إذ تتخبط الدولة في سياساتها * ماهر ابو طير

إذ تتخبط الدولة في سياساتها * ماهر ابو طير
أخبار البلد -  

سابقاً، ان لا مطبخ سياسياً في البلد، وان لا عقل جمعياً للدولة، وان لا تنسيق بين المؤسسات، وما زلنا نلمس ما هو اسوأ، يوماً بعد يوم.

كل مسؤولي الدولة يشتكون من بعضهم البعض، ولا احد ُينسق مع الاخر، والكل ينتظر من الاخر حل المشاكل، والكل يشكو من اصابع الاخر المدسوسة في انفه، ولا احد يفهم على الاخر، هذه الايام، مهما أخفى كثيرون حالة "المكاسرة الناعمة" المسيطرة.

فوق ذلك، تتخبط الدولة في سياساتها الداخلية والخارجية، ولدينا امثلة كثيرة، تدل على هذا التخبط والتناقض، والصراع المستتر والعلني الذي بات سمة اساسية، مع استخفاف وغياب للمبادرة، واستفحال "العنة السياسية" تجاوز العجز بأسوأ حالاته.

تارة يتم الانفتاح على الاخوان المسلمين، وتارة يتم اغلاق الابواب في وجههم، تارة تتم دعوتهم للتوزير، وتارة يتم التخلص منهم وعدم تلبية اي طلب لهم، تارة يتم تسخين الكلام عن قدوم خالد مشعل، وتارة يتم تبريده، بحيث تتراجع فرصة الزيارة.

احيانا تتم مغازلة الاسلاميين لمجرد هدف تافه، اي مقاهرة شباب المحافظات، واثارة خوفهم وغيرتهم، وتارة تتم مغازلة شباب المحافظات، لمجرد تفتيت معسكرات اخرى في ذات المحافظات.

مرات يتم قصف اسرائيل بالكلام والتهديد بالجيش والويل والثبور، وتارة نكتشف اننا نمون عليهم في قصة جسر باب المغاربة في القدس، فيؤجلون هدمه فقط، وتارة نقول لاسرائيل انها ستنتهي عما قريب، وتارة نجالس ونستقبل شمعون بيريز.

في قصة اخرى يتم اعتبار المتظاهرين غوغائيين ولديهم اجندات، ويتأثرون بالغاضبين من النخب، او بتحريضهم او بتمويلهم، وتارة تتم مغازلة المتظاهرين مع ابداء التقدير تجاههم، بكونهم يعبرون عن الرأي!!.

احيانا يصير العنوان هيبة الدولة، فيقوم الدرك بتكسير المواطنين لاي سبب، وتارة تتحول الهيبة الى مفهوم لا قيمة له، وتصبح مهمة الدولة اخذ العطوات وتبويس اللحى، واحيانا يتم توقيف العشرات، ثم فجأة يتم اطلاق سراحهم.

مرات يتم التسامح مع شعارات تقدح كل المقامات والاسماء والرموز، ومرات لا يسامح المحافظ بشأن رشقه ببيضة، وفي حالات يقولون: اتركوهم فهم غاضبون، ومرات يقولون لماذا لا تنفذ الدولة القانون على الجميع؟!.

تأتيك حكومة فتتحدث عن عدم قدرتها على رفع الاسعار لان "الامن الاجتماعي" مهم، ثم تأتيك حكومة فتقرر رفع الاسعار وتقفز عن الامن الاجتماعي، وقد تأتيك حكومة ثالثة تقرر اللعب على الحبلين فتؤجل شيئاً وتمرر شيئاً!!.

الدولة مع ابنائها ايضاً على ذات الطريقة، اذ تم تكسير وحرق كل الاسماء والرموز، والكل فاسد ولص، واحياناً يخرج مسؤولون عاملون ليسألوا: اين رموزنا ليلعبوا دوراً في تهدئة الداخل، ولا يتذكرون انهم هم الذين حرقوهم وتركوهم رماداً.

في مرات تصير قصة الرقم الوطني هي القصة، وتصدر التعليمات بوقف سحب الرقم الوطني، فيرتاح الناس، ومرات يقررون خفض دور المتابعة والتفتيش، ومرات يتوسعون في دورها فيؤسسون فرعاً في عين الباشا!!.

