أخبار البلد ــ أنس الأمير ــ لم تمنع المرجعيات الصحية الست، التي تغذي رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة بمعلومات حول مستجدات فيروس كورونا وتصورات للتصدي، دخول الموجة الرابعة للفيروس، بالتزامن مع ارتفاع أعدد الإصابات والوفيات.
وأمام الأرقام المقلقة، ومع تعيين الحكومة لعادل البلبيسي مستشارًا لرئاسة الوزراء للشؤون الصحة وملف كورونا، يشدد مختصون على ضرورة أن تدير الحكومة ملف كورونا بطريقة مغايرة وبرؤية جديدة للسيطرة على تداعيات المتحور الجديد للفيروس.
ويشير مختصون إلى أن الحكومة لديها "خبرة كافية" بالتعامل مع ملف فيروس كورونا، إلا أنها بحاجة إلى اتخاذ قرارات عقلانية، بعيداً عن التخبط لإدارة المعركة، وهو ما أكده وزير الصحة، فراس الهواري، بأن "الكوادر الصحية تتعامل مع أزمة كورونا، كما يتعامل الجيش في المعركة".
ولاشك أن حديث الوزير صحيح، فالجنود البيض فعلوا جل ما بأيديهم من خلال الانصياع والاستجابة لتوجيهات قادة المكاتب الرسمية ومرجعياتهم بمنع انتشار الفيروس بين المواطنين، فضلاً عن تعاملهم بأعلى معايير المهنية الطبية لتحقيق ذلك، لكن ومع ذلك يعيش الأردن في حالة وبائية جعلته يتصدر دول الشرق الأوسط بعدد إصابات كورونا متجاوزًا إيران صاحبة الانتشار الأوسع والأكبر للفيروس في المنطقة.
نتيجة لهذه التطورات الوبائية المقلقة، يأتي السؤال أين الخلل؟ وتتهافت العديد من الإجابات لتغطية هذا الاستفهام؛ لاسيما وأن سبب التفشي الأخير للفيروس خرج من لوم المواطن وتربع في معقر الحكومة لأسباب وأفعال باتت واضحة للعموم، فيما وصِفت الاجابات حول التساؤل السابق بأن "أحلاهما مر"، أن الخلل يكمن أمرين؛ إما في تطبيق القراءات الصحية وإجراءاتها التي تقدم لرئيس للحكومة بشكل غير دقيق، أو أن القراءات الصحية والإجراءات التحوطية المقدمة للحكومة من مرجعياتها الست ضعيفة.
إن التخبطات التي تعيشها الحكومة في ظل تعدد مرجعياتها الصحية، أجبرت الدكتور إبراهيم البدور على انتقاد كيفية إدارتها للملف الصحي، وطرح العديد من الاسئلة حول أسباب تعدد المرجعيات المغذية للرئيس واختفاء المكاشفة والشفافية في توضيح أسباب اتخاذ هذه القرارات.
كما أن الحالة الوبائية والتطورات المقلقة، دعت الدكتور هايل عبيدات أيضًا للخروج مطالبًا "للعودة إلى البدايات والملاذ الأول وقواتنا المسلحة في إدارة الملف باحتراف فقد كانت وبكل فخر قصة نجاح أردنية"، في إشارة صريحة إلى أن الحكومة أخفقت في التعامل الهجمات المرتدة للفيروس.
لم تتوقف التطورات الوبائية في المملكة باعتلائها ترتيب دول الشرق الأوسط في أعداد الإصابات، بل باتت تصنف على القائمة الحمراء عند العديد من الدول كدولةٍ لا ينصح بالسفر إليها، إلى جانب كسرها لحاجز المليون إصابة بكوفيد_19، وسط حالة ارتباك حكومية في إدارة الملف، فما فائدة السداسية الصحية التي تحيط الرئيس في الوقت الراهن؟.