جحافل الجيش الأمريكي التي غزت العراق تحت ذريعة السيطرة على الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها صدام حسين والتي كانت تخشى أن يهدد بها جيرانه ويهدد بها امن إسرائيل والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي تجر أذيالها عائدة من حيث أتت، ولكن من غير هزيمة فقد حققت مرادها من غزو العراق، فتركته هشا مريضا لن تقوم له قائمة، بفضل زراعة الفرقة بين أهلة وتسييد أتباع كسرى على عرشه.
فالعراق الذي كان بحق درع الجزيرة من خطر الفرس المتأسلمين، لم يعد يقوى اليوم على رد أذاهم عن بنيه، فسلمه الجلبي وأعوانه و فرحت دول الخليج بسقوط التنين الذي كان يرعبها، وما درى المساكين أنهم وقعوا في فم من لا يرحمهم ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، فميزان القوة الذي كان في يد بني يعرب مال اليوم في يد مجوسي تستر تحت عمامة، وليحتموا من شروره يبحثوا اليوم عن حماة ومغاوير يستطيعوا استخدام آلة الحرب التي اشتروها بملياراتهم لذي قار الجديدة، فقد ضحوا برجل حماهم وهو يرهبهم، وما كان يكلفهم شيء ليجدوا أنهم اعجز من أن يحموا أوطانهم أو أنفسهم .
جمجمة العرب كسرت، وأمريكيا حليف الليبراليين ستغادر، وإيران تتوعد، وإسرائيل تخطط لشن حرب على إيران، والمصالح العربية في صف المصالح الإسرائيلية، فهل ستشهد الأيام القادمة تعاون خليجي إسرائيلي لكبح التدخل وتزايد القوة الإيرانية في المنطقة، وان كان الأمر كذلك فما الثمن، هل ستضيع الأحلام الفلسطينية، هل سترسم حدود إسرائيل، هل ستبقى العروش قوية أم ستتحطم أحلام الورثة، أم إن الشعوب العربية ستكون لها كلمة تدوي تسمعها الأذان الصماء.
سوريا تنزف وما تستبشر ببشار خيرا، واليمن السعيد ما عاد سعيدا ولا بصالح صالحا، وجامعة دول العرب بقيادة أم المليارات قطر، تراوغ وتريد إيهام العالم أنها استنفذت مع النظام السوري كل الوسائل، قبل اتخاذ قرارات من شأنها إرغام النظام على التسليم أو المواجهة العسكرية التي لا مفر منها، وبلاد المشايخ من روض الرياض تتوعد صالحا بان لا نجاة له إلا بمبادرتهم الخليجية، ونسوا أن صالح امكر من ثعلب، وقد عاد لليمن في حين غفلتهم وان السعودية في اضعف لحظات حياتها، وأما الكويت والبحرين فستموت وهي تنظر للحرب، وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن القيادات الخليجية تحتاج إلى سنة ضوئية حتى تصل حيث انتهى صدام.
نعم صدام مات، وشهد الناس موته فقد أقدم للموت شجاعا، وأيضا مات القذافي وشهد موته الناس فشرب كأس الموت ذليلا يترجى، وبين حال الميتين فرق الثرى عن الثريا، وعلى خطى الرجلين سيمضي من بقي بعدهم حيا، فلن يخلد من بقي على عرش يتأرجح، ولن يخلد الهارب من بلده، ولن يخلد نزيل السجن والمستشفى، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى.
kayedrkibat@gmail.com
فالعراق الذي كان بحق درع الجزيرة من خطر الفرس المتأسلمين، لم يعد يقوى اليوم على رد أذاهم عن بنيه، فسلمه الجلبي وأعوانه و فرحت دول الخليج بسقوط التنين الذي كان يرعبها، وما درى المساكين أنهم وقعوا في فم من لا يرحمهم ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، فميزان القوة الذي كان في يد بني يعرب مال اليوم في يد مجوسي تستر تحت عمامة، وليحتموا من شروره يبحثوا اليوم عن حماة ومغاوير يستطيعوا استخدام آلة الحرب التي اشتروها بملياراتهم لذي قار الجديدة، فقد ضحوا برجل حماهم وهو يرهبهم، وما كان يكلفهم شيء ليجدوا أنهم اعجز من أن يحموا أوطانهم أو أنفسهم .
جمجمة العرب كسرت، وأمريكيا حليف الليبراليين ستغادر، وإيران تتوعد، وإسرائيل تخطط لشن حرب على إيران، والمصالح العربية في صف المصالح الإسرائيلية، فهل ستشهد الأيام القادمة تعاون خليجي إسرائيلي لكبح التدخل وتزايد القوة الإيرانية في المنطقة، وان كان الأمر كذلك فما الثمن، هل ستضيع الأحلام الفلسطينية، هل سترسم حدود إسرائيل، هل ستبقى العروش قوية أم ستتحطم أحلام الورثة، أم إن الشعوب العربية ستكون لها كلمة تدوي تسمعها الأذان الصماء.
سوريا تنزف وما تستبشر ببشار خيرا، واليمن السعيد ما عاد سعيدا ولا بصالح صالحا، وجامعة دول العرب بقيادة أم المليارات قطر، تراوغ وتريد إيهام العالم أنها استنفذت مع النظام السوري كل الوسائل، قبل اتخاذ قرارات من شأنها إرغام النظام على التسليم أو المواجهة العسكرية التي لا مفر منها، وبلاد المشايخ من روض الرياض تتوعد صالحا بان لا نجاة له إلا بمبادرتهم الخليجية، ونسوا أن صالح امكر من ثعلب، وقد عاد لليمن في حين غفلتهم وان السعودية في اضعف لحظات حياتها، وأما الكويت والبحرين فستموت وهي تنظر للحرب، وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن القيادات الخليجية تحتاج إلى سنة ضوئية حتى تصل حيث انتهى صدام.
نعم صدام مات، وشهد الناس موته فقد أقدم للموت شجاعا، وأيضا مات القذافي وشهد موته الناس فشرب كأس الموت ذليلا يترجى، وبين حال الميتين فرق الثرى عن الثريا، وعلى خطى الرجلين سيمضي من بقي بعدهم حيا، فلن يخلد من بقي على عرش يتأرجح، ولن يخلد الهارب من بلده، ولن يخلد نزيل السجن والمستشفى، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى.
kayedrkibat@gmail.com