مقدمات تراجع العصر الأمريكي

مقدمات تراجع العصر الأمريكي
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 

قراءة التاريخ تنبئ بأن الإمبراطوريات الكبرى يمكن أن تصاب بالشيخوخة، وإن كان غروب شمسها قد يستغرق وقتاً ومراحل زمنية. وإذا كان مؤرخون أمريكيون قد سبق لهم منذ سنوات، التنبؤ بتراجع عصر القوة الأمريكية في العالم، فإن أحداثاً جدت في أمريكا، دفعت البعض منهم لأن يعيد طرح هذا التوقع مرة أخرى. وربما تكون اتهامات ترامب للنظام الانتخابي في بلاده بالفساد والتزوير، في أجواء انقسامات حادة بين أنصاره ومعارضيه، قد كشفت عن ضخامة الانقسام الداخلي، بشكل جعل عقد التوافق التاريخي ينفرط، حيث انقسمت الأمة إلى جماعات تتهم بعضها البعض بصورة عدائية. وكل فريق يصف الآخر بالخروج على تاريخ الدولة وتراثها وقيمها.

إن مقدمات الانهيار في الإمبراطوريات الكبرى تتجسد في تضعضع تماسكها الداخلي، وظهور علامات رفض من قطاعات كبيرة لطريقة إدارة الدولة. وهو ما ظهر في اللهجة العدائية لأنصار ترامب، تجاه المؤسسات التقليدية للدولة، خاصة مؤسسات صناعة السياسة الخارجية. .

عنصر آخر يضاف إلى أسباب الانقسام المجتمعي، وهو تراجع أحلام الأمريكيين في المستقبل، والذى كان يشدهم إليها ما عرف بالحلم الأمريكي. ويلحق بذلك عنصر مهم هو تصاعد قوى دولية كمنافس جديد لأمريكا.

إن التحولات الكبرى فى تاريخ الدول والشعوب، لها خصائص تميزها، حين تكون وراءها قوة دفع من مجموعة عوامل متنوعة، كل منها يتحرك في مسار يخصه. وفي النهاية تتجمع كلها عند نقطة التقاء، تأخذ بها معاً في تشكيل جماعى متناسق يصنع هذه التحولات.

ولعل الظاهرة الأقوى تأثيراً في القرن العشرين، كانت صعود الصين، التي تصدر صعودها قائمة أولويات القادة والزعماء السياسيين في الغرب، وقد عكفت مراكز البحوث السياسية والاستراتيجية على تحليلها لظاهرة صعود الصين إلى مرتبة القوة الكبرى وتوقعت أن تكون هي المنافس للقوة الوحيدة للآن في العالم.

ولعل هذا هو ما جعل كثير من الساسة فى الغرب يشيرون إلى أن العالم يوشك أن ينتقل إلى القرن الآسيوي، بنفس الطريقة التي جعلت المفكرين السياسيين، يصفون القرن العشرين بالقرن الأمريكي. وهو ما دفع واحد من أبرز المفكرين الاستراتيجيين في أمريكا، وهو هنرى كيسنجر، لأن يقول إنه يتوقع أن تكون أمريكا قوة متساوية مع دول أخرى، على قمة النظام الدولي القادم.

والآن، الكثير من السياسيين والخبراء والمثقفين في كل من أوروبا والصين، وأمريكا، يشعرون بأن ميزان القوى يتحول بسرعة ملحوظة لصالح الصين. في عملية الاتجاه نحو آسيا، وكان المؤرخ البريطانى أرنولد توينبى قد أخذ بهذا الاتجاه، وأصبح مصدر إلهام لكتاب آخرين تأثروا به فى كتاباتهم عن مصير الحضارة الغربية، وتوقعهم تقلص دور الغرب في العالم.

وحين نقف أمام المشهد الراهن، سنجد أن رؤساء أمريكا تيقنوا من القدرة التنافسية لصعود الصين، لكن ردود أفعالهم اختلفت، فقد وجد الرئيس بوش الابن، أن ميزان القوى العالمى يتجه نحو آسيا، وأن التفاهم مع الصين له جدواه. ومن بعده اعترف أوباما بأن آسيا ستصير قاطرة مسار الاستراتيجيات العالمية، واتجه إلى تعزيز موقف بلاده هناك. ثم جاء ترامب ليقلب مائدة التفاهم رأساً على عقب بإعلانه حرباً تجارية مع الصين.

ولم تكن الصين اللاعب الوحيد، فإن بوتين اتخذ نهجاً قومياً لاستعادة وضع روسيا قوة كبرى، وراح يرتب للتواجد في ملفات دولية، وجذب قوى إقليمية لعلاقات متنوعة مع روسيا.

الخلاصة من ذلك كله أن هناك تيارات سياسية في أمريكا تنادي بضرورة التواؤم مع عالم يتغير وتقبل فكرة أن أمريكا لن تظل القوة الإمبراطورية المهيمنة على العالم، ويقول البروفيسور ديفيد كاليو الأستاذ بجامعة جون هوبكنز، إن الخيال السياسي المسيطر على العقل الأمريكي، يجعل من الصعب عليه أن يرى للعالم صورة أخرى سوى أن تكون أمريكا القوة العظمى المهيمنة على العالم.



شريط الأخبار وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء