هناك سوء فهم, وتبخيس دائم للسياسة الاردنية, فاذا نشبت ازمة حكم في سوريا, مثلاً, صرنا نبحث عن مكان نضع فيه الاردن, حرصاً على البلد الصغير, من تفاعلات ما يجري في البلد الكبير!! واذا لاحظ مسؤول اردني أن هناك زيارة لرئيس المكتب السياسي في حماس بدأنا نعيد النظر بدستورنا, وبدأنا نبحث عن حجم استدارة الاردن ليلتقي مع زيارة مشعل.. وقد تصل الاستدارة الى 180ْ!! واذا بُحت الاصوات أمام المسجد حماية للديمقراطية, وحرباً على الفساد, وتوكيداً على اصلاح سياسي لا يريد أحد تحديد ملامحه وقسماته.. لا بالانتخاب, ولا بالحوار, ولا بأية وسيلة نعرفها ولا نعرفها. فإن الاردن كله يصبح بلا هوية, ولا انجاز, ولا كل هذا الذي تحقق ويتحقق وكل ما فيه خراب ويباب وقحط!!
الاردن قبل كل شيء وبعد كل شيء دولة قائمة منذ 1921, سبقت سوريا ولبنان والعراق وكل دول المنطقة. ومع أن القيادة الاردنية تملك من المرونة والواقعية والهدوء ما يجعل البلد أقل تعرضاً للصدمات فإن الكثيرين يعتقدون أن هذه المرونة والواقعية والهدوء انما هي ضعف, وعدم قدرة على الثبات, ولا تحتاج إلا الى دفعة بسيطة ليقع البلد والنظام والكيان السياسي كله. ترى كم مرة وقع الشطار في الحسابات الخاطئة, وجروا على بلدهم وعلى انفسهم عذابات وجراحاً عميقة.. ومع ذلك فإنهم يعيدون ويكررون الخطأ ذاته!!
النظام السوري الان لا تخيفنا تهديداته بالزلازل, ولا تهمنا تهديدات حلفائه من لبنان, وغير لبنان, فنحن مهما كان موقفنا منه لا نستطيع مشاركته قمع شعب سوريا, واعادته الى القمقم. وكل ما يمكن أن نفعله هو التخفيف من الاوجاع, ومحاولة تضميد الجراح, وتقديم كل ما يمكن تقديمه للشعب السوري ليصمد في معركته ويهزم الطغيان!!
وحماس ليست بعيدة عنا, هي أقرب الينا من كل العرب, ولكننا لا نستطيع أن نضمها فوق المنظمة التي فرضها الاجماع العربي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. كما لا نستطيع تقديمها على فتح أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية, أو نقدم عليها فتح والجبهة الاخرى, والمنظمة الثالثة والرابعة وبقية التنظيمات التي اصبحت طوائف وتكلّست!! فالقضية الفلسطينية هي قدرنا القومي, واخترنا أن نكون جزءاً نضالياً منها.. وتركنا لغيرنا أن يتاجر ويرضى ويغضب!
الاردن الدولة, والنظام والشعب قوي وثابت وله مخالب وانياب رغم مرونة قيادته وواقعيتها, وفهمها العميق لما يجري في المنطقة والعالم. ونتمنى على الذين يتراجفون خوفاً عليه, وحرصاً على ابنائه, ان يتطلعوا حولهم.. فبلدهم في قلب العالم من مزار شريف الى بنغازي, ومن الرمادي الى جنين ورام الله وغزة, ومن أميركا الوسطى الى قلب افريقيا!!
والاردن الى هذا وذاك بلد جميل, غني, متقدم, شاب, مثقف, شريف.. قاتل من اجل أمته كل حروبها, وصمد في كل عاصفة هبّت عليها.. ومع ذلك بقي البلد المتواضع, السهل, البسيط!!
الاردن قبل كل شيء وبعد كل شيء دولة قائمة منذ 1921, سبقت سوريا ولبنان والعراق وكل دول المنطقة. ومع أن القيادة الاردنية تملك من المرونة والواقعية والهدوء ما يجعل البلد أقل تعرضاً للصدمات فإن الكثيرين يعتقدون أن هذه المرونة والواقعية والهدوء انما هي ضعف, وعدم قدرة على الثبات, ولا تحتاج إلا الى دفعة بسيطة ليقع البلد والنظام والكيان السياسي كله. ترى كم مرة وقع الشطار في الحسابات الخاطئة, وجروا على بلدهم وعلى انفسهم عذابات وجراحاً عميقة.. ومع ذلك فإنهم يعيدون ويكررون الخطأ ذاته!!
النظام السوري الان لا تخيفنا تهديداته بالزلازل, ولا تهمنا تهديدات حلفائه من لبنان, وغير لبنان, فنحن مهما كان موقفنا منه لا نستطيع مشاركته قمع شعب سوريا, واعادته الى القمقم. وكل ما يمكن أن نفعله هو التخفيف من الاوجاع, ومحاولة تضميد الجراح, وتقديم كل ما يمكن تقديمه للشعب السوري ليصمد في معركته ويهزم الطغيان!!
وحماس ليست بعيدة عنا, هي أقرب الينا من كل العرب, ولكننا لا نستطيع أن نضمها فوق المنظمة التي فرضها الاجماع العربي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. كما لا نستطيع تقديمها على فتح أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية, أو نقدم عليها فتح والجبهة الاخرى, والمنظمة الثالثة والرابعة وبقية التنظيمات التي اصبحت طوائف وتكلّست!! فالقضية الفلسطينية هي قدرنا القومي, واخترنا أن نكون جزءاً نضالياً منها.. وتركنا لغيرنا أن يتاجر ويرضى ويغضب!
الاردن الدولة, والنظام والشعب قوي وثابت وله مخالب وانياب رغم مرونة قيادته وواقعيتها, وفهمها العميق لما يجري في المنطقة والعالم. ونتمنى على الذين يتراجفون خوفاً عليه, وحرصاً على ابنائه, ان يتطلعوا حولهم.. فبلدهم في قلب العالم من مزار شريف الى بنغازي, ومن الرمادي الى جنين ورام الله وغزة, ومن أميركا الوسطى الى قلب افريقيا!!
والاردن الى هذا وذاك بلد جميل, غني, متقدم, شاب, مثقف, شريف.. قاتل من اجل أمته كل حروبها, وصمد في كل عاصفة هبّت عليها.. ومع ذلك بقي البلد المتواضع, السهل, البسيط!!