الاحتلال العسكري الإسرائيلي يجعل من غزة مقبرة جماعية مفتوحة بسبب ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تطهير عرقي وإبادة جماعية للسكان وحرمانهم من ابسط حقوقهم في العيش فلا ماء ولا دواء ولا كهرباء ولا غذاء بينما يتم استهداف العائلات بأكملها حيث يتم دفن الشهداء في مقابر جماعية .
وبعد تواصل العدوان الظ
الم أصبحت الأدلة واضحة ودامغة على ارتكاب جيش الاحتلال وقيادة حكومة التطرف الإسرائيلية العديد من جرائم حرب المنظمة وعملية التطهير العرقي الرهيبة والجرائم الوحشية في واحدة لا يعرف العالم مثيل لها بما يشمل عملية التجويع والحرمان من العلاج ومنع علاج الجرحى وقطع المياه والكهرباء وخطوط الانترنت مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة للجثامين المدفونة تحت الأنقاض والتي لم يتم انتشالها بعد حيث تقدر بالآلاف من النساء والأطفال .
حرب الاحتلال المدمرة على غزة والمتواصلة لليوم الـ19 على التوالي، والتي تخلف كل ساعة المزيد من الشهداء وتدمير أجزاء أخرى من قطاع غزة، على طريق تسوية المنازل والأبراج والأبنية والمنشآت التي من بينها التعليمية والصحية والثقافية بالأرض، واستكمال حلقات إبادة أكبر عدد ممكن من المواطنين بمن فيهم الأطفال والنساء وتهجير من تبقى منهم، وتحويل غزة إلى أرض محروقة تتعذر الحياة عليها تمهيدا لضمها لدولة الاحتلال مما أدى إلى حرمان المواطنين من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم الإنسانية الأساسية، في محاولة لإقناعهم بالبحث عن مكان آخر يعيشون فيه .
يتواصل أيضا التصعيد من قوات الاحتلال في عدوانها المتواصل ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتتواصل حملة الاعتقالات واسعة النطاق والاقتحامات وترويع المواطنين بأبشع أشكال القوة والعنف، وإطلاق يد المستوطنين لارتكاب أبشع الاعتداءات على المواطنين ومنازلهم ومنشآتهم ومركباتهم بما فيها مركبات الإسعاف، وإطلاق الرصاص الحي على المركبات، وفرض المزيد من التضييقات والقيود على حركتهم وشلها بالكامل، وتحويل المناطق المأهولة بالسكان إلى ما يشبه السجون التي يصعب الخروج منها نحو أعمالهم واقتصادهم ومدارسهم وجامعاتهم، ومحاولة تدمير موسم الزيتون لدى الفلسطينيين عبر سرقة ثماره، وتدمير أشجاره وتقطيعها، وطرد المزارعين ومنعهم من قطف ثماره وأحياناً إطلاق النار عليهم .
في المحصلة النهائية بات واضحاً أن حكومة التطرف الفاشية ومجلس حربها يتصرفان وكأنهما حصلا على رخصة مفتوحة لاستمرار القصف والتدمير والقتل واستباحة حياة الفلسطينيين وسرقة أرضهم وتهويد مقدساتهم، رخصة حولتها إسرائيل وجيشها ومستعمروها إلى تعليمات صريحة تسهل إطلاق النار على أي مواطن بهدف قتله والتعامل معه كهدف للرماية والتدريب، بما يعنيه ذلك من جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
نناشد أصحاب الضمائر الحية بإنقاذ الحالة الإنسانية في قطاع غزة، والتي دخلت مرحلة كارثية قد لا يمكن توقع نتائجها وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة، وفتح معبر رفح لإدخال مقومات الحياة الأساسية .
الشعب الفلسطيني بات يدفع ضريبة صمت العالم ودعمه للاحتلال الإسرائيلي، لترتفع كل يوم حصيلة الشهداء والجرحى الذين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن المفقودين تحت الأنقاض، إضافة إلى مئات الآلاف من المهجرين .
الشعب الفلسطيني باقٍ في أرض وطنه ولن يذهب إلى أي مكان آخر، وأن حملات الاحتلال التضليلية ومحاولاتها لتغييب البعد السياسي للصراع، وتجاهل حل القضية الفلسطينية بالطرق السياسية واستبدالها بعنجهية الحرب والقوة مصيرها الفشل في نهاية المطاف .