اظهرت دراسة حديثة نفذتها المؤسسة العامة للغذاء والدواء في العاصمة عمان تدني مستوى المعرفة بآلية تداول الطعام في المنازل حيث بينت الدراسة ان 6ر36% من ربات البيوت لديهن خلل في نظافة الثلاجة والمطابخ و6ر18% من المشاركات في الدراسة اكدن تواجد الحشرات بشكل دائم في المطبخ.
كما افتقرت سيدات الى المعرفة بالتعامل مع البيض الخطير اذا ما تم اهمال معرفة القواعد الصحيحة للتعامل معه غذائيا حيث بينت 7ر11% من السيدات انهن يقمن بتحضير البيض غير المسلوق جيدا وما تزال 7ر10% من سيدات البيوت يقمن بشراء اللبنة والجبنة البيضاء الطرية من الباعة المتجولين كما بينت الدراسة ان 5ر21% من الاسر المشاركة اصيبت بالاسهال في الشهر السابق.
الدراسة تاتي متزامنة في ضوء حقائق علمية تؤكد ان ما يزيد عن 50% من الامراض المنقولة بالغذاء هونتيجة الاغذية المعدة والمستهلكة في المنازل حيث ان تداول الاغذية داخل المنزل لا يخضع للرقابة من قبل الجهات الرسمية وفي الاردن لا تزال غالبية الناس تتناول معظم وجبات طعامها في المنزل، وما زالت ربة البيت تقوم باعداد الوجبات للعائلة.
وخلصت الدراسة الى ان ربات البيوت يفتقرن الى الحد الادني من المعرفة المطلوبة في مجال التلوث المتبادل بين الاغذية واذابة اللحوم المجمدة واعادة تسخين الطعام المطبوخ وترك بواقي الطعام خارج الثلاجة لفترات طويلة وتناول البيض غير المقلي اوالمسلوق جيداً، وحفظ البيض غير النظيف في الثلاجة،اضافة الى ان درجة حرارة غالبية الثلاجات في منازل الاسر المشاركة في الدراسة كانت غير مناسبة لحفظ سلامة وجودة الاغذية ( 75% منها تجاوزت درجة حرارتها 7ْم وما يقارب 50% بلغت درجة حرارتها 10ْم فاكثر ).
كما ان اكثر من ثلث ربات البيوت غير ملتزمات بالفصل بين الاغذية النيئة « اللحوم « والاغذية المطبوخة اوالمعدة للاستهلاك المباشر دون معاملة حرارية كالسلطات والحلويات مما يعرض هذه الاغذية للتلوث المتبادل بالجراثيم الموجودة بشكل طبيعي على اللحوم وبعض الاغذية النيئة الاخرى.
واجابت اكثر من ثلث المشاركات في الدراسة بانهن يُعِدن تسخين الطعام ليصبح دافئا فقط علماً ان هذه الممارسة قد تؤدي الى اصابة افراد العائلة بامراض منقولة بالغذاء وتسممات غذائية. ومع ان 64% من المشاركات في الدراسة افدن بمعرفتهن ببعض الامراض المنقولة بالغذاء الا ان حوالي 25% منهن اعتبرن الرشح والانفلونزا من الامراض المنقولة بالغذاء. وفي مجال الوقاية من هذه الامراض، احتلت النظافة المركز الاول في اجابات ربات البيوت المشاركات في الدراسة « 53.3% «.
وترك التعليم اثرا ايجابيا على ممارسات تداول الاغذية داخل المنزل، الا ان هذا التأثير لم يكن حاسماً، حيث كان محدوداً في معظم الحالات ومتفاوتاً بين الممارسات المختلفة لتداول الاغذية حيث افادت اكثر من 90% من ربات البيوت المشاركات في الدراسة بغسل الايدي بالماء والصابون وغسل المفرمة والسكين بالماء والصابون والمطهرات « الكلور « بعد تقطيع وتحضير اللحوم قبل الانتقال الى تقطيع الخضار والاغذية الاخرى التي تؤكل نيئة، الا ان ما يقارب الثلث فقط منهن استطعن معرفة السبب وراء غسل الايدي والادوات بعد تداول اللحوم النيئة.
ومن الامور اللافتة للنظر ايضا هو ان 29% من المشاركات في الدراسة افدن بحفظ بواقي الطعام خارج الثلاجة الى حين موعد الوجبة التالية، وهذا يعني ترك الطعام لساعات طويلة على درجة حرارة مناسبة لنمووتكاثر الجراثيم الممرضة.
كما بينت نتائج الدراسة ان 77.2% من المشاركات يستخدمن المبيدات الحشرية لمكافحة هذه المشكلة بالاضافة الى 7.2% افدن باستخدام الكاز لشطف اسطح وارضيات المطبخ لهذه الغاية. وهنا يجب التأكيد على اهمية الاستخدام الصحيح للمبيدات الحشرية لمنع تلوث الاغذية واهمية توعية ربات البيوت بمخاطر استخدام الكاز لمكافحة الحشرات « غالباً النمل « والبحث عن طرق بديلة اكثر أمناً.
ان نتائج الدراسة تبين بوضوح ان ما يقارب 75% من ثلاجات الاسر في مدينة عمان ليست في وضع يساعد على منع الجراثيم الممرضة التي قد تتواجد في الاغذية من النمو والتكاثر، وان ما نسبته 47.2% مـن الثلاجات تعتبر غيـر صالحـة نهائيـا لحفـظ الاغذيــة (درجة حرارتها 10ْم اواكثر)..
وتدل هذه النتائج على الحاجة الماسة الى وضع خطة للتوعية والتثقيف بالممارسات الصحيحة لتداول الاغذية وحث المستهلكين على استخدام ميزان حرارة يوضع داخل الثلاجة للتأكد من كفاءة تبريدها واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان تنظيف بيض المائدة في المزارع قبل توزيعه في الاسواق.