يتكاثر قتلة الإقتصاد الأردني والكارثة أنهم جميعاً يعتقدون أنهم يحسنون صنعا، فهناك مجلس النواب الذي يِشرع القوانين الإقتصادية دون معرفة خطورتها المستقبلية على الوطن ويشاركهم في الخطيئة الحكومة التي تقدم لهم القوانين وتضغط بكل قوتها لتمريرها، وتكون الكارثة حين تمنح الحكومة الشركات الأجنبية تسهيلات تفوق ما يحصل عليه الأردني، مما يساهم في إضمحلال رأس المال المحلي، فيما ينادي البعض بمساواة التسهيلات للجميع حتى تنتشر المشاريع ويتم تشغيل العاطلين عن العمل في الاردن، وهذا يعتبر مكسب كبير على المجتمع المحلي.
ولا يتوقف دور قتلة الإقتصاد عند هؤلاء وللحق هم ليسوا بالأخطر كون الخطورة الكبرى تأتي من بوابة الإعلام الذي يقوم بعضه بتصفية الحسابات مع الشركات والمؤسسات التي لا تدفع، حيث يتم إستباحة الشركات ونشر أخبار متنوعة بعضها صادق وجزء آخر ملفق فيما يتم تضخيم بعض الأمور ، وهذا يؤدي إلى تخوف رأس المال من العمل في الاردن حيث يشعر هؤلاء بأنهم مستهدفون وأن أموالهم مستباحة اذ حيث يتجرأ البعض بطلب المال لحمايتهم.
المصيبة الأكبر تتمثل في البرامج الإذاعية الصباحية، فما أن يصل صاحب رأس المال العربي أو الأجنبي مطار الملكة عليا ويركب السيارة التي ستقله إلى الفندق، ويقوم السائقون كالعادة بالتنقل بين البرامج الصباحية ليستمع المستثمر إلى أحوال الاردن، فيبدأ هذا الإعلامي بالصراخ غاضباً لعدم وصول المياة إلى منطقة محددة، ويرتفع صوت مذيع آخر لعدم وجود سرير لمريض في مستشفى حكومي فيما يرعد آخر بصوته الجهور مهاجماً الجامعات والمدارس على رفع الرسوم، وقبل ان يصل المستثمر للفندق يخرج عليه مذيع باكي يشتكي من عدم نظافة الشوارع ونقص المياة، عندها يفكر المستثمر ويتساءل بينه وبين ذاته، لماذا أنا هنا ..؟ وكيف سأضع أموالي في مشاريع لدولة يصرخ ويهلل إعلامها بأن وضعها كارثي ..؟، فالأردن حسب إعلام الصباح دولة غير نظيفة بلا مياه شعبها لا يجد الدواء ولا العلاج وغير قادر على الدراسة وتنتشر فيه جميع المخاطر ، فلماذا أهدر وقتي هنا..؟.
الخوف أن يصل الوضع بسبب برامج الحمق الإذاعي الباحثة عن الدعم والإعلانات والمال والشهرة فيما يأتي الوطن ومستقبله في نهاية أولوياتها، فلا نجد إلا عدد محدود جداً يتحدث عن الصورة المشرفة المشرقة للأردن البلد المعطاء الراقي، ونشعر إن بعض الإعلاميين لا يبالي بالوطن ويصمه بعيوب ليست فيه لأجل شد إنتباه المستمع، وللحق هذه النوعية بالغة الخطورة على الوطن والمصيبة ان بعضهم يحاول إقناع المستمعين بأنه "واصل” ويستطيع حل جميع المشاكل فيقتنع البعض وتزداد الدعايات، وهنا لا بد من جهة رقابية تتحقق مما تنشر هذه البرامج وتحقق فيها وإن ثبت كذبهم يتم الإعلان عن ذلك في برامجهم، إذ لا يحوز لمن يكذب على الوطن ويستهين بعمل الآخرين أن يختبيء خلف بعض المسميات التي يشعر أنها تمنحه الحصانة.