صرعات " الموبــايــل "؛ أشكال وألوان وأحجام
بقلم : دانـــــا جهـاد
لاشك أن الثورة التي شهدها العالم مؤخرا في الإتصالات ؛ جعلت " الموبايل" يصبح من أحد أهم الأجهزة عند الكثيرين من الناس ؛ والذين لم يعودوا يتصورون سير حياتهم بدون تواجده في أيديهم على مدار الساعة ؛ وخاصة بعد أن أصبح حملهم له ضرورة ماسة لايمكن لأي أحد منهم الإستغناء عنه ولو لدقائق معدودة بعد أن اعتاد عليه .
لكن الملفت للإنتباه هو أنه وبالرغم من الوضع الإقتصادي الصعب الذي تعاني منه معظم الأسر في معظم بلداننا العربية، وبالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي يمرون فيها ؛إلا أننا نرى أنه يوجد هناك عدد كبير من الناس أصبح الواحد منهم يحمل جهازين وثلاثة وأحيانا أكثر من ذلك في وقت واحد، ويقوم بالتفاخر بحملها والإستعراض بها على طريقته الخاصة؛ وكأن "الموبايل" أصبح الآن وسيلة للتفاخر والإستعراض ولم يعد الهدف منه الإتصال وإجراء المكالمات الهاتفية الضرورية .
ولما كان هذا الموضوع تحديدا هو موضوع طويل ؛و لايمكن لي تغطيته بكلمة وكلمتين ولا بجملة أو جملتين ، ويحتاج الى أن يتم وضعه على طاولة البحث والحوار والنقاش ، ويحتاج في نفس الوقت الى الإستعانة بعدد من المختصين والخبراء في السلوك البشري .
إلا أنه ومع كل أسف وجدت أنه من الصعوبة بمكان أن أجد هناك أحدا يستطيع تفسير سر هذا السلوك الغريب الذي يسلكه البعض في هذا المنحى الغريب حتى لو كان خبيرا متبحرا اعتاد على الغوص في بحار ومحيطات علم النفس .الأمر الذي جعلني صراحة أقرر الدخول في حيثيات هذا السلوك بنفسي من غير الإستعانة بأي خبير نفسي .
إن (الموبايل) ياأخوان وبالرغم من فائدته في تقريب المسافات بين الناس، وبالرغم من أهميته في تسهيل عملية التواصل بينهم بأقل تكلفة ممكنة ؛ إلا أنه يظل في جميع الأوقات سلاح ذو حدين . ولهذا أرى أن حمله ليس مأمون الجانب ويظل مشوبا بالخطر ؛ وخاصة إذا تواجد في أيدي كل من يسيء استخدامه كما هو الحادث الآن .
وعلى هذا فإني اقترح بضرورة وجود ضوابط خاصة لحمله ، و لابد من ضرورة نشر الوعي التربوي الهادف حوله بين جميع فئات المجتمع ، وضرورة التعريف بفوائده ومضاره ، من خلال شرح سلبياته وايجابياته ، مع أهمية التركيز على تبيان طريقة الإستخدام الأمثل له .
منوهة في هذا السياق أنه يتوجب على جميع المعنيين في الأمر ، وعلى رأسهم أولياء الأمور أن ينتبهوا الى هذه الملاحظات ؛ وعدم إهالها بعدم ترك الحبل على الغارب لأولادهم وبناتهم في حمله.
وخاصة لأنه قد ثبت عمليا أن هناك الكثيرون من الناس ومع كل أسف شديد لايعرفون شيئا عن كيفية استخدامه بالشكل السليم !! ويبدو هذا الأمر واضحا حينما نرى أن البعض منهم يجنح في استعماله ، ويقوم بإستخدامه بطرق غير أخلاقية لاأريد الخوض بها ولا التعمق فيها كثيرا !! لكونها طرق كثيرة جدا وهي أكثر من أن أقوم بذكرها وتعدادها !!
لكن...... ومن باب العلم بالشيء من جهة وللفائدة العامة من جهة أخرى فإنه يمكن لي تلخيصها بالنقاط التالية : ـ
ـ 1 ـ قيام البعض بتحميل هذا الجهاز ( مقاطع فيديو خليعة ، وصور فاضحة ، وأغاني هابطة ، ونكات سخيفة ، ورنات مزعجة ، ومسجات غير لائقة ؛ حيث يعكس فحواها مدى تدني المستوى الأخلاقي الذي وصلوا اليه.
ـ 2ـ قيام البعض بإستعماله بهدف التسلية ، وبغرض القيام بالمعاكسات ،والإزعاجات ، وبث الغراميات
ـ 3ـ قيام البعض بإستعماله بغرض التفنن في ابتزاز الآخرين وتهديدهم بكافة الطرق بعد تصويرهم وتسجيل أصواتهم.
ـ 4ـ قيام البعض بإستعماله بغرض المباهاة والتفاخر ، وللدلالة على الترف والبذخ والثراء.
منوهة ؛أنه قد وصل الأمر ببعض الناس ،أن أصبح الواحد منهم يقوم بشراء جهاز ( موبايل) جديد كلما اشترى قميصا أو فستانا أو بنطلونا أو حذاء جديدا !! وذلك لكي يتناسب هذا الجهاز مع لون أو شكل مااشتراه من ملابس ، أو لكي يتوافق مع شكل تسريحة شعره أ ومع وضع باروكته ، أو مع ستايل الحجاب ، أو لكي يتناسق مع شكل ولون بعض مايضعه على جسمه من إكسسوارات مثل النظارة والأساور والسلاسل والخاتم وأقراط الأذنين ، أو لكي يبدو قريبا مما يحمله في يديه من أشياء كولاعة السجاير أو علاقة المفاتيح أو الحقيبة ، وفي أحيان كثيرة لكي يتفق مع شكل ولون الأصباغ الموجودة على الأظافر .
الأمر الذي يجعلني فعلا حائرة في تفسير كل هذه التصرفات والسلوكيات المستهجنة ، ويجعلني لا أدري على أي شيء سيكون لون هذا الموبايل غدا !! ولا أدري على أي شيء سيكون إعتماد شكله بعد غد.!!؟؟
وفي الختام؛ لايسعني إلا أن أدعو الله للجميع بالهداية والرشاد ،والى كل مافيه الخير والصلاح بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دانا جهاد ـ طالبة جامعية
dana.jehad@hotmail.com
بقلم : دانـــــا جهـاد
لاشك أن الثورة التي شهدها العالم مؤخرا في الإتصالات ؛ جعلت " الموبايل" يصبح من أحد أهم الأجهزة عند الكثيرين من الناس ؛ والذين لم يعودوا يتصورون سير حياتهم بدون تواجده في أيديهم على مدار الساعة ؛ وخاصة بعد أن أصبح حملهم له ضرورة ماسة لايمكن لأي أحد منهم الإستغناء عنه ولو لدقائق معدودة بعد أن اعتاد عليه .
لكن الملفت للإنتباه هو أنه وبالرغم من الوضع الإقتصادي الصعب الذي تعاني منه معظم الأسر في معظم بلداننا العربية، وبالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي يمرون فيها ؛إلا أننا نرى أنه يوجد هناك عدد كبير من الناس أصبح الواحد منهم يحمل جهازين وثلاثة وأحيانا أكثر من ذلك في وقت واحد، ويقوم بالتفاخر بحملها والإستعراض بها على طريقته الخاصة؛ وكأن "الموبايل" أصبح الآن وسيلة للتفاخر والإستعراض ولم يعد الهدف منه الإتصال وإجراء المكالمات الهاتفية الضرورية .
ولما كان هذا الموضوع تحديدا هو موضوع طويل ؛و لايمكن لي تغطيته بكلمة وكلمتين ولا بجملة أو جملتين ، ويحتاج الى أن يتم وضعه على طاولة البحث والحوار والنقاش ، ويحتاج في نفس الوقت الى الإستعانة بعدد من المختصين والخبراء في السلوك البشري .
إلا أنه ومع كل أسف وجدت أنه من الصعوبة بمكان أن أجد هناك أحدا يستطيع تفسير سر هذا السلوك الغريب الذي يسلكه البعض في هذا المنحى الغريب حتى لو كان خبيرا متبحرا اعتاد على الغوص في بحار ومحيطات علم النفس .الأمر الذي جعلني صراحة أقرر الدخول في حيثيات هذا السلوك بنفسي من غير الإستعانة بأي خبير نفسي .
