ميكافيللي وجماعة الاخوان المسلمين

ميكافيللي وجماعة الاخوان المسلمين
أخبار البلد -  
تثير مواقف جماعة الاخوان المسلمين في الاردن من الحالة والحراك السياسي الدائر على ساحة الوطن العديد من التساؤلات والشكوك في نواياها مما يجري بالرغم من احترامي الكبير للجماعة باعتبارها مكونا رئيسيا من مكونات المجتمع الاردني والتنظيم السياسي الوحيد والمنظم على الساحة الاردنية والتي يعود تاريخها الى انتشارها في الاردن في العام 1945 بعد انتقالها له من مصر حيت تأسست عام 1928 على يد الشيخ العلامة حسن البنا كحركة اسلامية تنادي بالرجوع الى الاسلام والتصدي لفصل الدين عن الدولة ومقاومة المد العلماني في العالم الاسلامي على اساس انها دعوة سلفية وطريقة سنية كما قال عنها البنا نفسه وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية في تحديد منهج الجماعة وسماتها.الا ان الجماعة وبالنظر الى الممارسات التي اصبحت سمتها الرئيسية في الاشهر العشر الاخيرة والمتمثلة في الاعتصامات والمسيرات الاسبوعية من المساجد في عمان ومحافظات المملكة الاخرى ومحاولاتها السيطرة على الحراك السياسي والاصلاحي الذي تطالب به القوى السياسية والشبابية الاخرى في الاردن والادعاء من الجماعة انها المحرك الرئيس لهذا الحراك بالرغم ان احدا لم يفوضها بقيادة هذا الحراك وعدم سماح القوى الشبابية والسياسية الاخرى المشاركة في هذه المسيرات للجماعة بان تتصدر هذا الحراك الا انها اي الجماعة تحاول الايحاء للشارع وللعالم بانها القوة الوحيدة المؤثرة في الساحة الوطنية وهي بذلك تحاول التعويض ولملمة خسائرها التي منيت بها شعبيا في الداخل والخارج حيث لجأت الى الابتعاد عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية في السنوات الاخيرة مما افقدها قاعدة عريضة من جماهيرها التي ترى في ابتعاد الخركة عن المشاركة في الحياة السياسية مباشرة من خلال المؤسسات الوطنية يشكل تهديدا لمصالحها علما ان قيادات في هذه الجماعة تسعى على الدوام للتنسيق مع الحكومات المتعاقبة علنا او سرا من اجل الحصول على مكتسبات ومصالح للجماعة اضافة الى ان قيادات من الجماعة التي تنادي وتدعو الى محاربة امريكا وربيبتهاالصهيونية تلتقي بالسر وعلانية مع مسؤليين من المخابرات المركزية الامريكية وتجري اتصالات في تركيا او حتى في امريكا نفسها مع مسؤلين امريكان ،الامر الذي ساعد بشكل كبير الى تخلي الشارع الاردني عن الجماعة وتقلص نفوذها لادراك الناس ووعيها لاهداف الجماعة الحقيقية والتي يعرفها البعض منذ قيام منظمة فتح في نهاية ستينيات القرن الماضي والتي كانت الذراع المسلح لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن والكثيرون منا ممن عاصروا الفترة يتذكر الوضع الذي تميزت به هذه المنظمة عن غيرها من الناحية المادية وكثيرون يعرف اين كانت قيادات الاخوان انذاك، في بلجيكا والمانيا .ان ما تحاول الايحاء به جماعة الاخوان اليوم لا يمكن ان ينسحب على الاردنيين لوعيهم الكبير وفشل الجماعة الذريع في المحافظة ولو على المستوى الذي كان لها قبل سنوات عشر على الاقل .وبالنظر الى مواقف الجماعة اليوم في هذه الفترة من حياة الوطن والشعب الاردني وامام المشهد المتكرر بعد صلاة كل يوم جمعة من الاسبوع سواء في عمان او غيرها وما تطرحه الجماعة في المسيرات التي تشارك بها كغيرها من القوى والفعاليات الوطنية يدفعني الى الاعتقاد ان الاخوان المسلمين خلعوا عباءة البنا ليلبسوا عباءة ميكافيللي وان ميكافيللي اخوانيا اوان الجماعة جعلت منه مرشدا مخفيا لها في تصرفاتها على الصعيد المحلي والخارجي لتصبح الغاية تبرر الوسيلة في تحقيق المطالب والمصالح وقدمت الجماعة المصلحة الحزبية والسياسية الخاصة على مصلحة الوطن وتجلى ذلك في معارضتها المسبقة على مخرجات لجنة الحوار الوطني والتعديلات الدستورية وغيرها من القضايا الوطنية.وهنا لا بد من التساءول هل الاخوان صادقون حقا تماما في المحافظة على مدنية الدولة الاردنية ؟ويحافظون على مبادىء وهوية الجماعة ؟ام انهم يعارضون من اجل المعارضة على قاعدة انا اعارض اذا انا موجود؟.هناك حقيقة يصعب انكارها تتمثل بان الجماعةونفوذها آخذة في الانحسار فكريا ومنهجيا مما يشكل مقدمة حتمية للانحسار العملي والانحدار في طريق الانزواء لتصبح حزبا سياسيا وتتخلى عن اهدافها الاولى التي تأسست من اجلها ويتناسى اخوان الاردن الشريعة وقضايا العالم الاسلامي والمطالبة بالقران دستورا كما هو الشعار الرئيسي للحركة ويصبحوا حزبا بنكهة ومظهر اسلاميين وتكتفي الجماعة بالخروج الى الشارع يوم الجمعة من كل اسبوع بشعارات يضربون بها قلوب من بقي من اتباعهم من الاردنيين البسطاء الطيبين للسيطرة على عقولهم وتحديد اتجاهاتهم ومن خلال هذه المليشيات التي تجوب الشوارع تحاول الجماعةاقناع الجماهير الاردنية انهاتقود الحراك في الوطن وان الجماعة هي المدافع الاوحد عن حقوق الضعفاء والمغلوبين على امرهم دونما تفويض من احد نصبت الجماعة نفسها في هذا المركز وتمارس المخايلة بعقد مؤتمر او محاضرة هنا اوهناك وتتدخل في الاتحادات الطلابية احيانا على قاعدة ان العمل للدين لا يوجد الافقط في صفوف الاخوان وعلى هذا الوهم الخاطىء يحاولون تمرير مقولة ان تركهم ترك للدين .لقد انكشفت الاوراق كلها ولم يعد للحركةبريقها السابق مما حذا بقادتها الى الترقيع المؤقت بمكبرات الصوت في المسيرات والمحاضرات لاستعادة البعض من القوة المفقودة لها ولكنها فشلت ختى في ذلك امام وعي الاردنيين الذين اصبحوا على قناعة بان الهدف للجماعة تحول من ديني الى سياسي وكراسي وعلى الطريقة الميكافيللية حتى في الحراك تبحث على كرسي متقدم على طاولة الحوار مع اقطاب المعارضة الاخرى.
شريط الأخبار رئيس هيئة الأركان: القوات المسلحة لن تتردد في التصدي لمن يحاول المساس بأمن الأردن الملك خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: فكرة الأردن كوطن بديل لن تحدث أبدا وزارة الخارجية: عودة شاحنات أردنية كانت قد احتُجزت في سوريا منذ قرابة شهرين الحكومة : خطط إجلاء للأردنيين من لبنان حال وقوع حرب شاملة نائب نقيب الفنانين عن فيديو دعيبس بدار المسنين : "غير راضيين عن المقابلة ونزوره كل اسبوع " ارتفاع أسعار الذهب محلياً 70 قرشا في التسعيرة المسائية إرادة ملكية بقبول استقالة أعضاء بمجلس الأعيان الملك يصل إلى مقر الأمم المتحدة لترؤس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين جيش الاحتلال ينفذ غارة جوية لمحاولة اغتيال قيادي رفيع في حزب الله في بيروت التعليم العالي: لم نتأخر بأصدار قائمة القبول الموحد وموعدها نهاية الشهر الجاري وهناك متسع من الوقت لدى الطلاب شركات تداول وهمية تسرق اموال الاردنيين وتختفي والمواطنون ( رجعولنا مصارينا) "بلبن" يستفز الاردنيين بأسماء اطباق خادشة للحياء العام أيهما قدّم للأردن أكثر: سميرة توفيق أم حكومة بشر الخصاونة؟! بيان رد من عشيرة الدعيبس الشوابكة بما يتعلق بالفنان حسين دعيبس أمهلت الصحة حتى 10/16.. قرار من نقابة الأطباء بخصوص "لائحة الأجور" النائب مشوقة: رفضنا دعوة السفارة البريطانية لدعمها الإجرام الصهيوني وخرق الأعراف الدبلوماسية مازن القاضي في اول تصريح.. ترشحي لرئاسة مجلس النواب مستمر والقرار بيد "الميثاق" الأردن .. ضبط 100 ألف حبّة مخدرات داخل حقيبة بمعبر العمري مجلس الوزراء يقر الأسباب الموجبة لمشروع نظام القيادات الحكومية لسنة 2024 الفناطسة: نفض الغبار عن أكبر مؤسسة مجتمع مدني تمثل 1.5 مليون عامل