زيارة الملك إلى الفحيص اليوم مناسبة مهمة للمدينة. وبسبب أهميتها, فإن شباب الفحيص مستاؤون من الترتيبات البروتوكولية التي لم تأخذ بالاعتبارالطابع العشائري للمدينة أو ارتباطاتها الاجتماعية مع السلط وعباد, وخصت بيتا كريما واحدا بزيارة خاصة سيكون لها ظلال محلية سلبية, وتجاهلت النشطاء السياسيين.
ليس للمسيحيين الأردنيين وجود مستقل كطائفة دينية, ولا هم ينظرون إلى أنفسهم كطائفة, ولا يتجسد حضورهم في كنيسة أو كنائس, بل في عشائر فلاحية و نصف فلاحية ¯ نصف بدوية, كغيرها من العشائر الأردنية. وكما هو معروف, تقوم الروابط بين هذه العشائر على تكتلات وتحالفات غير طائفية. وهذا هو الشكل المدني الذي ابتدعه المجتمع الأردني لإحداث تجانس كامل بين عشائره التي تعود في معظمها إلى أرومة عربية واحدة من أبناء العم.
رجال الدين المسيحي محترمون عند الأردنيين كافة, ولكنهم لا يمثلون العشائر الأردنية المسيحية, ولا يملكون الحديث باسمها. ولذلك, انتشر استياء واسع في الفحيص من ترتيبات الزيارة الملكية التي أعطت لرجال الدين, الكلمات الرئيسية في حضور الملك, مما يبدو معه وكأن عشائر الفحيص ¯ وهم "صبيان الحصان" وأحد أركان حلف البلقا ¯ مجرد طائفة!
يقول شباب الفحيص: نحن لسنا طائفة, بل أبناء عشائر بلقاوية أولا وآخرا, وأبناء الأردن ومجتمعه الواحد وحركته الوطنية. ولذلك, فهم غاضبون أيضا لأن الترتيبات استثنت دعوة ممثلي عشائر السلط وعباد, التي لا يمكن فصلها,اجتماعيا وسياسيا وثقافيا, عن عشائر الفحيص, مثلما استبعدت النشطاء السياسيين من المدينة نفسها. وهكذا, لن يستمع الملك إلى الرؤى الإصلاحية الشبابية التي لا تختلف, في جوهرها وعناصرها, عن رؤى الشباب الأردني من العقبة إلى عقربة, بل سيستمع إلى خطابات دينية وتقليدية لا تعكس وجدان الفحيص.
يكره أبناء العشائر المسيحية, أية إشارة تمسّ بعروبتهم الصافية أو بأردنيتهم الأصيلة, فينفرون من الكلام عن "التعايش" و" التعددية" و" التسامح" وما يشبه ذلك من مصطلحات ليبرالية لا تفهم ولا تعكس حقائق البنية الاجتماعية الأردنية التي تدور مدار العشيرة والكتل العشائرية, وتندغم في سياق مشروع وطني لا مكان فيه إلا لهوية واحدة هي الهوية الأردنية العربية الممتدة في التاريخ والمتجذرة في الجغرافيا من الغساسنة وورثتهم الأمويين حتى حلف البلقا والدولة الأردنية الحديثة.
الفحيص ليست عنوانا مسيحيا, وإنما هي عنوان أردني شديد الأردنة, تاريخا وحضورا ودورا وحياة وتقاليد وتراثا ولهجة. وهي, إلى ذلك, عنوان وطني وديمقراطي وتقدمي. وبصفاتها هذه بالذات تودّ أن تستقبل رأس الدولة, في أيام الميلاد المجيد.
ليس للمسيحيين الأردنيين وجود مستقل كطائفة دينية, ولا هم ينظرون إلى أنفسهم كطائفة, ولا يتجسد حضورهم في كنيسة أو كنائس, بل في عشائر فلاحية و نصف فلاحية ¯ نصف بدوية, كغيرها من العشائر الأردنية. وكما هو معروف, تقوم الروابط بين هذه العشائر على تكتلات وتحالفات غير طائفية. وهذا هو الشكل المدني الذي ابتدعه المجتمع الأردني لإحداث تجانس كامل بين عشائره التي تعود في معظمها إلى أرومة عربية واحدة من أبناء العم.
رجال الدين المسيحي محترمون عند الأردنيين كافة, ولكنهم لا يمثلون العشائر الأردنية المسيحية, ولا يملكون الحديث باسمها. ولذلك, انتشر استياء واسع في الفحيص من ترتيبات الزيارة الملكية التي أعطت لرجال الدين, الكلمات الرئيسية في حضور الملك, مما يبدو معه وكأن عشائر الفحيص ¯ وهم "صبيان الحصان" وأحد أركان حلف البلقا ¯ مجرد طائفة!
يقول شباب الفحيص: نحن لسنا طائفة, بل أبناء عشائر بلقاوية أولا وآخرا, وأبناء الأردن ومجتمعه الواحد وحركته الوطنية. ولذلك, فهم غاضبون أيضا لأن الترتيبات استثنت دعوة ممثلي عشائر السلط وعباد, التي لا يمكن فصلها,اجتماعيا وسياسيا وثقافيا, عن عشائر الفحيص, مثلما استبعدت النشطاء السياسيين من المدينة نفسها. وهكذا, لن يستمع الملك إلى الرؤى الإصلاحية الشبابية التي لا تختلف, في جوهرها وعناصرها, عن رؤى الشباب الأردني من العقبة إلى عقربة, بل سيستمع إلى خطابات دينية وتقليدية لا تعكس وجدان الفحيص.
يكره أبناء العشائر المسيحية, أية إشارة تمسّ بعروبتهم الصافية أو بأردنيتهم الأصيلة, فينفرون من الكلام عن "التعايش" و" التعددية" و" التسامح" وما يشبه ذلك من مصطلحات ليبرالية لا تفهم ولا تعكس حقائق البنية الاجتماعية الأردنية التي تدور مدار العشيرة والكتل العشائرية, وتندغم في سياق مشروع وطني لا مكان فيه إلا لهوية واحدة هي الهوية الأردنية العربية الممتدة في التاريخ والمتجذرة في الجغرافيا من الغساسنة وورثتهم الأمويين حتى حلف البلقا والدولة الأردنية الحديثة.
الفحيص ليست عنوانا مسيحيا, وإنما هي عنوان أردني شديد الأردنة, تاريخا وحضورا ودورا وحياة وتقاليد وتراثا ولهجة. وهي, إلى ذلك, عنوان وطني وديمقراطي وتقدمي. وبصفاتها هذه بالذات تودّ أن تستقبل رأس الدولة, في أيام الميلاد المجيد.