إن (الموبايل) ياأخوان وبالرغم من فائدته في تقريب المسافات بين الناس، وبالرغم من أهميته في تسهيل عملية التواصل بينهم بأقل تكلفة ممكنة ؛ إلا أنه يظل في جميع الأوقات سلاح ذو حدين . ولهذا أرى أن حمله ليس مأمون الجانب ويظل مشوبا بالخطر ؛ وخاصة إذا تواجد في أيدي كل من يسيء استخدامه كما هو الحادث الآن .
وعلى هذا فإني اقترح بضرورة وجود ضوابط خاصة لحمله ، و لابد من ضرورة نشر الوعي التربوي الهادف حوله بين جميع فئات المجتمع ، وضرورة التعريف بفوائده ومضاره ، من خلال شرح سلبياته وايجابياته ، مع أهمية التركيز على تبيان طريقة الإستخدام الأمثل له .
منوهة في هذا السياق أنه يتوجب على جميع المعنيين في الأمر ، وعلى رأسهم أولياء الأمور أن ينتبهوا الى هذه الملاحظات ؛ وعدم إهالها بعدم ترك الحبل على الغارب لأولادهم وبناتهم في حمله.
وخاصة لأنه قد ثبت عمليا أن هناك الكثيرون من الناس ومع كل أسف شديد لايعرفون شيئا عن كيفية استخدامه بالشكل السليم !! ويبدو هذا الأمر واضحا حينما نرى أن البعض منهم يجنح في استعماله ، ويقوم بإستخدامه بطرق غير أخلاقية لاأريد الخوض بها ولا التعمق فيها كثيرا !! لكونها طرق كثيرة جدا وهي أكثر من أن أقوم بذكرها وتعدادها !!
لكن...... ومن باب العلم بالشيء من جهة وللفائدة العامة من جهة أخرى فإنه يمكن لي تلخيصها بالنقاط التالية : ـ
ـ 1 ـ قيام البعض بتحميل هذا الجهاز ( مقاطع فيديو خليعة ، وصور فاضحة ، وأغاني هابطة ، ونكات سخيفة ، ورنات مزعجة ، ومسجات غير لائقة ؛ حيث يعكس فحواها مدى تدني المستوى الأخلاقي الذي وصلوا اليه.
ـ 2ـ قيام البعض بإستعماله بهدف التسلية ، وبغرض القيام بالمعاكسات ،والإزعاجات ، وبث الغراميات
ـ 3ـ قيام البعض بإستعماله بغرض التفنن في ابتزاز الآخرين وتهديدهم بكافة الطرق بعد تصويرهم وتسجيل أصواتهم.
ـ 4ـ قيام البعض بإستعماله بغرض المباهاة والتفاخر ، وللدلالة على الترف والبذخ والثراء.
منوهة ؛أنه قد وصل الأمر ببعض الناس ،أن أصبح الواحد منهم يقوم بشراء جهاز ( موبايل) جديد كلما اشترى قميصا أو فستانا أو بنطلونا أو حذاء جديدا !! وذلك لكي يتناسب هذا الجهاز مع لون أو شكل مااشتراه من ملابس ، أو لكي يتوافق مع شكل تسريحة شعره أ ومع وضع باروكته ، أو مع ستايل الحجاب ، أو لكي يتناسق مع شكل ولون بعض مايضعه على جسمه من إكسسوارات مثل النظارة والأساور والسلاسل والخاتم وأقراط الأذنين ، أو لكي يبدو قريبا مما يحمله في يديه من أشياء كولاعة السجاير أو علاقة المفاتيح أو الحقيبة ، وفي أحيان كثيرة لكي يتفق مع شكل ولون الأصباغ الموجودة على الأظافر .
الأمر الذي يجعلني فعلا حائرة في تفسير كل هذه التصرفات والسلوكيات المستهجنة ، ويجعلني لا أدري على أي شيء سيكون لون هذا الموبايل غدا !! ولا أدري على أي شيء سيكون إعتماد شكله بعد غد.!!؟؟
وفي الختام؛ لايسعني إلا أن أدعو الله للجميع بالهداية والرشاد ،والى كل مافيه الخير والصلاح بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دانا جهاد ـ طالبة جامعية
dana.jehad@hotmail.com