قتل حل الدولتين الذي نادى به الاردن طويلا وعتيقا سيمس الهوية الاردنية السياسية والديموغرافية في اعمق صميمها، واي رواية تحاول إزاحة هذه المقاربة ستكون عنوانا للتكيف والقبول والخنوع.
قبولنا او رفضا للضم جزئيا كان او شاملا – هذا الرفض – ليس ترفا، او موقفا مساندا للاشقاء، او بطولة نهلل لها، إنه دفاع عن وطننا وهويتنا وأوجب الواجبات.
فإذن؛ المنطق الدقيق اننا نرفض الضم لأنه شأن اردني خالص، وعليه يجب ان تتضافر المواقف والخطط على هذا الاساس؛ فالتكيف والقبول يعني اننا نبيع البلد في سوق الضعف والارتكاس.
نعم لا نخشى على استقرارنا الامني نتيجة الضم؛ فالاردنيون على قلب رجل واحد ضد الخطوة، لكننا نخشى على هويتنا وامننا من تداعيات الضم التي قد تحتاج الى سنوات قليلة لترينا فعلها.
للمرة المليون، موقفنا من الضم ليس حالة نساند بها الاشقاء في فلسطين، وليس مجرد استجابة للإيمان بالقرارات الدولية، فتلك مبررات مهمة، لكن ما يجب ان يدركه الجميع ان الضم اعتداء مباشر على الاردن، ومن هنا يجب مقاومته ورفضه، واتخاذ كل المتاح وطنيًّا لدرء شروره.
يطل علينا كاتب كبير مقرب من المرجعيات فيقول: "سياسة الضم على المدى البعيد هي تهديد ديمغرافي لإسرائيل وليس للأردن، خيار الدولة الواحدة على أرض فلسطين التاريخية هو البديل الموضوعي في حال فشل حل الدولتين".
أقول له: كلامك فيه مغالطات؛ فاليد العليا في المنطقة لإسرائيل واميركا وعواصم التطبيع العربية، والمشكلة بعد الضم ستكون بقعل هؤلاء مشكلة ديموغرافية اردنية.
وأقول له: ليست اسرائيل من تطلق النار على قدميها وهي المتحكمة بعناصر القوة! وأنصح من يتبنى مَنْطقه في الدولة الاردنية بأن تلك اوهام، ولو كانت حقائق فلنشجع الضم، ولنَبِع عندها الناس أفيونًا فاسدًا!