كانت الخسارة واردة في حسابات المراقبين قبل مواجهة المنتخب الوطني ونظيره العراقي في الجولة الخامسة لتصفيات كأس العالم ذلك لأن النشامى دخلوا هذه الموقعة متخمين بمشاعر الاطمئنان بعدما حسموا بطاقة التأهل الاولى الى الدور الحاسم وعن المجموعة الاولى، في حين كان المنتخب العراقي يرنو الى الفوز بالبطاقة الثانية، إذ كانت نقطة التعادل تكفيه لكنه انهى المباراة بثلاثة اهداف رد من خلالها هدف المنتخب الوحيد في المباراة، كما رد اعتباره على الخسارة السالفة امام النشامى بهدفين نظيفين في الجولة الاولى من هذا الدور.
وخاض المنتخب العراقي المواجهة بأسلوب مغاير تماماً عما طرحه في مباراة الذهاب، إذ بدا اكثر نضجاً وقدرة على التعاطي مع ألعاب المنتخب الوطني التي لم يطرأ عليها اي تجديد يذكر، فذات الأسماء هي التي خاضت مواجهة العراق ذهاباً وعبر ذات الاسلوب، وهو ما بات مكشوفاً ليس للمدير الفني البرازيلي للعراق زيكو فقط بل ولكافة مدربي القارة الصفراء.
المباراة شهدت محاولات ناجحة من قبل المنتخب الوطني لاحتواء الألعاب العراقية في الحصة الأولى، فالضغط العراقي كان محفوفاً بالمخاطر ذلك لأن الارتداد السريع للنشامى كان على موعد مع عدة فرص محققة للتسجيل، فكان الهدف الاول والوحيد في المباراة بواسطة حسن عبدالفتاح بعد مرور (20) دقيقة على صافرة البداية، لتتواصل بعدها المجريات على ذات المنوال قبل أن يفاجئ زيكو المتابعين عندما اجرى تبديلين دفعة واحدة تمثلا بدخول كرار جاسم وهوار ملا محمد بدلاً من علاء عبدالزهرة ومصطفى كريم ليقلب هذان اللاعبان مشاهد السيطرة رأساً على عقب، الامر الذي احرج دفاع المنتخب الوطني ووضع مرمى شفيع تحت الضغط المباشر، قبل أن يحرز العراق التعادل بواسطة نشأت أكرم د.(55)، مما دفع المدير الفني عدنان حمد الى اجراء تبديله الاول وتمثل بدخول عدي الصيفي بدلاً من عبدالله ذيب في محاولة لإيجاد بعض التوازن في وسط الميدان، نظراً لما يتمتع به الصيفي من سرعة وقدرة على المناورة لكن وقع الالعاب ظل يشير الى تفوق المنتخب العراقي الذي نجح في احراز هدفين آخرين بواسطة قصي منير د.(65) ونشأت أكرم مجدداً د.(81)، في حين لم تنجح انتفاضة النشامى في الدقائق الاخيرة من عمر المباراة في معادلة النتيجة بل هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل.
الفوائد التي انجلت عنها هذه المواجهة تتمثل في عدة نقاط يفترض ان يقف عندها الجهاز الفني مستقبلاً، فبدءاً من حاجات التغيير في الاسلوب وطريقة اللعب التي اشرنا اليها سالفاً، مروراً بالبحث عن البديل الجاهز لتمثيل المنتخب متى ما دعت إليه الحاجة، ذلك لأننا لمسنا أنه في حال اصابة أي عنصر اساسي مستقبلاً فإن ذلك سينعكس بشكل سلبي على الحضور الفني واشكال التجانس ما بين مختلف خطوط اللعب، أما آخر هذه الملاحظات فهو ضرورة توافر بنك معلومات خاص يزدحم بالمعلومات المطلوبة عن الفرق التي سنواجهها مستقبلاً فمن غير المعقول أن يكون المدير الفني عدنان حمد - مع احترامنا وتقديرنا للخبرات الكبيرة التي يضطلع بها - ليس على دراية بطريقة التأهل الى الدور الحاسم، وهو ما وضح في المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء الاخير عندما تقدم بالتهنئة الى المنتخب العراقي لنجاحه في التأهل رغم أن نقطة واحدة فقط كانت تفصله عن بلوغ الدور الحاسم، فتكرار هذه الحادثة في المستقبل من شأنه أن يزعزع مسيرة المنتخب، ذلك لأننا نعي أن هذه المعلومة الخاطئة ربما اتكأت عليها المرحلة التحضيرية التي قادها حمد قبيل مباراة العراق.
