لطالما وقف التلاميذ وصفقوا عشقاً في الجزائر، ونهضت الأمة في عصر البطولات والبحث عن الحرية والإستقلال لتقدم لها العون حتى استقلت ورفعت رايتها، ودفعت ثمن ذلك مليون شهيد سعيد بالتضحية لأرض البطولات، الجزائر البلد الشقيق والحبيب صاحب الرسالة القومية العربية الأزلية الراسخة في عقول أبنائها وتعتبر من ثوابتها، فنجدها تقف دوماً في الصف الأول للذود عن الحقوق العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي دعمتها في كل لحظات التاريخ ويتغنى شعبها البطل بالقدس ويُعتبر تحريرها أولوية أولى.
الجزائر أنجبت أحمد بن بلة وهواري بومدين والشاذلي بن جديد الرؤساء الخالدين في تاريخها وتاريخ العرب، الجزائر التي دافعت عن الحبيب المصطفى ووقف أبنائها في الميادين الأوروبية انتصاراً للرسول الكريم وفلسطين، الجزائر التي عشق العرب سياستها وشعبها وكرة القدم فيها لنجد ان منتخب الجزائر الأكثر عشقاً بين الجماهير العربية وذلك ليس حباً بكرة القدم بل عشقاً في الجزائر ، هذه هي الجزائر وهذا هو العشق العربي الأصيل.
الجزائر لم تُعاني منذ الاستقلال من كوارث إلا هذه الأيام حين شبت النيران في غاباتها واستشهد خمس وعشرين من أبطالها، وظننا أن الدعم العربي سيبدأ وأن جسور جوية ستنطلق من المطارات العربية لتساعد رجالها في إخماد الحرائق، لكن وللأسف لم نجد مستشفيات ميدانية ولا طائرات تساعد في إخماد الحرائق، وربما نقول ربما استبعدت العديد من الدول المسافة وظنت ان الحرائق ستنتهي خلال ساعات، لذا جلسوا أمام الشاشات يتابعون ما يجري مكتفين بأضعف الإيمان بوقوفهم بقلوبهم مع الجزائر ، لكن القلوب لا تقي من النار ولا تُطفيء الحرائق التي قد تكون اشتعلت بفعل فاعل لإلحاق الضرر بدولة لها مواقف ثابتة لم تتغير منذ الإستقلال.
لقد تعلمت الأجيال وسمعت ختام السلام الوطني الجزائري " وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر"، واعتقدنا ان حياة الجزائر كحياة اي دولة عربية وان هناك واجب على جميع الدول، وان هناك دور لجامعة الدول العربية للوقوف بجانب أعضائها، وبالذات في أوقات الشدة لكن لا حراك، ومن هنا فإن على جامعة الدول أن تشكل لجنة دائمة لدراسة الكوارث التي تحدث لأي دولة عربية ووضع الخطط الشمولية العاجلة لمساعدتها، وإلا فإنه لا حاجة بنا لهذه الجامعة التي لا تجمع ولا تجتمع لإنقاذ أعضائها، ورغم ذلك ستبقى القلوب العربية النقية تهتف "وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".