اخبار البلد ـ مهلاً..لم أُسقِط باقي دول الغرب الإستعماري ولا معسكر المُطبّعين والمُتصهينين و"كتائب» منظمات المجتمع المدني الممولة أميركياً/أوروبياً التي ابتلعت ألسنتها وغابت عن السمع والبصر, لتعود الينا لاحقاً بخطابها المسموم وتُلقي علينا مواعظها عن اهمية السلام والتعايش والحوار مع «الآخر» واكاذيب محاربة الارهاب والتطرّف وغيرها من التُرّهات.
هؤلاء بدءاً من لندن/باريس/برلين وليس انتهاء بأوتاوا الكندية, مروراً ببعض العرب، لن يتردّدوا لحظة بالرضوخ لأي إشارة من ادارة بايدن, اذا ما قرّرت – وهي لم تُقرّر ويبدو انها «لن» تُقّرر تغيير موقفها, الى أن تنتهي آلة القتل الفاشية/الصهيونية من استكمال حرب الابادة التي تشنها على أهالي قطاع غزة وبناه التحتِية المُتداعِيةـــ.
ثمة تعمية وخلط مَقصودين في ما بثته وسائل إعلامية عن «فشل» مجلس الأمن للمرّة الثالثة, في استصدار بيان مشترك (مُجرّد بيان يتطلب اجماعاً)..أمّا الأهم فهو رفض واشنطن عقد جلسة «علنِيّة» للمجلس بعد جلستي «ثرثرة» خلف الأبواب المغلقة, رغم تغوَّل العدو واستشراسه في استهداف المدنيين, الى ان وافقَت على جلسة الأحد, التي لم تِزد عن كونها جلسة ثرثرة ثالثة/على الهواء, برز فيها حجم النِفاق الغربي عبر تحميل «حماس» مسؤولية الحرب, والطلب منها وقف هجماتهم على إسرائيل, دون اي اشارة لمسؤولية العدو وارتكاباته الإجرامية, ولم يذرف هؤلاء حتى دموع التماسيح على الأطفال والنساء,وتدمير المباني والابراج التي ضمّت مكاتب 23 وسيلة ووكالة إعلامية أميركية/أوروبية/عربية.
مُوافقة واشنطن المُتأخرة على الجلسة العلنية, ليست سوى هروب إلى الأمام, و"قرار» إفشالها كان اتُّخذ ُمسبقا. وادارة بايدن هي التي أَفشلَته وليس مجلس الامن الذي فشِل, رغم موافقة «14» عضوا على مشروع «بيان» ساوى بين العدو وحماس/الجهاد. لكن المندوبة الأميركية قالت «لا", مُنهِية جلسة الثرثرة الفارغة, ليُواصِل فاشِيّو تل ابيب إحراق غزَّة وقتل المزيد من اطفالها ونسائها, وعدَّاد الضحايا ما يزال يعمل تصاعُدياً, فيما يقول نتنياهو» انه مِن المُبكر الحديث عن وقف النار, لأننا نحظى بالدعم الأميركي.
هنا ورغم الشُهرة التي حقّقها نتنياهو بإطلاق الأكاذيب, وما برَع في نسجِه وافتعاله من زيارات ولقاءات سِرّية, إلاّ أنه كان «صادقاً» في حديثه عن تأييد أميركي لحربه على قطاع غزَّة. ليس لأن تكذيباً أو نفياً صدر من واشنطن بأنها لا تدعم العدوان الصهيوني, وإنما أيضاً لأن إدارة بايدن ما تزال تشتري المزيد من الوقت كي تُكمل تل أبيب آخر فصول مَحرقة غزة.
دلائل ذلك أن رئيس الدبلوماسية الأميركية بلينكن, ما يزال يتحدث هاتفياً/مكّوكِيّاً مع وزراء ومسؤولين «عرباً", للبحث «معهم» حول سبل وقف النار, فيما هو يُدرِك ان هؤلاء لا يملكون قدرة على «مساعدته", لأن لا دور لهم ولا تأثير. ناهيك عن القناعة بأن واشنطن – إن أرادَتْ – لا تحتاج سوى هاتف نقَّال لإبلاغ نتنياهو وقف النار, ولن يتمرّد عليها أو يتردّد.
للمدافعين عن «محدودية» قدرة الإدارة الديموقراطية على لجم تل أبيب, العودة إلى وقائع نصف قرن مضى, ليروا أن أميركا قادرة – إن رغِبت – على وضع حد لعربدة إسرائيل ودفعها لـ"التزام» أوامرها وتنفيذها.
وتلقائيا....سيتبعها حلفاؤها في لندن/باريس/برلين/أُوتاوا طائعين, رغم انهم بدأوا يتحدّثون عن «لاسامِيّة» آخذة بالتصاعد في مجتمعاتهم, سعياً لتبرير انحيازهم ودعمهم الرواية الصهيونية/الفاشية.