نطوي صفحة الدور الثالث للمونديال الذي تبقى على ختامه جولة واحدة امام الصين يوم (29) شباط من العام القادم، وهي التي لن تقدم او تؤخر في حسابات المنافسة التي حسمها النشامى بصحبة المنتخب العراقي، لنتطلع الى متطلبات المنافسة القادمة في الدور النهائي للتصفيات، فحاجات التجديد بدأت تلوح في افق النشامى، الذين بدت اوراقهم مكشوفة امام المنتخبات الآسيوية الاخرى، وهنا تشكل المشاركة المقبلة في مسابقة كرة القدم بالدورة الرياضية العربية المحطة الأهم امام الجهاز الفني للوقوف على الخيارات المناسبة في المستقبل، وبعدما اعلن حمد قائمة تضم (23) لاعباً للمشاركة في هذا الاستحقاق ضمت (12) لاعباً من المنتخب الاول، في حين أن بقية الأسماء هي من التي كانت مرشحة للتواجد في قائمة المنتخب الوطني خلال المراحل التحضيرية السالفة، إذ ينتظر أن تنجلي هذه المشاركة عن توسيع لقاعدة الخيارات الفنية بطريقة تثري الاداء وتحدث تغييراً نوعياً في طريقة التعاطي مع الخصوم الذين سنواجههم منتصف العام القادم.
وسيتنافس المنتخب الوطني في الدور الحاسم على الظفر بأحد المقاعد الاربعة الى جانب نصف مقعد مخصصة للقارة الآسيوية، إذ ستتوزع المنتخبات المتأهلة وعددها عشرة منتخبات على مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة خمسة منتخبات يتأهل اول وثاني كل مجموعة الى نهائيات البرازيل (2014) على أن يلعب المنتخبان اللذان يحتلان المركز الثالث في المجموعتين دورا واحداً من مواجهتين ذهاباً واياباً لحسم هوية المنتخب الذي سيتوجه لملاقاة مباراتي الملحق امام صاحب المركز الخامس في تصفيات امريكا الجنوبية.
حمد .. الحظ واشياء اخرى.
أوضح المدير الفني العراقي للمنتخب الوطني عدنان حمد أن المنتخب العراقي كان محظوظاً بالفوز الذي حققه، لكنه شدد على أن الخسارة ليست سيئة بالنسبة لمنتخبنا خاصة وأنها جاءت أمام منتخب كبير.
وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة إن لاعبينا كان بوسعهم حسم المباراة في الشوط الأول بعد التقدم بهدف لكنهم لم يحسنوا استغلال الفرص التي أتيحت لهم.
وأشار حمد إلى أن المنتخب العراقي يملك في جعبته لاعبين بدلاء على سوية عالية وهو ما أسهم في تحسن أدائه في الشوط الثاني، في المقابل اعترف حمد أن منتخبنا لا يملك العدد الكافي من اللاعبين البدلاء.
ورفض حمد التحدث عن المرحلة المقبلة كون عقده ينتهي قبل شهر حزيران الذي سيباشر فيه المنتخب تحضيراته للدور الرابع الحاسم، مشيراً إلى أن المسؤولين في الاتحاد سيعملون على تقييم أوضاع المنتخب خلال الفترة المقبلة.
زيكو .. ارتبكنا فتداركنا.
بدوره، قال المدير الفني البرازيلي للمنتخب العراقي زيكو إن الفوز لم يكن سهلاً لأن المنتخب الأردني قوي.
وهنأ زيكو المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد على العمل الكبير الذي قام به خلال الفترة الماضية حتى وصل بالنشامى إلى هذا المستوى.
واعترف زيكو أن اللاعبين العراقيين ارتكبوا خلال الشوط الأول أخطاء عديدة، قبل أن يتم تدارك الأمر في الشوط الثاني الذي شهد اطلالة واضحة للمنتخب العراقي، مشيراً إلى أن النتيجة النهائية ستمنح لاعبيه ثقة كبيرة لمواصلة المشوار.
وحول حظوظ المنتخبين الأردني والعراقي في الدور الحاسم، أوضح زيكو أنه لا مستحيل في عالم كرة القدم، وأن كلا المنتخبين بوسعه تخطي منتخبات بحجم اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية.