تكية أم علي هي المؤسسة الأولى من نوعها في الأردن التي تقدم الوجبات الغذائية والخدمات الإنسانية لقطاع الفقراء والمعوزين من المجتمع الأردني . فكرة أصيلة وضعتها المغفور لها ان شاء الله الملكة علياء التي استمدت نبل أهدافها من المفهوم الاسلامي في مساعدة المحتاجين والفقراء. وعبر القرون. حافظت بعض أبرز العائلات في العالمين العربي والعثماني على استمرارية التكايا مؤكدة العلاقة الوثيقة بين مفهوم العبادة ومد يد العون للمحتاجين . وقد شيدت «تكية أم علي» تخليدا لذكرى الملكة علياء رحمها الله ، لتكون بارقة أمل تنشدها الفئات الفقيرة في الأردن . ساعية لوضع الأنموذج الأصيل لجميع مبادرات دور الرعاية وتقديم العون في جميع أرجاء وطننا العربي ، ومجددة لمشاعر الترابط الاجتماعي التي تجلت بقرب جلالة الملكة من الفئات المعوزة في الأردن..
بين يدي عيد الاضحى المبارك، أعلنت تكية أم علي إطلاق حملتها السنوية بكل شعرة حسنة وذلك للسنة السابعة على التوالي. الحملة تهدف إلى المساهمة في مكافحة الفقر والجوع وتخفيف معاناة الفئات المحتاجة والاقل حظا في المجتمع عبر الاستفادة من لحوم الاضاحي بادخارها بعد ذبحها في أيام العيد, ثم توزيعها على المحتاجين على مدار العام.
وقد لاقت الحملة التي تخدم أهدافاً نبيلة صدى واسعاً وقبولا جماهيريا كبيرا على مر السنوات الماضية لإتاحتها الفرصة لشريحة واسعة في المجتمع المحلي لأداء سنة الاضحية بيسر والتي تسهم بشكل فعال في إطعام فئة كبيرة من الاسر العفيفة في مختلف انحاء المملكة.
وتوفر تكية أم علي الاضحية المطابقة للمواصفات والشروط الشرعية بسعر خيري ميسر يبلغ 99 دينارا، وهي شاملة الذبح والتقطيع والحفظ والتوزيع على الفقراء والمحتاجين على مدار العام. حيث قامت تكية أم علي عام 2010 بذبح 15.078 أضحية استفاد من لحومها 75390 أسرة عفيفة منتشرة في مختلف مناطق المملكة النائية والفقيرة. كما نجحت التكية بإرسال أكتاف أضاحي العام الماضي 2010 لأهلنا المحتاجين في فلسطين بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية واستفاد من أكتاف الاضاحي 12 ألف أسرة محتاجة من أهلنا في فلسطين، وتعمل التكية هذا العام على استمرار إرسال الاكتاف إلى فلسطين ضمن فعاليات الحملة الخيرية بكل شعرة حسنة، تعبيراً عن تلاحم الشعبين الشقيقين.
مديرعام تكية أم علي الأخ محمود سيف الشريف، قال لي إن التكية واظبت على إطلاق حملة (بكل شعرة حسنة) خدمة للأهداف السامية التي أرستها الاميرة هيا بنت الحسين مؤسس ورئيس مجلس إدارة تكية أم علي، والتي من أهمها تحقيق الامن الغذائي للأسر العفيفة التي تكاد لا تجد قوت يومها، وهذا المشروع الرائد مجاز بفتوى شرعية من مفتي المملكة وهو عمل إنساني ما كان ليستمر لولا التكافل المجتمعي الذي يسود مجتمعنا الاردني والاحساس العميق بمعاناة الاخر، فكل هذه المبادئ السامية تعزز معاني التراحم والتكافل الانساني الاجتماعي وتعمق الاحساس بحاجة الفقير والمسكين.
التكية تقدم أيضا حزمة من الخدمات الخيرية المجانية التي تهدف إلى التيسير على المضحين، كخدمة المندوب السريع المتنقل (اتصل فنأتيك) ونقاط استلام التبرعات موجودة في مختلف
أماكن التسوق الكبرى في المملكة وخدمة إرسال رسالة SMS عند ذبح الاضحية. وما يميز تكية أم علي عن غيرها من المؤسسات أنها تعتمد أعلى معايير الشفافية في كافة أعمالها الادارية والمالية، وجميع الاسر المستفيدة من مساعدات التكية هي من فئة الفقر المدقع، وهي أسر ذات حاجة حقيقة، حيث تدرس بعناية فائقة من خلال فريق البحث الاجتماعي المتخصص والزيارات الميدانية.
تكية أم علي، بقعة مضيئة في حياتنا، علينا أن نحافظ على اتقادها وتوسيعها، خاصة مع اتساع مساحة الفقر والعوز في مجتمعنا..
