ربما, من أجل النقاش, نحب أن نتجاوز «الوطني» و«غير الوطني», فنسأل: ما الفرق بين الرصاص الذي يقتل المواطن الليبي سواء جاء من حلف شمالي الاطلسي أو الذي جاء من كتائب القذافي طالما أن النتيجة واحدة؟؟
ثم نعود فنسأل: ما الفرق بين نهب أموال ليبيا النفطية سواء أكان الناهب شركات النفط الاميركية والفرنسية والبريطانية أو كان الناهب القذافي وأبناءه والقلة المحيطة به, طالما أن مال النفط منهوب ولا يصل الى الشعب الليبي؟!
أسئلة كثيرة ترد, وقد اخترنا ليبيا وشهداءها وأموالها النفطية لمجرد فرضية النقاش, مع معرفتنا بأن في هذا الوطن العربي العزيز ليبيين وقذافيين كثيرين. فنحن ما نزال نسمع العنتريات «الوطنية», وتنديدها بثوار ليبيا, أو بالشركات النفطية للدول الامبريالية. والحلف الاطلسي.. وفي هذا دفاع غير اخلاقي, وغير قومي, وغير انساني عن ديكتاتور مجنون وتافه.
لا أحد يبرئ حلف الاطلسي واميركا وفرنسا وبريطانيا من كارثة ليبيا, فهذه لم تدع يوماً بأنها جمعية خيرية تدافع عن حياة الشعوب وعن مصالحها وكياناتها الوطنية. لكن فهم النوايا الشريرة الاجنبية يجعل من الديكتاتور الذي يقتل شعبه, وينهبه, ويحوله الى غنم يهش عليها بالعصا.. أبشع, وأسوأ, لأنه أولاً أذل شعبه, ثم لأنه تسبب في اذلاله على يد القوى الاجنبية, نهبه وتسبب في نهبه!!
علينا أن نتعامل مع كل ما يجري في هذا الوطن بالعقل.. والعقل فقط. وقد غطينا كثيراً على الديكتاتوريات العسكرية لأننا أوحينا الى أنفسنا بأنها أنظمة ديكتاتورية لأنها في الطريق الى تحرير فلسطين, والى حماية الوطن من الاستعمار, والى وحدة الأمة وعزها ورفاهيتها. وكان علينا أن نعرف أن الذي يستعبد وطنه لا يحرر فلسطين, ولا يرفع ظلم الاستعمار عن وطنه, ولا يوحّده, ولا يعزّه أو يعمل على رفاه ابنائه!!