وأكد الصفدي في مقابلة مع تلفزيون "العربية" عُرضت السبت، وجود جهود أردنية مصرية فلسطينية أميركية "مكثفة" من أجل اعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة باتجاه حل الدولتين، وجدد الوزير تأكيده على الموقف الأردني باعتبار القضية الفلسطينية "القضية المركزية والأساس" وحلها يكون على أساس حل الدولتين الذي لا يرى الأردن بديلا عنه.
وأضاف الصفدي "لا بد من معالجة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها السلطة الوطنية الفلسطينية وانعكاسات ذلك على قدرتها على تلبية حقوق شعبها، لكن الحل الاقتصادي لا يمكن أن يكون بديلا عن الحل السياسي ... إذا أردنا حلا للصراع وتحقيق السلام العادل لا بد من التحرك من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي باتجاه حل الدولتين".
وأقر الصفدي بوجود تحديات وصعوبات كثيرة تتعلق بعملية السلام، لكنه قال "لا يملك الجميع إلا أن نعمل من أجل الوصول إلى هذا الحل (حل الدولتين) لأن البديل هو المزيد من الصراع والتوتر الذي سينعكس على الجميع".
"بديل حل الدولتين هو حل الدولة الواحدة"
ورأى الصفدي أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد وبديل حل الدولتين هو حل الدولة الواحدة ولا أقول حل الدولة الواحدة لأن الدولة الواحدة لن تكون حلا وسيكون هناك تكريس لنظام الفصل العنصري، ما يعني أن الصراع سيبقى موجودا وسيهدد بأن يتفجر بأي لحظة".
ولفت إلى أن العمل الأردني ينصبّ على إيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام، وفي الوقت ذاته التحرك بشكل سريع لإيجاد أفق اقتصادي للفلسطينيين ليتمكن الجميع في المنطقة من التحرك نحو معالجة الكثير من التحديات المشتركة.
وأشار نائب رئيس الوزراء إلى تحديات تتعلق بالتركيبة السياسية الحالية للحكومة الإسرائيلية، لكنه يعتقد أن الجميع يعمل من أجل إيجاد أفق حقيقي.
"تغيّر جذري مهم"
وقال الصفدي إن تغيرا "جذريا مهما" طرأ على مواقف الولايات المتحدة، فالإدارة الحالية منذ استلامها أعلنت التزامها بحل الدولتين ورفض المستوطنات ورفض مصادرة الأراضي، كما أعادت الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ورأى أن تلك الخطوات إيجابية مع ضرورة البناء عليها.
واعتبر أن الولايات المتحدة "شريك أساسي" ودورها قيادي، لكن دول المنطقة عليها القيام بما هو مطلوب منها، وإيجاد الظروف الكفيلة بإعادة إطلاق هذه المفاوضات.
ولفت إلى الدور الأردني والتحرك المستمر لإيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو السلام.
دور "لم يتقلص"
الصفدي رأى أن الدور الدبلوماسي الأردني "لم يتقلص" في عهد الإدارة الأميركية السابقة، ويعتقد أن الأردن على النهج ذاته الذي يسير به دائما، مضيفا "نعمل جادين من أجل خدمة مصالحنا الوطنية ومن أجل التعامل مع القضايا الإقليمية التي يجب أن نحلها جميعا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
ووصف لقاءه بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن بـ"الممتاز"، وأشار إلى ارتباط الأردن والولايات المتحدةـ بـ "شراكة قوية وعلاقات صداقة متينة"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة هي الداعم الأكبر.
وقال إن الدعم الذي تقدمه (الولايات المتحدة) يساعد على التعامل مع الكثير من التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، مع الإشارة إلى أن "الكثير من هذه التحديات نتاج الأزمات الإقليمية الكثيرة التي تحيط بالأردن".
وأضاف أن الشراكة الأردنية-الأميركية ليست مرتبطة فقط بالعلاقات الثنائية "المتميزة"، لكنها تمتد نحو جهود مشتركة لحل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل.
وعكس لقاء الصفدي مع بلينكن "قوة العلاقة والحوار كان واضحا صريحا ... حوار جيد بين شركاء وأصدقاء"، وفق وزير الخارجية الذي أكد على التركيز على مذكرة تفاهم جديدة في ظل انتهاء المذكرة الحالية نهاية هذا العام.
وتعبر المذكرة عن الإطار الذي تقدم وفقه الولايات المتحدة الدعم الاقتصادي للأردن، بحسب الصفدي.
حماية المصالح الوطنية الأردنية
وبشأن توقيع إعلان النوايا بين الأردن والإمارات و"إسرائيل" لبحث جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه، قال الصفدي إنها "مذكرة تفاهم لبدء دراسة جدوى" للمشروع الذي يستهدف أن يقدم الأردن الكهرباء عبر الطاقة المستجدة إلى "إسرائيل" مقابل أن تقدم "إسرائيل" المياه إلى الأردن.
وأضاف الصفدي "نعتقد أن ثمة مصالح وطنية أردنية لا بد من حمايتها، ونحن في تعاملنا مع "إسرائيل" دائما نؤكد على أننا نريد تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ لأنه في غياب هذا الحل سنبقى جميعا معرضين لتفجر الصراع، وسيكون هناك صعوبة في التقدم نحو مواجهة التحديات المشتركة الأخيرة".
ويتحدث الأردن مع الحكومة الإسرائيلية بـ"وضوح وبصراحة"، والإسرائيليون يعرفون المواقف الأردنية بشكل جيد، وفق الصفدي.
وقال إن الموقف الأردني "واضح"، والمملكة "تريد حلا ينصف الشعب الفلسطيني يمكنه من الحصول على دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967 على أساس حل الدولتين لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل كما هو الموقف الفلسطيني والعربي المدعوم أيضا من منظمة التعاون الإسلامي".
"تخريب وإغلاق"
واتهم الصفدي الحكومة الإسرائيلية السابقة بأنها فعلت كل ما تستطيع فعله لـ "تخريب العلاقات في المنطقة وإغلاق الباب أمام كل آفاق تحقيق السلام"، مضيفا "نحن ما نزال نتعامل مع إرث تلك الحقبة أيضا ليس فقط بما يتعلق بالعلاقات ولكن أيضا فيما يتعلق بثقة الناس بجدوى العملية السلمية برمتها في كل المنطقة".
وأكد الوزير على ضرورة "البدء من أجل إعادة هذه الثقة باتخاذ خطوات عملية فاعلة باتجاه حل الصراع وباتجاه إنصاف وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني للوصول إلى السلام الذي يفتح آنذاك الباب أمام كل مشاريع التعاون التي هي ضرورية للمنطقة برمتها".