتأهب للرحيل..والقطار ات قطار مسرع فلا تنتظري مني ان اسهر وارقص واضحك كعادتي فانا لم اعد قادرا كما اني لااستطيع الغناء في لحظات الوداع.. لابد أن يمر وقت حتى تطوي الذاكرة أوراقها وتوضب سجلاتها وتلم كؤوسها المكسورة.وتعود البسمه رويدا رويدا هكذا وعدتناا حكوماتنا وهانحن ننتظر الوعد ننتظر ان يطوق الفساد ويحرق كما هي الجثة النتنه حتى لايبقى له اثر هكذا قالوا لنا
ايتها السنه القادمة الينا
صداع صداع وهل يمكنك أن تسمعي الأخبار وتشاهد ين الأشلاء عبر الفضائيات ولا ينتابك الصداع? أو تعتريك رغبة بالهرولة في الشوارع والحارات تقرع الأبواب مرة ومرة تصرخ وقد تبكي وربما تشتم هذه الظلمة المتراخية في الزواريب بينما القطط وحدها تموء وتقفز من جدار إلى آخر. أيمكنك أن تقرأي الجرائد ولا تهرعين إلى النافذة تريحين نظرك المتعب
ايتها السنه القادمة من بعيد
كل شيء تغير.. وكل شيء يسير في طريق التحولات.. لا أظن أن ليلة تمر من دون أن نتساءل: ماذا بعد?! ثم ماذا? ولا أظنني أشرب قهوة الصباح مرة إلا وأسارع إلى الأخبار وما إن أرى الدماء والأشلاء حتى أغمض عيني
ماذا أتابع على شاشة التلفاز ولم يبق لنا ونيس سواها فهي لاتمل ولا تكل الأخبار.. حفظناها جيداً وحفظنا أن هناك من يامر وينهى.. يوزع العقوبات ويوزع الحريات.. يوزع القيود والأصفاد والدولارات ولا أحد يردعه.., والصمت.. الصمت.. يالهذا الصمت المريع إنه يفزعني كما تفزعني ليالي الشتاء المظلمة في قريتنا النائية حيث كان الليل والمطر والرعد والبرق يشق جلستنا ونحن نتكوم في كانون حول كانون الحطب.
لا أدري إن كنت على حق أم لا.انا ارى المتعبون يتنادون طالبين كاز وغاز وقد عز الطلبفي زمن المر . فأ جد أن قرامي الحطب التي كان يشتريها لنا ابي وكانت تملأ المنزل بالدفء أفضل الف مرة من هذه التدفئة الحديثة.. وما زلت أعتقد أن القهوة على صوبه الحطب ألذ من أي قهوة في العالم حيث كانت أمي تضعها على المنقل وكان اخوتي يتحلقون حولها وينتظرونها كما أنتظر أنا كل صباح هاتفاً بعيداً عله يأتي ويسحبني بعيداً عن نشرة الأخبار وعن قوافل الأشلاء.. ربما هي أشياء مكررة.. وربما هي أشياء تتجدد كل يوم ولكن هذه النتف الصغيرة من الكلام والانتظار والورود هي جزء من صلابتنا في وجه المتغيرات..
.انها احلىالف مرة من ماسموه عولمه وحداثةوتكنولوجيا وغيرها من الاسماءا لمستورده لهذا لن اراقصك اليوم فالبرد والحوف والهلع والتساؤول يمنعاني ان انهض من فراشي حتى لاارى او اسمع لمزيد
مهلاً.ضيفتنا العزيزة . لا تبدئي بالجفا فوراً - كوني لطيفة قليلاً
مهلاً أيتها السنة القادمة.. . لابد من مصلحة مشتركة بيننا .. أو مصلحة فردية.. المهم أن نكون على بينة ووضوح حتى نتلافى طعنات الظهر وما أكثرها هذه الأيام, لا نريدك بثوب السنة الماضية.. لا نريدك بأفكارها.. بأشلائها.. بزيفها.. نريدك سنة جديدة بكل التوهج والتألق.
كنت انتظرك بلهفة من سنوات طويله فقد اخبرونا اننا نكون باستقبالك واكدوا لنا وهاهم صدقوا القول مازالت قلوبنا المجروحة تكابر حتى جاء اليوم
تعبنا من البكاء ومن الوداعات المرة.. تعبنا من الأشلاء ومن البيوت المتكومة في قلوبنا.. كنا نطمع ان تاتي الينا رهيفة, رقيقة, حانية.. تبعدي هذه الدبابات من رؤوسنا.. وتبعدين هؤلاء الشياطين من دربنافهل انت قادرة على هذا ؟؟؟
يازائرتي مدي يدك.. خذينا إلى بيتك العالي حيث يتسع للجميع.. نعدك أن نكون أوفياء للذين نحبهم.. أوفياء لأرواح آبائنا.. أوفياء للتراب الذي زرعت فيه أمهاتنا الحبق والياسمين, للتراب الذي ارتداه الأبطال.. نعدك أن نزين شجرة ميلاد جديدة أكبر من شجرة العام الحالي.. أيتها ا لشجرة العظيمة التي ترنو إلى بلدتي الصغيرة نعدك أن نرفع الآذان أكثر لتسمعنا السماء وتلتفت إلى أبوابنا المرهقة, نعدك بالكثير.. فماذا تعديننا أنت?!
لانريدك نسخة من سنة ماضية أطفأت أفراحنا.. ولكن لا بأس.. بإمكانك أن تدركي أننا نحزن, لكن لا نتفجع.. وبأننا نتوجع ولكن لا ننكسر.. فتعالي بكل الشموخ.. تعالي لدينا كعك وخبز وزيتون وحكايات قديمة تشبه أجدادنا.. وتشبه التلال العالية عند قراراتنا.. تعالي.. لدينا الكثير من الحب إننا لا نزال قادرين على تخبئة الورد في الكتب.. وطي العطر في الأصص.. ونقدر أن نشعل الحطب وندفئ النجوم البردانة.. نقدر أن نتصل بالأصدقاء ونقول أنتم الوطن أم الوطن أنتم? وهذه القرى البردانة في أعالي الجبال, تستطيع أن تخبز على التنور والزيت والزعتر وتدعوك أيتها السنة إلى السهر.. هكذا نحن.. نعرف كيف نحب وكيف نخلص وكيف نحاور قمحنا وطيورنا وقرامي الحطب الملفوفة بالتعب.. ولكن نعرف أيضاً كيف نقدم أرواحنا عندما تحتاجها اوطاننا الغالية...
أنا لن أتعبك بخطاب طويل عريض.. الخطب تكون باهتة, مكرورة, ومتكلفة ولكن ما أقوله لا أستطيع إلا أن أقوله.. لا أقدر أن أكتب شيئاً آخر لك.. وفي السهرة التي ستجمعنا.. لابد أن نتحدث كثيراً عن السنة التي مضت.. سنتحدث بكل الشفافية.. لن نترك شيئاً للأدراج.. ولكن نترك حنطة الأسرار في الزوايا.. وفي السهرة قد أسمعك أغنية »ثلج ثلج « ربما تعطيك فكرة مبكرة عن تفكير الناس وعن طريقة عيشهم ومشاعرهم.. أتمنى ألا تنامي باكراً أيتها السنة لابد أن نشعل الشموع معاً ونصلي معاً.. لابد أن نعيد على البحر والأشجار والأطيار ونعيد على كل المخلصين ونقول.. يارب أن تكون السنة القادمة رائعة, حانية.. وكل عام وأنتم بسلام
pressziad@yahoo.com