أعلن فلاديمير بوتين نيته حضور المؤتمر حول الامن البحري عبر تقنية الاتصال الفيديو "كونفرس"، بمبادرة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تَرْأس بلاده مجلس الامن للاشهر الستة القادمة؛ فبوتين لا يرغب في ان تكون بلاده غائبة عن واحدة من اهم الملفات الدولية الآخذة في التطور منذ السنوات العشر الماضية.
المؤتمر الذي ينظم برعاية مجلس الامن الدولي حمل عنوان "تعزيز الأمن البحري: ضرورة التعاون الدولي"، وجاء الاعلان عن تنظيمه في أعقاب الحادثة الأمنية الخطيرة في بحر عُمان والخليج العربي باستهداف عدد من سفن الشحن وناقلات النفط.
حوادث امتدت نحو البحر الاحمر وشرق المتوسط، واتخذت طابعا مختلفا تماما عن القرصنة التي عُرفت في القرن الإفريقي قبالة السواحل الصومالية، او بالقرب من مضيق ملقة وجزيرة سوقطرة وجزر الفلبين.
فالهدف من هجمات الخليج العربي والبحر الاحمر وشرق المتوسط مختلف؛ لارتباطه بتعطيل الملاحة البحرية، والإضرار بمصالح دول بعينها كالكيان الاسرائيلي وإيران، وليس النهب، وتحقيق المكاسب المالية السريعة من خلال الاستيلاء على البضائع، أو ابتزاز مالكها كما يحدث مع القراصنة ومُشَغِلهم.
الصراع البحري في منطقة الخليج العربي والبحر الاحمر بين قوى إقليمية يشابه في خطورته الصراعات السياسية في بحر الصين الجنوبي، والتنافس الدولي على الممرات في الدائرة القطبية والقرم، والصراع في البحر الأسود. ورغم التشابه إلا أنه أشد سخونة وخطورة، أشد خطورة من القرصنة ونزعتها الإجرامية، او الصراعات الإقليمية؛ إذ إنه يجمع بين الاثنتين معًا؛ ما استدعى الذهاب لمؤتمر دولي.
رغم اهمية المؤتمر الدولي الذي سيركز على التهديدات التي تتعرض لها عمليات النقل البحري والقرصنة، إلا أن التهديدات الامنية المباشرة لا تعد القضية الوحيدة في أمن البحار؛ فأمن البحار مرتبط ايضا بعمليات التهريب، والهجرة التي لا تقتصر على المهاجرين نحو اوروبا او امريكا، بل نحو دول الخليج العربي، خصوصا القادمين من الهند الى شواطئ الخليج العربي، فهل سيطرح رئيس الوزراء الهندي الملف على المشاركين أم سيتجاهله؟
إنه الملف المسكوت عنه: طوفان المهاجرين غير الشرعيين، وقوارب الموت القادمة من الهند تحديدًا باتجاه الخليج العربي وبحر عُمان، مستهدفة شواطئ الامارات العربية وسلطنة عُمان وغيرها من دول الخليج، ومن ضمنها السعودية المنشغلة في حرب اليمن، ومواجهة ايران، وخوض صراعات واشتباكات سياسية في العديد من زوايا العالم العربي؛ فالهند لا تعد تهديدًا حتى اللحظة لأمن دول الخليج العربي، إلا أنها الأكثر تأثيرًا خلال السنوات العشر القادمة في حال استمر تجاهل الثغرة الأمنية المتوسعة مع نيودلهي.
فالصراعات الإقليمية في بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي والبحر الاحمر تهدد بطوفان بشري قادم من إفريقيا وآسيا والهند تحديدًا، طوفان نلحظ تأثيره في الاردن بعبور عدد من المهاجرين القادمين من إفريقيا وآسيا نحو فلسطين المحتلة، وهي حقيقة كان لابد من الاشارة اليها وإن كانت لا تحمل دلالات سياسية كبيرة للأردن، غير أنها تعبر عن اتساع الثغرة، وتفاقم خطرها على دول الخليج العربي ومستقبلها.
ختامًا..
