مجهول مكان الإقامة
نسمع دائما السؤال الشائع وهو ما هي الرسائل الموجّهة ولمن وُجّهت هذه الرسائل ويلجأ المحللون السياسيون والإقتصاديون المحلّيون والعرب إلى المسارعة في الإجتهاد بأن المقصود في الإجراء المُتّخذ أو الحديث أو الرسالة المرسلة هي رسائل موجّهة للمجتمع المحلّي او دول الإقليم او العالم الخارجي او هيئات واشخاص وجماعات ودول بعينها هذه كلُّها إجتهادات وتحاليل قد تكون أصابت أو جانبها الصواب على الأغلب .
وهنا أستذكر الخطاب الذي القاه الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة في بداية عهده والذي قيل ان الهدف منه هو إصلاح العلاقة الأمريكيّة العربية والإسلاميّة بعد ما اصابها من فتور وعدائية إبّان فترة حكم الرئيس الأمريكي بوش الإبن وفي تلك الزيارة زارت كلنتون جوامع في مصر وتركيّا لنفس الغرض وفي حينها حلّل المحللون الرسالة التي قصد منها ان يتفهمها العرب والمسلمون وهي انّ امريكا مُقبلة على نمط جديد من السياسة الخارجيّة ستكون اقرب إلى الحياد في قضايا المسلمين مثل الملف الإيراني النووي والوضع في العراق وافغانستان والقضيّة الفلسطينيّة وبعدها بأسبوع خرج علينا نتنياهو مخاطبا العرب والأمريكان من جامعة بار ايلان في تل ابيب ان إسرائيل لن تتراجع عن بناء المستوطنات وتُعطي فقط عشرة اشهر لتجميد البناء وبعدها تواصل اعمال البناء وقد وصلت تلك الرسالة الى الأمريكان وفهمها أوباما وتراجع عن مواقفه سريعا أمّا نحن العرب فقد انطلت علينا اكاذيب أوباما واستمرينا بالتنازلات للعدو الصهيوني امّا نتنياهو فلم تصله رسالة أوباما أو وصلته وأعادها مع جابي البريد كاتبا عليه المذكور غير معروف لدينا وهو مجهول مكان الإقامة وهذا ذكّرني بمسئول كبير جدا ومعروف جدا جدا وعندما كان يصله تبليغ من الشرطة لحضور جلسة محكمة لقضيّة رفعها مواطن عليه كمطالبة ماليّة يكتب على التبليغ المطلوب غير معروف لدينا وهو مجهول محل الإقامة ويُعيدها مع المُحضر او الشرطي الذي احضرها ولا احد يستطيع الإعتراض عليه من خلال موقعه الهام. وعندما يكون المتحدّث غائبا او لا يمكن الإتصال به كخطابات بن لادن ورسائله إلى العرب والغرب كان المحللون يأخذوا مجدهم في توزيع الرسائل .
وكم كانت تحليلات المحللين العسكريين والسياسيين معظمها قريب من الخطأ أو التكرار لمحللين آخرين كما كان في حرب الخليج الاولى والثانية والعدوان على لبنان وغزّة والقضيّة الفلسطينيّة .
والمحللين الإقتصاديين والإجتماعيين تكلّموا الكثير عن الفساد حتّى لم تخلوا الكتابات في الصحف والمواقع الإلكترونية والمدونات في اي يوم عن الحديث في هذا الموضوع والدعوة إلى إجتثاث الفساد ومكافحته ومحاسبة الفاسدين وأُرسلت ملايين الرسائل الموجّهة لمختلف فئات المجتمع للمساهمة في هذا العمل الوطني ولكن لا حياة لمن تنادي بل تعمّق الفساد وتجذّر في المجتمع وبات هو الدارج بينما المبادئ والقيم اصبحت الغريبة عنّا وهذا دليل على الخطأ في الأسلوب أوالخطأ في عنوان المُرسل إليه .
والسبب في ذلك هو بعدنا عن الواقعيّة وغياب حريّة التعبير عن الرأي والخوف من سلطة الدولة ولكن مع غياب هذه الأسباب او خفّة حدّتها بعد قدوم الربيع العربي فقد اصبحت البيئة مواتية للوقوف يدا واحدة في مواجهة الظلم والفساد بكافّة اشكالهما.
ولتكن الرسائل الموجّهة من خلال اي حديث او تحرّك شعبي أو اي ندوة صحفيّة اوخلاف ذلك موجّه إلى العنوان الصحيح إلى من يستطيع الإجابة أو إتخاذ القرار والإجراء ليكن تحركنا مفيدا وذا جدوى ويعود بالمنفعة علينا .