في حالات نصبح ليبراليين، وفي حالات نقترب من الاسلاميين، وفي حالات نصبح محافظين، وفي حالات تغمرنا المشاعر القومية، واحيانا نصبح وطنيين متشددين. مؤسف جداً الذي يجري، تارة يعاندون الشارع الذي يريد اسقاط الحكومة ويقولون لن ننصاع الى الفوضى، وتارة يقيلون الحكومة ويقولون اقلناها استجابة لمشاعر الجمهور والشارع!!.

ينكرون وجود معتقلين سياسيين لدينا، طوال سنوات، ثم فجأة يخرجون معترفين ويقولون سنبدأ في اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفي حالات يقولون لا تسامح مع الارهاب، ثم يتفاخرون في وقت لاحق بالافراج والعفو عن شباب كرام تم اتهامهم بالارهاب!!.

والقصة امتدت الى الناس، غضب وشغب، وعودة الى الحاضنات الاجتماعية التقليدية للحصول على الحماية، وكسر لمبة في محافظة قد يؤدي الى حرق محافظة، وكلمة بين شخصين قد تؤدي الى استخدام الرشاشات والمسدسات.

كل هذا نتاج سياسات التخبط والاضعاف وتفكيك الدولة وتناقض هويتها، وعدم ثبات هويتها، وعدم وجود رؤية موحدة، ولا برنامج حياة، ولا افق ولا مستقبل، سوى المسكنات التي يتم حقن الوريد العام بها يوماً بعد يوم حتى ادمنها الدم، ولم تعد مجدية.

ما نراه كل يوم خطير جداً، وغيبوبة معظم اصحاب القرار، ستأخذنا الى وفاة سريرية، ما لم تنته حالة التهاون في قيمتنا وقيمة البلد وحياته وحياة اهله، فهذا الاستخفاف الكارثي بكل شيء، سيقودنا الى الهاوية.

وكأن البلد يتم تركه عمداً لمصير مرسوم، وما نراه ليس الا توطئة للخراب الكبير.
شريط الأخبار منح دراسية مقدمة من جامعة في قبرص لبرنامجي (البكالوريس والدكتوراه).. تفاصيل اليابان تشعل فتيل أزمة مالية عالمية ومخاوف هروب رؤوس الأموال من أميركا تتزايد لجنة مشتركة بين "الضريبة" و"الجمارك" لتنظيم الفوترة في المناطق الحرة الاتحاد الأردني لشركات التامين ينشر أوراق العمل الثمانية المقدمة في المؤتمر الدولي العاشر للتأمين وفيات الأردن.. الخميس 29-5-2025 انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة الخميس مع أجواء باردة نسبيًا نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في سيل الزرقاء بجرش "أمن الجسور": تعديل ساعات العمل في جسر الملك حسين الأحد ضبط شخصين باعا تذاكر لمباراة الأردن والعراق في السوق السوداء كلام مهم وصريج لسمو ولي العهد بشأن الأندية الأردنية... عن العقليات القديمة والاعتماد على الذات والكثير القسام: استهداف قوة صهيونية تحصنت داخل منزل ودبابة "ميركافا" ببيت لاهيا بيان صادر عن شركة CFI الأردن نتائج تصنيف UNIRANKS لعام 2025: الجامعات الأردنية تتألق في التصنيفات العالمية والعربية الأردن: استخراج 55 مليون متر مكعب من الغاز والعمل جارٍ على حفر 145 بئرا مع حلول 2030 الملك يزور مشروع استزراع سمكي في الجفر مطار الملكة علياء الدولي يستقبل 814,819 مسافرًا خلال نيسان 2025 مدير الأحوال المدنية: الوعي الرقمي مفتاح تطوير الخدمات الحكومية عتب وغضب من اعلاميين مخضرمين بسبب استثنائهم من حفل عيد التلفزيون ال57 المواصفات: آخر موعد لتخليص المركبات الكهربائية "المستثناة" مطلع أيلول شركات صينية تزور المدن الصناعية الأردنية