وبحسب تقرير كامكو إنفست، إن أسعار النفط الخام شهدت خلال الشهر زخماً تصاعدياً مدعومة بتزايد الطلب عليه في ظل سير الاقتصاد نحو التعافي من جائحة فيروس كورونا.
وأشار التقرير إلى أنّ ارتفاع أسعار الغاز في عدة مناطق من العالم بشكل قياسي، ونقص امدادات الفحم دفعت شركات توليد الكهرباء إلى التحول إلى بدائل وقود قائمة على النفط الخام لتوليد الكهرباء مما ساهم في تعزيز الطلب عليه كالديزل، وزيت الوقود خاصة في السوق الآسيوية، بينما يزداد الطلب على الوقود في أوروبا حالياً بسبب ارتفاع الطلب على الديزل اضافة الى زيادة الطلب على الوقود في أماكن أخرى من العالم.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قالت: أن أزمة الغاز الطبيعي قد يساهم في تعزيز الطلب على النفط بمقدار5ر0 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الستة المقبلة، وأن اقتراب فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية الشهر المقبل ساهم في تأجيج الوضع، إلى جانب إمكانية انخفاض درجات الحرارة عن المستويات المعتادة ما أدى إلى زيادة تخزين الغاز وزيت التدفئة.
وتوقع التقرير أن يبقى العرض تحت السيطرة إذ أبلغت منظمة أوبك عن زيادة هامشية فقط في الإنتاج بينما تحلى المنتجون الأميركيون أيضاً بضبط النفس بتسجيل نمو متواضع فقط في الإنتاج مشيرا إلى أن الطلب على النفط لم يبلغ ذروته بالكامل نظراً لأن بعض قطاعات الاستهلاك، كالوقود الصناعي ووقود الطائرات، لم تصل بعد إلى مستوياتها ما قبل جائحة كورونا.
ويتفق ذلك مع أحدث تقرير صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الاميركية بعنوان "توقعات الطاقة قصير الأجل"، إذ كشف التقرير أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة بلغ في أيلول الماضي 96ر19 مليون برميل يومياً أي أقل من مستوى ما قبل الجائحة الذي بلغ 25ر20 مليون برميل يومياً في ايلول 2019 بينما بلغ الطلب على وقود الطائرات ما نسبته 88 بالمئة من مستويات أيلول عام 2019 .
وكشفت أحدث البيانات الخاصة بالسفر الجوي أن الحركة الجوية في أوروبا لم تصل بعد إلى مستويات ما قبل الجائحة إذ بلغت حالياً نسبة 72 بالمائة من تلك المستويات، في حين أن السفر الجوي في الولايات المتحدة عاد إلى مستوياته الاعتيادية تقريباً، إذ كشفت البيانات ان معدلات السفر وصلت إلى نسبة 90 بالمئة من مستوى ما قبل الجائحة.
وسجل متوسط الحركة الجوية العالمية ما نسبته 80 بالمئة من مستويات عام 2019 فيما عادت حركة المرور على الطرق إلى طبيعتها تقريباً على مستوى العالم، إذ تجاوزت نسبتها 90 بالمئة في معظم الأسواق.
وأعربت اوبك بلس عن تفاؤلها الحذر بشأن نمو الطلب على النفط في المدى القريب في أحدث التقارير الشهرية الصادرة عنها والذي جاء فيه (على الرغم من أن التحول من الغاز إلى النفط سيعني زيادة الطلب على النفط، إلا أن ذلك قد يؤثر على الطلب في مجالات أخرى، مثل التكرير).
وقامت أوبك بخفض توقعات نمو الطلب من 96ر5 مليون برميل يومياً إلى 8ر5 مليون برميل يومياً، إلا أنها نصحت المنتجين بمراقبة أساسيات النفط عن كثب.
ووفقاً للتقرير، كان الطلب على النفط أقل من المتوقع خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بما يكفي لتعويض المراجعة الصعودية للطلب في الربع الأخير من العام الحالي.