يا بلادَنا الباهظةَ كالحرمان،
يا لوحةَ الحسراتِ التي تتراءى بين الأصابعِ،
فينشبُ في جدرانِنا الكابوس.
يا مذبحةَ النبيّ الشاب الذي جزّوا رأسَه
ورقصوا على دَمِه المُرَّ كتماثيلِ الثلج،
يا خرابَ الجَنَّةِ،
ويا دموعَ الرّبَّ،
ويا قبورَ القمرِ،
ويا نشيجَ شقيقاتِ الموج.
يا بلادَنا التي هجستْ بها الممالكُ منذُ بابل
إلى أنْ نسينا قهوتَنا في الشاطئ البعيد.
متى سأخرجُ من قَداسةِ الحنينِ إلى ملحِ الصعاليكِ في الصحراء؟
ومتى سنغنّي لامرأةٍ تُذيبُ الشمسَ، أو ترتبكُ المرايا من انحسارِ الحرير عن حليبها؟ ومتى سنصعدُ إلى التلال، ونبكي من فَرْطِ القُرْبِ، ونضحكُ من عَبَثِ النسيان، ونمشي خلف امرأةٍ غامضةٍ إلى الكهفِ المسحور، ونصحو قبل السرجِ، ونعرفُ أنَّ وِسَادةَ السحابِ قد بالَغَت قليلاً في الغواية؟