ساد اعتقاد لدى المرتجفین بأن الكیان الإسرائیلي وصل إلى مرحلة أنه صاحب القرار والسلطة على جمیع الملفات
المتعلقة بالشرق الأوسط وأبعد من ذلك، منذ أشھر ونحن في عراك فكري وسیاسي واقتصادي واجتماعي كل شخـص
یحلل حسب قناعاته واتجاھاته، ذھب البعض بأن مخطط الضم وتنفیذ القرار الإسرائیلي سینفذ لا محال، وأن الدعم
الأمیركي سیجعله سھل التنفیذ على أرض الواقع ولن یبالي بكل القرارات الدولیة والمبادرات العربیة والأفكار التي
قیلت بھذا الشأن، كل ذلك جعل البعض الآخر في حزن واعتكاف وخلل في قناعات الشعوب العربیة بھذه الأمة
.وزعاماتھا البعیدین عن معاناة أصحاب القضیة الفلسطینیة .
رسمت الخرائط وحددت المسافات ونوقشت الخطوات القادمة من قبل نتنیاھو ومن یحول حوله من أصحاب الفكر
المتحجر والبائد، لا ننكر بأن كثیراً من الأصوات المعارضة للخطوات الإسرائیلیة القادمة وساندھا أصـــحاب النظرة
الثاقبة من داخل ھذا الكیان وان ما یقوم به نتنیاھو لا مفر بأنه یؤدي بھذا الكـیان إلى الھلاك والانقسام والزوال الأبدي،
نعم تسـیر السیاسة الإسرائیلیة إلى طریق مسدود وھو ما حذرت منه كثیر من القیادات العسكریة والاستـخبارتیة
والسیاسیة لدیھم، ھذا الھزال الإسرائیلي قابله تشدد محبب للشعوب المناھضة للاستبداد والعنصریة والتغلغل في القتل
ومحاربة الحریات، أصوات بلغة العصر المتحضر سمعناھا من دول العالم، نعم عارضت بوضوح ھذه الـخطوة
القادمة وما سیترتب علیھا من تعكیر كامل للماء في ھذا الإقلیم، وجاھة الرفض العالمي بأن ھذه الخطوة ھي من
ستحیل العالم بأكمله إلى غابة لن یكون لھا قانون، إسرائیل رغم الدلال العالمي لھا منذ عدة عقود لم تتماش مع قیم ھذا
الزمن، ولم یعد للعقلیة التي ترسم بھا سیاستھا محل ترحیب وقبول من الذین أوجدوھا، سئم الكل من ھذا الكیان واصبح
مكشوف لحد انتبذته كل الشعوب الحیة والتي تنادي بالعدالة والمساواة، وخیر دلیل بأن في غالبیة جلسات التـصویت
في ھیئات الأمم المـتحدة في الشأن الفلسطیني نجد فقط المندوب الأمیركي ھو الضد والمقاوم لقرارات العدالة العالمیة للشعب الفلسطیني !!
مھما یتحایل أو یحاول ھذا الكیان التلاعب بكل الأسالیب المحتالة للنیل من سطوة المعارضین والرافضین لكل خطواته بالنھایة لابد أن یسود الفكر المتزن والعدالة، ولا بد أن یرتقي ھذا العالم لمستوى الحق الفلسطیني الذي أقره العالم
بأجمعه، وسیخیب ظن الإسرائلیون في حسن الخاتمة لكل خططھم، من ھنا یقر كل متابع للشأن العربي والملف
الفلسطیني بشكل خاص كان للأردن وقیادته دور موثق وملموس في تبعثر الأوراق الإسرائیلیة، وتششت تركیزھا
ووضعھا في زاویة ضیقة تعیش داخلھا الآن، الشعب الأردني ثبت حسه العمیق بقضایا أمته مما أوجد حالة یضرب بھا المثل في الدرایة الكاملة لما یخطط له ھذا الكیان الإسرائیلي الذي صار أوھى من بیت العنكبوت .