... رفيق نصر الله اللبناني الطائفي المعروف بتقلباته السياسية وحتى الفكرية ، ومدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت خرج بتصريح مضحك كعادته بالقول ان هناك خلايا " لنا " نائمة في الاردن سيتم تحريكها حال تعرضت سوريا لأي اعتداء خارجي ، وقد جاء تصريح الرجل خلال لقاء بثته محطة الدنيا الموالية للنظام السوري بعد قطيعة استمرت اكثر من خمسة سنين بين الإعلام السوري وذاك الرجل بسبب تقلب مواقفه بين الفرقاء اللبنانيين وعلى الطريقة الجنبلاطية ، لكنه لم يوضح للمحطة ماذا يقصد بكلمة لنا ! فهل يقصد فيها النظام السوري ام الايراني ام حزب الله ، والرجل لا يخفي بالمطلق ولائه للنظام السوري وحتى طلب الجنسية السورية منذ سنين ولم يستجاب له لأسباب لا نعلمها ولكنها مرتبطة بمخاوف النظام من تقلبات الرجل الذي عمل في محطات فضائية عربية كثيرا ماكانت تهاجم الوجود " الإحتلال " السوري في لبنان ، وبعد خروجه من تلك الفضائيات عاد ليبحث عن مصدر رزق أخر فأتجه لدعم النظام في ايران والإشادة بالحرس الثوري ومناقبه في دول الخليج وخاصة البحرين ! وكان مرشحها في الدائرة الثالثة في بيروت التي خسر فيها امام قائمة الحريري قبل اعوام لأسباب تتعلق برفض الطائفة الشيعية لمنهج وسلوك هذا الرجل وتعدد مواقفه وتناقضها بآن واحد .
رفيق نصر الله كغيره من رجال الساسة سواء في ايران اوسوريا اوحزب الله الذين رحبوا بحرارة بالثورات العربية وهللوا لها إعتقادا أنها لن تصل الى سوريا ، فأيدوا الثورة في تونس وأيدوها في مصر وقال كبيرهم ومرشدهم علي خامنئي أن هذه الثورات مباركة وهي امتداد للثورة الإيرانية ! وقال زعيمهم في المنطقة حسن نصرالله في خطابه مؤيدا الثورات في تونس ومصر أتمنى لو كنت معكم في ميدان التحرير ! حيث تغنوا بالثورات العربية التي هزمت رجال أمريكا وأوروبا في المنطقة مثل زين العبدين, وحسني مبارك حتى اذا ما وصلت الثورة الى الشعب السوري وطالبوا بما طالب به الشعبين التونسي والمصري حتى بدأنا نسمع أصواتهم بأن هناك مؤامرة على سوريا , وأن هناك عصابات سلفية من القاعدة ومندسين وعملاء خارجيين ودول إقليمية تعمل لإسقاط النظام السوري لتمرير المخططات الامريكية والاسرائيلية التوسعية ، ووجد أتباع النظام السوري الطائفي أنفسهم في خطر فرفعوا الشعارات المستهلكة منذ زمن طويل وهي المؤامرة على دولة المقاومة أو الممانعة أو الحامية والحاضنة لبعض الفصائل الفلسطينية واللبنانية واتهموا الشارع السوري بكل ثقافاته وتوجهاته بالعمالة تارة لأمريكا وفرنسا , وتارة لإسرائيل , واتهموا المتظاهرين والذين يهتفون بسلمية تحركهم بالمندسين , واتهموا كل مؤيدي الثورة السورية ومؤيدي مطالب الشعب السوري المحقة بالتدخل بالشأن السوري فهددوا وتوعدوا, لا بل خرج وزير خارجية سوريا وشطب قارة بكاملها عن الخارطة ( أوروبا), وهدد كل دول تتعاون لاسقاط النظام في سوريا ، فتعرضت تركيا بسبب فتح حدودها للآجئين السوريين وإيوائهم وتعرضت بلاد عربية أخرى كان أخرها الاردن وقطر والسعودية .
