وتيرة جديدة تشهدها الأوضاع السياسية في دولة الإمارات، تبدو الأولى من نوعها، والأغرب على الإطلاق، فالمعتاد أنه عندما تصل الأمور إلى ذروتها مع المعارضة، قد تلجأ بعض الأنظمة الفاسدة إلى وسائل منها تسليط الإعلام الفاسد للنيل من سمعتهم السياسية، أو تلفيق التهم أو الأسلوب الناعم، أو القمع ومايشبه ذلك، أما أن يضع النظام المعارضة على كف وإسقاط الجنسية على الكف الآخر، لتكميم الأفواه، فهذا مالم نسمع عنه إلا اليوم في دولة الإمارات الشقيقة بسبب بعض الأجهزة الفاسدة؛ إذ أصدر دعاة الإصلاح الإماراتيين بيانًا منددين فيه بانتهاك النظام لحقوقهم، وذلك بسحب جنسيتهم، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بالإصلاح، مناشدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإيقاف هذه الإجراءات الجائرة، وجاء البيان كالتالي:-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. أما بعد :
فقد اتخذ تجاهنا نحن الموقعون على هذا البيان، إجراء جائر، غير قانوني، مخالف لحقوق الإنسان الأصلية، ودستور الدولة، والقوانين الصادرة فيها، وهو سحب جنسيات الدولة عنا. والجامع بيننا أننا دعاة للإصلاح، ننتمي لجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في الدولة، التي تم إيقاف عمل مجلس إدارتها، وتم رفع قضية لدى المحاكم لرفع الحظر عنها، ومازالت إجراءات التقاضي قائمة. بالإضافة إلى أن بعضنا قد شارك في التوقيع على عريضة رفعت لرئيس الدولة، تطالب بإصلاحات في السلطة التشريعية في الدولة، وذلك بأن تتم انتخابات صحيحة للمجلس الوطني، وأن يؤدي دوره بصلاحيات كاملة.
وإننا ونحن نصدر هذا البيان، لنهيب بجميع الجهات والمؤسسات والجمعيات والوجهاء والمسؤولين المعنيين بحقوق الإنسان ، داخل الدولة وخارجها، أن يقفوا معنا في هذه القضية الحقوقية الإنسانية، التي لا تعنينا وحدنا ، وإنما تعني كل صاحب حق في هذا المجال ، وكل من يمكن أن يُتخذ معه هذا الإجراء الجائر مستقبلا، وتعني واقع دولتنا، ومستقبلها، وسمعتها الإقليمية والدولية، وإننا على ثقة بالله أولا، ثم بحكمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء ، في إيقاف هذا الإجراء الجائر، ورد هذا العدوان عن مواطني الدولة، بل إيقاف كافة الإجراءات الجائرة الموجهة لدعاة الإصلاح في الدولة، وأهاليهم وزوجاتهم وأولادهم، ولدعوة الإصلاح ومؤسساتها، ولجميع الدعوات الإسلامية في الدولة، وكافة المدافعين عن الحقوق، والأحرار، والشرفاء، من أبناء هذا الوطن.
ويكفي الإساءة للدولة ووزاراتها ومؤسساتها ومواطنيها، وسمعتها داخليا وإقليميا ودوليا، من قبل قيادات ومستشارين فاسدين مغرضين في جهاز أمن الدولة، متربصين بدولتنا السوء، يريدون لها الشر، ويثيرون الفتنة، ويصنعون لدولتنا الأعداء في الداخل والخارج. وإننا على ثقة بالله أولا، ثم بحكمة رئيس الدولة وولي عهده والحكام ، في التنبه لإزالة هذا الورم السرطاني في هذا الجهاز، لحفظ دولتنا من أن يحدث لها ما حدث للدول التي قامت فيها الثورات ، بسبب تلك الأورام السرطانية في الأجهزة الأمنية لتلك الدول. حفظ الله دولتنا وشعبنا ومجتمعنا من كل سوء، وأدام علينا الأمن والأمان، والحفظ والاستقرار، والألفة والمحبة والأخوة في الله، وجعلها شامخة عزيزة، حامية للحقوق، قائمة بها، مدافعة عنها، راية بيضاء مرفرفة في العالم أجمع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم... 25/محرم/1433هـ 20/12/2011م
الشيخ محمد عبدالرزاق الصديق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدكتور علي حسين الحمادي رئيس مركز التفكير الإبداعي
الدكتور شاهين عبدالله الحوسني خبير المكتبات والمعلومات
الأستاذ حسين منيف الجابري الخبير التربوي التعليمي الأكاديمي
الأستاذ حسن منيف الجابري مؤسس وخبير في العمل الخيري
الأستاذ أحمد غيث السويدي أستاذ وخبير في العمل التربوي