الصراعات السياسية والامنية بين الدول وفرت بيئة رخوة، وثغرة كبيرة أتاحت المجال لأعداد كبيرة من المهاجرين والباحثين عن عمل من آسيا والهند لركوب البحر والمحيط باتجاه الخليج العربي ودوله النفطية، فهل سيناقش مودي هذا الطوفان من مواطنيه المتدفق نحو الخليج العربي، أم سيكتفي بمناقشة استهداف ناقلات النفط، ومخاطر الصراع الإقليمي بين إيران ودول الخليج؟
المؤتمر الذي ينظم برعاية مجلس الامن الدولي حمل عنوان "تعزيز الأمن البحري: ضرورة التعاون الدولي"، وجاء الاعلان عن تنظيمه في أعقاب الحادثة الأمنية الخطيرة في بحر عُمان والخليج العربي باستهداف عدد من سفن الشحن وناقلات النفط.
حوادث امتدت نحو البحر الاحمر وشرق المتوسط، واتخذت طابعا مختلفا تماما عن القرصنة التي عُرفت في القرن الإفريقي قبالة السواحل الصومالية، او بالقرب من مضيق ملقة وجزيرة سوقطرة وجزر الفلبين.
فالهدف من هجمات الخليج العربي والبحر الاحمر وشرق المتوسط مختلف؛ لارتباطه بتعطيل الملاحة البحرية، والإضرار بمصالح دول بعينها كالكيان الاسرائيلي وإيران، وليس النهب، وتحقيق المكاسب المالية السريعة من خلال الاستيلاء على البضائع، أو ابتزاز مالكها كما يحدث مع القراصنة ومُشَغِلهم.
الصراع البحري في منطقة الخليج العربي والبحر الاحمر بين قوى إقليمية يشابه في خطورته الصراعات السياسية في بحر الصين الجنوبي، والتنافس الدولي على الممرات في الدائرة القطبية والقرم، والصراع في البحر الأسود. ورغم التشابه إلا أنه أشد سخونة وخطورة، أشد خطورة من القرصنة ونزعتها الإجرامية، او الصراعات الإقليمية؛ إذ إنه يجمع بين الاثنتين معًا؛ ما استدعى الذهاب لمؤتمر دولي.
رغم اهمية المؤتمر الدولي الذي سيركز على التهديدات التي تتعرض لها عمليات النقل البحري والقرصنة، إلا أن التهديدات الامنية المباشرة لا تعد القضية الوحيدة في أمن البحار؛ فأمن البحار مرتبط ايضا بعمليات التهريب، والهجرة التي لا تقتصر على المهاجرين نحو اوروبا او امريكا، بل نحو دول الخليج العربي، خصوصا القادمين من الهند الى شواطئ الخليج العربي، فهل سيطرح رئيس الوزراء الهندي الملف على المشاركين أم سيتجاهله؟
إنه الملف المسكوت عنه: طوفان المهاجرين غير الشرعيين، وقوارب الموت القادمة من الهند تحديدًا باتجاه الخليج العربي وبحر عُمان، مستهدفة شواطئ الامارات العربية وسلطنة عُمان وغيرها من دول الخليج، ومن ضمنها السعودية المنشغلة في حرب اليمن، ومواجهة ايران، وخوض صراعات واشتباكات سياسية في العديد من زوايا العالم العربي؛ فالهند لا تعد تهديدًا حتى اللحظة لأمن دول الخليج العربي، إلا أنها الأكثر تأثيرًا خلال السنوات العشر القادمة في حال استمر تجاهل الثغرة الأمنية المتوسعة مع نيودلهي.
فالصراعات الإقليمية في بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي والبحر الاحمر تهدد بطوفان بشري قادم من إفريقيا وآسيا والهند تحديدًا، طوفان نلحظ تأثيره في الاردن بعبور عدد من المهاجرين القادمين من إفريقيا وآسيا نحو فلسطين المحتلة، وهي حقيقة كان لابد من الاشارة اليها وإن كانت لا تحمل دلالات سياسية كبيرة للأردن، غير أنها تعبر عن اتساع الثغرة، وتفاقم خطرها على دول الخليج العربي ومستقبلها.
ختامًا..
الصراعات السياسية والامنية بين الدول وفرت بيئة رخوة، وثغرة كبيرة أتاحت المجال لأعداد كبيرة من المهاجرين والباحثين عن عمل من آسيا والهند لركوب البحر والمحيط باتجاه الخليج العربي ودوله النفطية، فهل سيناقش مودي هذا الطوفان من مواطنيه المتدفق نحو الخليج العربي، أم سيكتفي بمناقشة استهداف ناقلات النفط، ومخاطر الصراع الإقليمي بين إيران ودول الخليج؟