رفيق نصر الله الذي " لا يرتبط بحسن نصر الله باي قربى "كشف النقاب عن الدور الايراني في المنطقة خلال اللقاء وتحدث عن دور ايراني لم ينته في البحرين بعد ! وبالقدرات الايرانية الهائلة التي قد تشعل المنطقة حال تعرضت لهجوم امريكي او اسرائيلي متوقع ، على غرار التهديد السوري بإشعال المنطقة ! وكان ان اتهم و بمخيلته الواسعة وفي لقاء سابق امير قطر بالتخطيط لقتل الرئيس بشار الاسد عبر ارسال طائرتي سوخوي مدهونتان بالعلم السوري والصاق التهم بسلاح الجو السوري لتبدأ بعدها عملية قصف القيادة والجيش وتنطلق من بعدها حسب تخيلاته كتائب سنية قادمة من طرابلس لضرب حزب الله في لبنان والقضاء على التنظيم المقاوم !!
حينما نسمع لمثل هؤلاء وخاصة من يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين نتفاجأ بسرعة تغيير مواقفهم وتلونهم حسب المصلحة ، حيث تجد التناقض الكبير والظاهر في مواقفهم بين اليوم والأمس , بالأمس كان ما حصل في تونس ومصر هي ثورات عظيمة , واليوم لأن الثورة ضربت معاقلهم – سوريا – قالوا أنها مؤامرة من أمريكا ولا وجود لثورات في الوطن العربي , قال أحدهم : أن ما يحدث في المنطقة هو تدبير أمريكي إسرائيلي ويذكرنا بتسمية ( الفوضى الخلاقة ) التي ذكرتها وزيرة خارجية أمريكا عام 2006م أثناء حرب لبنان .
النظام السوري ومن يدور في فلكه ومن يدعمه من الخارج وخاصة ( إيران وحزب الله ونظام المالكي في العراق ) يعتبرون أنفسهم مهددين بالتغيير – وهذا التغيير هو تغير حكم طائفي علوي شيعي مذهبي بغيض استمر في الحكم أربعة عقود مهد الطريق لطائفة صغيرة مكنتها من التسلح والسيطرة على مفاصل مهمة في المنطقة وحمت هذا التغول بشعار المقاومة والممانعة ، فإذا ما انكشف هذا الزيف , وإذا ما أصبح هذا الفريق بخطر حتى تظافرت كل الجهود المتناثرة هنا وهناك في سوريا ولبنان والعراق وإيران وبعض تجمعات في الخليج وتمترسوا في خندق واحد للدفاع عن مفصل هام من مفاصلهم اذا ما خسروه فإنهم سيفقدوا أهم رابط جغرافي وسياسي بين تلك الحلقات الطائفية ، فلا جديد في الخطاب الطائفي الشيعي تجاه الاردن او غيره ، ولا جديد فيم تكشفه المخططات والتصريحات الرامية لزعزعة الاستقرار في الاقطار العربية لصالح المشروع التوسعي والفكري الطائفي التي تقوده ايران ومن يحالفها في المنطقة .
ان من مصلحة هذه الطائفة أن يبقى الوضع العربي على ما هو قبل الربيع الذي بدأ يأخذ المواطن العربي في بناء ذاته على أسس الكرامة والحرية والديمقراطية ويفتح المجال واسعا للحضارة العربية والإسلامية التي فقدها العالم منذ سقوط الخلافة الإسلامية , حيث صعدت طائفة الشيعة وخاصة الأمامية منها والمدعومة من إيران تحت شعار المظلومية والكرامة وتحرير فلسطين والتي لاقت رواجا واسعا في المحيط العربي والإسلامي بسبب هذه الشعارات التي يسعى لها كل مواطن عربي وإسلامي ، فركب في سفنهم من غرته الدعوة وابهرت عيناه وسمعه خطاباتهم الثورية ، وهم بكل أسيف لا زالوا بين ظهرانينا يؤمنون بما افرغته العقلية الطائفية بأسم العروبة والاسلام بكل دهاء وخبث من أجل ان يجدوا لهم خلايا نائمة كما يدعون في كل قطر عربي من بعض المثقفين والإعلاميين المضللين بخطاباتهم المزيفة المخادعه .