اخبار البلد -
إذا كان الإصلاح السياسي مرتبطًا بالإصلاح الاقتصادي والإداري، فحتمًا أن أي استراتيجية إعلامية يجب أن تكون مرتبطة، وبشكل وثيق، بالصحفيين والإعلاميين، وكذلك الوسائل الإعلامية كافة، خصوصًا الورقية منها، بُغية تجويد الأهداف التي تُرسم لتحقيقها أو الوصول إليها.
لطالما سمع الصحفيون والإعلاميون في هذا الوطن عن استراتيجيات إعلامية كثيرة، منها من رأت النور وأخرى بقيت في الأدراج، فضلًا عن خطط لتطوير الإعلام، خاصة الرسمي وشبه الرسمي، ومن أهدافها جعله في مراتب متقدمة، يُنافس أقلها الإعلام الإقليمي.
عند الحديث عن استراتيجية إعلامية جديدة، يتوجب الأخذ بعين الاعتبار، الجهات التي ستتأثر بها، سواء إيجابًا أو سلبًا، بدءًا من الصحفي أو الإعلامي، مرورًا بمؤسسته أو منشأته التي يعمل بها، انتهاءً بأولئك الأشخاص الذي يعملون كمساندين في هذا المجال، من إدرايين وماليين وقطاع نقل، وتُجار أوراق وحبر، وما إلى ذلك.
وزير الإعلام، فيصل الشبول، خرج قبل أيام، متحدثًا لقناة المملكة الفضائية، عن «تمكين» الإعلام، و»استراتيجية» لتنظيمه، فضلًا عن وجوب أن يكون للإعلام مجلس للشكاوى.
من الرائع جدًا، تحديدًا لنا نحن معشر الصحفيين، أن يكون أول أحاديث الشبول عن الإعلام، الذي يتعرض هذه الأيام إلى ضربات متتالية، أقلها ضررًا قاتلة، قد تأتي على ما تبقى منه.. ويأمل الزملاء في الصحافة والإعلام أن يكون باستطاعة الوزير الجديد إيجاد حلول للمشاكل التي يُعانون منها بشكل عام، والصحافة الورقية بشكل خاص.. ولن يدخر أي صحفي جهدًا أو فكرة أو رأيًا فيها فائدة للصحافة والإعلام، إلا وحتمًا سيمررها إلى وزير الإعلام، للاستفادة منها وأملًا بحل هذه المعضلات والمشكلات والتحديات التي تواجه هذا القطاع وعامليه.
لا أحد يشك بأن الإعلام، أصبح في الوقت الراهن من أقوى الأسلحة للدفاع عن الوطن والذود عن حماه، فضلًا عن أنه بات من الأدوات الرئيسة لـ»تجميل» الحكومة، والدفاع عن سياساتها وقراراتها وإجراءتها.. الأمر الذي يتطلب عند الخوض في استراتيجية إعلامية جديدة، أن تكون مرتبطة بتأمين «الخبز» للعاملين في هذا المجال!.
وعندما يتم التصريح بأن العمل جار على استراتيجية، فإنه يتوجب النظر إلى عدة نقاط رئيسة، أولها وأهمها تجويد عملية حصول الصحفيين والإعلاميين على المعلومات، وارتباط ذلك بالمصداقية والشفافية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على الحقوق الوظيفية للعاملين في مهنة المتاعب، كما يحلو أو يُفضل الكثير تسميتها، ناهيك عن ضرورة أن يكون أمان وظيفي غير قابل لأي تأويلات.
وما يدعو للحيرة والاستغراب، هو أن مصطلح «الأنا»، كان واضحًا في حديث الشبول ذلك، إذ يقول إنه «يعمل» على رفع تمكين وسائل الإعلام، ويشير إلى «بدئه» باستراتيجية لتنظيم الإعلام.. ويدل ذلك إن دل على أنه وحيد في هذا المضمار، ولديه تصور ما حول الملف، ونخشى أن يكون الصحفي هو الخاسر الأول!.
جمهور الصحفيين بحاجة للإجابة على أسئلة من قبيل: كيف سيعمل الوزير الشبول وحده على «التمكين»؟ وكيف سيتمكن من خلق استراتيجية جديدة لوحده أيضًا؟.. ومعلوم أن ذلك مرتبط بفريق عمل، نسبة كبيرة منه يجب أن تكون متخصصة في هذا المضمار، ناهيك عن ضرورة إشراك وسائل الإعلام والصحافة كافة في ذلك.
أي موضوع أو قضية أو مشكلة، يقينًا أن حلها سهل، في حال توفرت الإرادة الحقيقية لذلك، فعملية تشكيل اللجان للوقوف على حادثة معينة، أو إنشاء استراتيجية أو خطة ما، للنهوض بأي قطاع من القطاعات، لا يحتاج إلا إلى صدق وشفافية، وقدرة أو قوة على التنفيذ.