ولنبتعد عن غوغائية التحليل ونكتفي بواقعيّته لتكون إستنتاجاتنا وتوقعاتنا فيها نسبة كبيرة من الصواب لكي نعتمدها في خططنا وفي البدائل التي نضعها .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات صدق الله العظيم
د . احمد محمود سعيد
دبي – 31/10/2011
نسمع دائما السؤال الشائع وهو ما هي الرسائل الموجّهة ولمن وُجّهت هذه الرسائل ويلجأ المحللون السياسيون والإقتصاديون المحلّيون والعرب إلى المسارعة في الإجتهاد بأن المقصود في الإجراء المُتّخذ أو الحديث أو الرسالة المرسلة هي رسائل موجّهة للمجتمع المحلّي او دول الإقليم او العالم الخارجي او هيئات واشخاص وجماعات ودول بعينها هذه كلُّها إجتهادات وتحاليل قد تكون أصابت أو جانبها الصواب على الأغلب .
وهنا أستذكر الخطاب الذي القاه الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة في بداية عهده والذي قيل ان الهدف منه هو إصلاح العلاقة الأمريكيّة العربية والإسلاميّة بعد ما اصابها من فتور وعدائية إبّان فترة حكم الرئيس الأمريكي بوش الإبن وفي تلك الزيارة زارت كلنتون جوامع في مصر وتركيّا لنفس الغرض وفي حينها حلّل المحللون الرسالة التي قصد منها ان يتفهمها العرب والمسلمون وهي انّ امريكا مُقبلة على نمط جديد من السياسة الخارجيّة ستكون اقرب إلى الحياد في قضايا المسلمين مثل الملف الإيراني النووي والوضع في العراق وافغانستان والقضيّة الفلسطينيّة وبعدها بأسبوع خرج علينا نتنياهو مخاطبا العرب والأمريكان من جامعة بار ايلان في تل ابيب ان إسرائيل لن تتراجع عن بناء المستوطنات وتُعطي فقط عشرة اشهر لتجميد البناء وبعدها تواصل اعمال البناء وقد وصلت تلك الرسالة الى الأمريكان وفهمها أوباما وتراجع عن مواقفه سريعا أمّا نحن العرب فقد انطلت علينا اكاذيب أوباما واستمرينا بالتنازلات للعدو الصهيوني امّا نتنياهو فلم تصله رسالة أوباما أو وصلته وأعادها مع جابي البريد كاتبا عليه المذكور غير معروف لدينا وهو مجهول مكان الإقامة وهذا ذكّرني بمسئول كبير جدا ومعروف جدا جدا وعندما كان يصله تبليغ من الشرطة لحضور جلسة محكمة لقضيّة رفعها مواطن عليه كمطالبة ماليّة يكتب على التبليغ المطلوب غير معروف لدينا وهو مجهول محل الإقامة ويُعيدها مع المُحضر او الشرطي الذي احضرها ولا احد يستطيع الإعتراض عليه من خلال موقعه الهام. وعندما يكون المتحدّث غائبا او لا يمكن الإتصال به كخطابات بن لادن ورسائله إلى العرب والغرب كان المحللون يأخذوا مجدهم في توزيع الرسائل .
وكم كانت تحليلات المحللين العسكريين والسياسيين معظمها قريب من الخطأ أو التكرار لمحللين آخرين كما كان في حرب الخليج الاولى والثانية والعدوان على لبنان وغزّة والقضيّة الفلسطينيّة .
والمحللين الإقتصاديين والإجتماعيين تكلّموا الكثير عن الفساد حتّى لم تخلوا الكتابات في الصحف والمواقع الإلكترونية والمدونات في اي يوم عن الحديث في هذا الموضوع والدعوة إلى إجتثاث الفساد ومكافحته ومحاسبة الفاسدين وأُرسلت ملايين الرسائل الموجّهة لمختلف فئات المجتمع للمساهمة في هذا العمل الوطني ولكن لا حياة لمن تنادي بل تعمّق الفساد وتجذّر في المجتمع وبات هو الدارج بينما المبادئ والقيم اصبحت الغريبة عنّا وهذا دليل على الخطأ في الأسلوب أوالخطأ في عنوان المُرسل إليه .
والسبب في ذلك هو بعدنا عن الواقعيّة وغياب حريّة التعبير عن الرأي والخوف من سلطة الدولة ولكن مع غياب هذه الأسباب او خفّة حدّتها بعد قدوم الربيع العربي فقد اصبحت البيئة مواتية للوقوف يدا واحدة في مواجهة الظلم والفساد بكافّة اشكالهما.
ولتكن الرسائل الموجّهة من خلال اي حديث او تحرّك شعبي أو اي ندوة صحفيّة اوخلاف ذلك موجّه إلى العنوان الصحيح إلى من يستطيع الإجابة أو إتخاذ القرار والإجراء ليكن تحركنا مفيدا وذا جدوى ويعود بالمنفعة علينا .
ولنبتعد عن غوغائية التحليل ونكتفي بواقعيّته لتكون إستنتاجاتنا وتوقعاتنا فيها نسبة كبيرة من الصواب لكي نعتمدها في خططنا وفي البدائل التي نضعها .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات صدق الله العظيم
د . احمد محمود سعيد
دبي – 31/10/2011