عمر شاهين – لا يوجد مجلس نواب في العالم، سقط بمقصلة الشعب مثل مجلس النواب الأردني 2010 السادس عشر، والذي ولد بعملية قيصرية اسمها الدوائر الوهمية فُصل مرشحوها حسب إرادة المخابرات العامة، ولن انس ذلك اليوم الذي كانت مخابرات الزرقاء توزع المرشحين حسب الدوائر وهي تعرف من سيفوز من كل منهم طالما زبطت التفصيلة؟.
بعد العملية القيصرية جاء الربيع العربي ليكسر زجاج أقفاص الخداج السياسي ، ويكشف تلك المؤامرة الكبرى التي قام بها نوابنا الأفاضل بإعطاء حكومة دبي كبيتال الرفاعي 111 صوت ثقة، ليصيبوا الشعب الأردني بصدمة كهربائية مقدارها 111000 فولت كهربائي. بعد أن كان الرفاعي أعلن بأنه سوف يسد ديون الأردن من جيب المواطن.
بعد هذا لم يستطع النواب نيل ثقة الشارع الأردني الغاضب، وبدلا من مهاجمة الفاسدين، والمزورين، صاروا يهاجمون الشارع، فيحاول احدهم طرد المتظاهرين إلى الجسر، وآخر يصف الشباب بأنهم ممعوطي ذنب، وغابوا تماما عن حراك الشارع الأردني فلا كانوا مع الحكومة ولا مع المعارضة، وكم كنا نشتاق لنسمع صوت احدهم في منطقته أو حتى على أي فضائية ليخبرنا شو بصير في الأردن حتى لو انه يظهر على قناة طيور الجنة أو سبيس تون.
وظل الشارع الأردني يطالب بصوت عال وواحد يريد حل مجلس النواب، بينما المجلس عاجز عن إعادة ثقة الشارع به، وخرج من غير قصد بضع نواب نراهم هنا وهناك ونقرا لهم بين المواقع والشاشات وعلى رأسهم عبدالله النسور وجميل النمري وبسام حدادين و ميسر السردية، وعبلة أبو علبة وكان من أكثر الأسماء ظهورا اسم النائب المحامية وفاء بني مصطفى ..
سعادة النائب وفاء بني مصطفى التقطها الجمهور الأردني والفضائيات العربية، وعلى رأسها الجزيرة حيث وجدوا عندها خبرة قانونية وإدراك للشارع الأردني الذي كان يستمع لحديثها الدائم والمميز، وخبرتها القانونية ، بعد ان كانت مقررة اللجنة القانونية ، بينما كان يعاني باقي النواب في غفوة شبيها بتلك التي أصابت أهل الكهف، وما أسوا حظنا عندما ينام نواب في أصعب سنة تمر على الأردن منذ أحداث عام 1956 .
واليوم بدل أن يفتخر النواب بزميلتهم وفاء بني مصطفى التي ذكرت العالم، بان هناك شيء اسمه مجلس النواب الأردني يشارك الوطن أحداثه السياسية في ظل ظروف معقدة، يقف بجانب ملكه وشعبه وامن دولته، في ظل تغيرات عربية . انقلب عليها الزملاء وامتنعوا عن التصويت لها في اللجنة القانونية.التي جرت صباح الأربعاء 16/11/2011.
واستطيع نقل شهادة في حق النائبة كتبها احد أهم الصحافيين المتابعين لمجلس النواب وهو وائل جرايشة حيث قال عن بني مصطفى : (وكانت بني مصطفى من أكثر النواب الذين برزوا آداءً في اللجان الدائمة تحت قبة البرلمان وقادت جانباً مهماً في المدافعة عن قرارات اللجنة القانونية خلال إقرار النواب للتعديلات الدستورية ووقفت إلى بعض المواد الإصلاحية بقوة ، كما أنها من أبرز المناهضين للمادة (23) من القانون المعدل لقانون هيئة مكافحة الفساد.)
أبعدت بني مصطفى وفاز في اللجنة القانونية كل من : ( حابس الشبيب 80 صوتاً ، محمد الشروش 74 صوتاً ، وصفي السرحان 73 صوتاً ، محمود الخرابشة 72 صوتاً ، طلال المعايطة 71 صوتاً ، أمل الرفواع 67 صوتاً ، عواد الزوايدة 67 صوتاً ، محمد الحجوج 67 صوتاً ،علي الخلايلة 55 صوتاً ، صالح اللوزي 51 صوتاً ). بعضهم كان له حضور مميز والباقين فاقتهم مصطفى فما هو تقييم مجلس يأكل بعضه بعضا وكيف سنؤمنه بأهوائه الشخصية على المستقبل القريب الصعب.أم هي حالة ممن الغيرة والحسد لنائب مميزة كانت دائمة الظهور .
فيما تقول جهات مراقبة بان أراء بني مصطفى الجريئة حول التعديلات الدستورية ، جعلت الجهات الأمنية تسعى عبر الألو الموجه للنواب بإبعادها عن اللجنة القانونية وذلك لأرائها المتوافقة مع حراك الشارع.
ستغيب وفاء بني مصطفى عن اللجنة القانونية لمجلس النواب الذي يلفظ أشهره الأخيرة، ولكنها ستظل حاضرة على أهم وسائل الإعلام، وانهي بطرفة أن أصعب سؤال ممكن أن توجهه لأردني: بأن تسأله: هل تستطيع أن تعد لي أسماء عشرة نواب أردنيين؟ فيما السؤال المعقد هل رأيت نائب منطقتك طوال الأشهر الماضية ؟ هل سمعت له رأيا سياسيا معارضا أم مواليا ؟ أم اكتفى بحضور كل الإعراس والأتراح ولم ينسى السلام على القادمين من الحج والناجحين بالثانوية العامة؟
Omar_shaheen78@yahoo.com