إبراهيم أبو زينه
لربما ان السبعينية الضريرة زينب علي أبو عمرة لم تشعر بمأساوية بيتها الجديد الذي صرفته لها مديرية تنمية الزرقاء عوضا عن بيتها القديم الآيل للسقوط , إلا بعد أن سقط جزء كبير من سقف مطبخ بيتها الجديد على الأرض , لتعلم حينئذ أن بيتها الجديد ليس بأحسن حالا من بيتها القديم الذي فرت منه , إذ اتضح لها أن لا فرق بين البيتين سوى المكان و الجيران.
فالسنين العجاف التي مرت بالحاجة زينب حرمتها من أن تعيش قريرة العين و هي الأرملة السبعينية الواقعة بين سندان الأسقام و الأوجاع و مطرقة الفقر و الجوع و الحرمان في منزل آمن يسترها و يستر أبناءها المرضى , خاصة و أنها موقنة أن الذي بقي من عمرها أقل بكثير من الذي مضى , حيث كانت عاقبة ذلك أن تصرف لها التنمية الاجتماعية بيتا آيلا للسقوط في جبل الأميرة رحمة بدلا عن بيتها الهالك الذي كانت تقطن فيه بالرصيفة.
عبثا تحاول الحاجة زينب تجفيف دموعها خلال حديثها لـ «الدستـور» و هي تحكي قصتها و ما لاقته من شدائد بعد وفاة زوجها قبل أكثر من 10 سنوات إذ ترك الزوج الراحل لزوجته الصابرة أبناء هدهم المرض وراتبا تقاعديا يقدر بـ (110) دنانير فقط .
و تضيف الحاجة بأنها كانت تسكن مع عائلتها بمنزل آيل للسقوط بمنطقة حي العراتفة بالرصيفة وبعد ان تشقق سقف المنزل وأخذ يتهاوى قمنا بالهروب منه و انتقلنا للعيش في بيت من الصفيح بمخيم حطين.
و تبين الحاجة زينب أن التنمية الاجتماعية قامت بشراء منزل في منطقة جبل الأميرة رحمة بالزرقاء ويقدر ثمنه بـ (12) الف دينار تكفلت التنمية بدفع 10 آلاف دينار و أكملت باقي المبلغ عن طريق الأقساط , موضحة أنها الكارثة الأكبر كانت عندما انتقلت إلى المنزل الجديد حيث سقط سقف المطبخ كما كان يسقط سقف بيتها القديم , والحديث عن سقف المطبخ لا يعني أن وضع الغرف الأخرى بأحسن حالا فالتشققات في الغرف واضحة للعيان كذلك.
وتصف السبعينية زينب ذلك اليوم الذي سقط فيه سقف المطبخ قائلة «إنها كانت وحيدة , حيث شعرت أنها بحاجة إلى قضاء حاجتها فاتكأت على عكازتها وتوجهت إلى المطبخ كونها لا تطيق الذهاب إلى الحمام الذي يعيقه درج لا تقوى على الصعود و النزول عليه , و ما إن غادرت المطبخ بعد قضاء حاجتها , حتى سمعت صوتا أصابها بالهلع والخوف إذ أن العناية الإلهية حالت دون سقوط سقف المنزل عليها بعد لحظات قليلة .
وتناشد السبعينية أصحاب القرار والضمير الحي بضرورة الالتفات إلى حالها قبل أن تدفن مع أبنائها المرضى تحت أنقاض منزلها .
التاريخ : 26-11-