الفيديو الذي تداوله النشطاء قالوا إنه للطبيب عمرو خيري، استشاري العظام بجامعة عين شمس، وهو يعتدي على ممرض مسن لمدة 4 دقائق بالضرب وإجباره على القفز فوق حبل بمعاونة اثنين من أفراد الأمن الإداري، وتأنيبه لشكواه من كلبه والسخرية منه ثم أمره بالسجود لكلبه.
الطبيب عمرو خيري أنب الممرض على السخرية من كلبه بقوله: "الكلب قاعد في العربية زي الباشا مالك وماله، ده عرضي إزاي تغلط في عرضي، قول الله أكبر وصلي للكلب والذنب عليا أنا”، فرفض الممرض وقال له: "كهربني أحسن”.
وقال الممرض مساء الجمعة، في مقابلة عبر قناة "MBC مصر” إن ما ظهر في الفيديو حدث فعلا، في رد على ما زعمه الدكتور خيري لوسائل إعلام محلية بأن نهاية الفيديو مفبركة، وذكر أن الحادثة كانت من 6 أو 7 أشهر، وأساسها أن كلب الطبيب توفي، ولم يكن الممرض يعرف بأمره ووفاته، لكنه لم يجد لوفاته أهمية، فاستصغر الموضوع واستغرب حزن طبيب العظام الشديد وحداده عليه، فغضب منه الدكتور الذي امتلك كلبا آخر فيما بعد، استصغر شأنه الممرض أيضا.
وأضاف في المقابلة أنه لا يريد حقه، ويرغب بإزالة الفيديو "لأنه سبب أذى نفسيا لي وللبلد والأولاد” فرد الإعلامي: "أنا عايزك تشرح لولادك إن أكل العيش مرّ، ولازم يفهموا إن فيه ناس مفترية في الشغل، وإن النائب العام هيجبلك حقك”. إلا أن الممرض الذي كان يبدو متحفظا، ولا يريد توسيع رقعة المشكلة والاستمرار بالحديث عنها، لم يتمالك نفسه، فبكى وأعطى الهاتف لمن كان برفقته أثناء المقابلة.
والذي كان برفقته، هو مدير تحرير صحيفة "الجمهورية” رضوان البياتي، فقال البياتي إن تعذيب الطبيب للممرض "إساءة للذات الإلهية وللبلد ولهذا الرجل البسيط.. علشان كلب”؟ فأخبره عمرو أديب أن البلد "مقلوبة النهاردة، ولازم ياخد حقه” فوافقه البياتي، وانتهت المقابلة.
وقد أثار الفيديو ضجة واسعة عبر مواقع التواصل وفي الصحف المحلية، حيث ذكرت الأخيرة أنه من المتوقع توجيه 6 اتهامات للطبيب "تتمثل في ازدراء الأديان، والتعذيب واستخدام سلطة في موضع مخالف للقانون، والتصوير جبرا بغير رضا الطرف الآخر والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والاحتجاز دون وجه حق، وهدم القيم الأسرية لأنه من الوارد للأطفال مشاهدة مثل هذا المقطع وتقليده، وكذا جرائم السب والقذف والتشهير” وفق ما أكده المحامي سامي البوادي.
وفي مقابلة ثانية الجمعة ظهر عادل سالم على الشاشة واضعا كمامة غطت بعض وجهه، قال إن عمره 55 سنة، وأب لأولاد متعلمين، منهم ابنة محامية، ثم ذكر الشيء نفسه عن الكلب واستغرابه اهتمام طبيب العظام الشديد بوفاته، لكنه أضاف معلومة جديدة، هي أن الدكتور عمرو يري، اشترى الكلب الثاني بحوالي 20.000 جنيه، أي تقريبا 1.275 دولارا، وهو سعر استغربه الممرض.
قال أيضا إنه فوجئ بأن الطبيب كان يقوم بتصوير ما يحدث، وإنه لم ينم منذ يوم كامل، ومحرج أمام أهل بلده وأولاده، فهو يقيم في بلدة "القلج” التي يلفظ المصريون اسمها "الألج” بمحافظة القليوبية، الى درجة أنه أقفل باب الغرفة على نفسه في البيت، ثم ذهب الى محام في الرابعة فجر أمس، وهو المحامي الذي نراه ونسمعه يقول في الفيديو إن ما حدث جريمة في حق الذات الإلهية، واستغرب "كيف وقع جراح كبير بهذا الخطأ” في إشارة الى طبيب العظام "الذي سيقتص منه الله سبحانه، كما سيقتص منه القانون أيضا”.
فيما طالب رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ يوسف عامر باتخاذ إجراءات عاجلة تجاه الطبيب، مضيفًا أن الفيديو كان صادما هز القلب والعقل والضمير، وأظهر استخفاف البعض بكرامة الإنسان واحترامه، وعدم مبالاتهم بحرمة الشرع الشريف.
وأشار عامر إلى أن "الطبيب غير السوِي أهان الممرض إهانات بالغة، ختمها بتوجيه الأمر إليه بأن يسجد لكلبه ويصلي له”، كما شدد على أن الطبيب لم يحترم شيبة الرجل وضعفه، واستغل افتقاره للقمة العيش، ليبالغ في إهانته وإذلاله.
النشطاء أيضًا طالبوا بمحاكمة الطبيب، مستنكرين السادية التي تعامل بها مع الممرض، فيما تساءل الحقوقي هيثم أبو خليل عن "من الذي قدم نموذج عدم احترام الإنسان في مصر، تعذيب الآخرين حتى لو بسخرية للاستمتاع جابها منين؟”.