أجل إني أحبك، ولماذا لا أحبك وقد كنت معجزة للبشر في ميلادك، وفي حياتك، وفي رفعك إلى السماء، وستكون معجزة في نزولك آخر الزمان حيث تقتل المسيح الدجال.
أحبك وقد خلقك الله إنسانا لا ككلِّ الناس، وبشراً لا ككلِّ البشر، خلقك بكلمته التي ألقاها إلى مريم البتول العذراء، فحملت بين أضلعها، نبيًا وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلّم الناس في المهدِ وكهلاً ومن الصالحين.
وضعت مريم البتول ذلك الرضيع ليتكلم في المهد قائلا: (إني عبد الله آتانيَ الكتاب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمتُ حيا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
أحبك وقد علمك الله الكتاب والحكمة، وأظهر دلائل نبوتك بمعجزات عظيمة، تشفي الأكمه والأبرص وتحيي الموتى بإذن الله.
فسلام الله عليك يا نبي الله، يا أيها المسيح المبارك.
أحبك لأن الله قدَّرك وأعلى مكانتك، واصطفاك وحماك من كيد يهود حين أرادوا صلبك، فرفعك إليه، وسوف ترجع لتحكم بالحق والقسط وتدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأنك عبد الله ورسوله كما جاء بذلك القرآن الكريم والكتاب المقدس.
جاء في الكتاب المقدس في سفر التكوين بأن الإنسان مخلوق من مخلوقات الله: "يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ" سفر التكوين 5 : 1
ثم يقول سفر العدد بأن الله لايمكن أن يكون إنسانا و لا ابن إنسان "لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ" سفر العدد 23 : 19
و نجد المسيح عليه السلام يعترف بأنه إنسان حين يقول في إنجيل يوحنا "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تقتلونِي وَأَنَا إِنسَان قَدْ كلّمكمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ" يوحنا 8 : 40 .
أحبك أيها المسيح فقد كنت إنسانا كما قلت عن نفسك، وكما قال الله عنك في القرآن، نبيا رسولا مبشرا بأخيك محمد عليه السلام.
قال الله تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً ).