لم يكن مسلسل (التعادلات) الذي كان عنوانا رئيسا للقاءات الأسبوع الثامن لدوري المناصير لمحترفي كرة القدم مرضيا لغالبية الفرق.. ذلك أن الاكتفاء بحصد نقطة واحدة يقيد الطموحات الكامنة في التقدم بصورة أسرع نحو الأمام.. ولعل اللافت بأن متصدر الترتيب العام فريق الفيصلي دخل لأول مرة ليشارك بمسلسل التعادلات عندما لم تفلح محاولاته في اصطياد (نقاط) الجزيرة.
كما أن مشاهد المسلسل لم ترتق الى تحقيق الأهداف المطلوبة... أهداف الفوز.. والأهداف التي تدك الشباك والتي لم تجتز في عددها الـ (13) هدفا وهو منسوب خالف التوقعات مقارنة مع الأسبوع الماضي الذي شهد انتصارات بـ(الخمسات والستات).. وربما يكون الجليل وحده الذي أنقذ منسوب الأهداف عندما فاز على كفرسوم (5-1) ليسجل تقريبا نصف عدد أهداف الأسبوع.
لن نقول إن مطارق الفرق أصابها العطب.. بقدر ما تكمن أسباب انخفاض المنسوب التهديفي بالحذر الشديد والتحفظ الدفاعي الذي باتت تنتهجه الفرق الطامعة بحصد ولو نقطة من فم الأسد.. وهو ما كان يصعب المهمة على الفرق الكبيرة .. دون الاغفال بتاتا بأن أداء القطبين الفيصلي والوحدات شهد تراجعا ملحوظا في هذا الأسبوع، فوجدنا الفيصلي يقدم في الشوط الأول أداء جيدا إلى حد ما لكنه سرعان ما تراجع اداؤه وأصيب بالفتور في الشوط الثاني.. فيما كان الوحدات يثير علامات التساؤل والاستفهام حيث لم يكن أفضل حالا من الفيصلي وهو الذي يضم في صفوفه كوكبة من أبرز نجوم كرة القدم الأردنية، فلم يكن مقنعا البتة وهو يواجه المنشية واستهلك كامل الوقت قبل أن تفلح محاولاته في الحصول على ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع كانت تشفع له بالخروج فائزا.
نجزم بأن مواجهة شباب الأردن والرمثا ورغم انتهائها بالتعادل (1-1) إلا أنها كانت الأمتع والأجمل.. فهذه المباراة شهدت قصفا هجوميا متبادلا من كلا الطرفين منذ البداية وحتى النهاية.. وربما لم يكن منصفا بأن تنتهي بهذه النتيجة في خضم الفرص المتاحة التي لاحت أمام مهاجمي الفريقين والتي كانت تحتاج لشيء من التركيز تارة وشيء من التوفيق تارة أخرى.. هذه المباراة التي شهدت كل شيء باستثناء الفوز.. حيث شهدت الاثارة والفرص الخطيرة.. وشهدت اللمحات الفنية العالية.. وضربة جزاء مهدرة لشباب الأردن عبر يوسف النبر.. وبطاقة حمراء كانت من نصيب لاعب شباب الأردن علاء الشقران.. نعترف بأن الرمثا كان الأفضل في هذه المباراة.. لكن أفضليته كانت نسبية ذلك أن شباب الأردن قدم هو الاخر أداء مقنعا على فترات من المباراة ليؤكد بأنه يسير في الطريق الصحيح بعدما تولى القيادة الفنية المصري علاء نبيل.
ولا يزال كفرسوم يثير بأحواله العجب.. فهو يحقق الانتصارات الكبيرة ولم يلبث إلا أن يعود لسكة الخسائر.. حيث تعرض لهزيمة ثقيلة أمام الجليل الذي اهتدى أخيرا لفوزه الأول بنتيجة (5-1)، ندرك بأن كفرسوم تأثر عندما خرج نجمه ومحترفه السوري مهند ابراهيم في الدقيقة (25) بالبطاقة الحمراء لكن ذلك لا يبرر خروج الفريق بهذه النتيجة الثقيلة بخاصة وهو يعيش في أجمل أيامه.. في الوقت الذي كشف فيه الجليل عن نهضة كروية وأرسل اشارة واضحة بأنه قادم ليدافع عن طموحاته وآماله في احتلال مركز يليق بالجهود التي تبذلها ادارة ناديه.
العربي وذات راس انتهت المباراة بالتعادل (1-1).. وهي نتيجية لا تلبي طموح كليهما كون النقطة لا تروي الظمأ.. فتقدمهما على لائحة الترتيب جاء أشبه بالزحف على البطون.. بطيئا مملا.. ولهذا كانا أحوج ما يكونان الى الفوز.. لكنهما اقتنعا في النهاية بنتيجة التعادل.
البقعة واليرموك مواجهة انتهت هي الاخرى بالتعادل السلبي.. ورغم اطماع الفوز التي ابداها الطرفين إلا أنهما ضلا طريق الفوز .. لتكن نقطة التعادل التي لم ترو الظمأ أيضا.
نستخلص من كل ما ذكر آنفا.. بأن دزينة الفرق جميعها قد استنزفت النقاط من رأس الهرم حتى ذيله وهو ما من شأنه أن يؤجج المنافسة فيما بينها.. ونجزم بأن أداء بعض الفرق بات بحاجة لإعادة الحسابات وفي مقدمتها فريق الوحدات – حامل اللقب- فيما بات الجزيرة والجليل يعيشان في قمة التفاؤل.. فالجزيرة أحرج في المرة الأولى الوحدات بالتعادل (1-1) وها هو يحرج الفيصلي بالتعادل بذات النتيجة.. وهذان التعادلان لم يأتيان محض صدفة ذلك أن الجزيرة كشف وهو يلعب أمام الفيصلي عن انضباط تكتيكي ناضج ومرونة وواقعية في التعامل مع معطيات المواجهة مما سسيمنحه في قادم اللقاءات الثقة الأكبر في تحقيق انتصارات ستجعله يتقدم على لائحة الترتيب مع نهاية مرحلة الذهاب.. في حين سيكون للانتصار الكبير الذي سجله الجليل على كفرسوم وقع الفعل على اداء اللاعبين في قادم اللقاءات ذلك أن ثقافة الفوز ستترسخ لديه كما أن اهتداءه للفوز الأول سيجعله أكثر رغبة وحرصا على قطف المزيد من النقاط حتى يتقدم نحو المنطقة الدافئة .
على العموم.. نتفق على أن التعادل قيد طموحات المتعادلين.. فالفيصلي كان يمني النفس للتوغل أكثر بالصدارة فيما كان شباب الاردن والرمثا يطمحان لتحقيق فوز يقربهما من المتصدر في الوقت الذي وقع فيه البقعة بفخ التعادل أمام اليرموك وبات مهددا بالابتعاد عن المتصدر والمطاردة القوية و فقد ذات راس والعربي فرصة التقدم ولو خطوة واحدة للامام ... هو أسبوع ربما لم يشبع رغبات غالبية الفرق في تحقيق فوز يلبي الطموح.. لكن الخير في القادم.
بالأرقام
- الفيصلي الأقوى هجوماً برصيد (19) هدفاً، يليه الرمثا (15) ثم كفرسوم (13)، بينما يحتل الوحدات المرتبة الرابعة برصيد (13) هدفاً، فيما شباب الأردن والعربي الأضعف هجوماً وسجل كل منهما (7) أهداف.
- كفرسوم الأضعف دفاعاً واهتزت شباكه (18) مرة، يليه الجزيرة (17) ثم ذات راس والجليل وكل منهما تلقى (15) هدفاً، بينما الوحدات الأقوى دفاعاً وتلقى هدفين فقط.
- فريقا اليرموك والعربي لم يتذوقا طعم الفوز بعد مضي (8) أسابيع، بينما الفيصلي الأكثر تحقيقاً للانتصار بـ(7) مرات.
- الفيصلي والوحدات هما الفريقان الوحيدان اللذان لم يتعرضا للخسارة.
- اليرموك أكثر الفرق تحقيقاً للتعادل بـ(4) مرات.
مباريات الأسبوع التاسع
- الخميس/ الجزيرة والجليل/ ستاد الملك عبد الله الثاني.
- الخميس/ منشية بني حسن وشباب الأردن/ ستاد الأمير محمد.
- الجمعة/ الوحدات والبقعة/ ستاد الملك عبد الله الثاني.
- الجمعة/ كفرسوم والعربي/ ستاد الأمير هاشم.
- السبت/ اليرموك والفيصلي/ ستاد عمان.
- السبت/ الرمثا وذات راس/ ستاد الأمير هاشم.
- الوحدات واليرموك /ستاد عمان / الثلاثاء (مؤجلة).
النتائج للأرشيف
- تعادل البقعة واليرموك (0-0).
- فوز الجليل على كفرسوم (5-1).
- تعادل الفيصلي والجزيرة (1-1).
- تعادل شباب الأردن والرمثا (1-1).
- تعادل العربي وذات راس (1-1).
- فوز الوحدات على منشية بني حسن (1-0).
بورصة الاهداف
جاء منسوب الأهداف شحيحاً في الأسبوع الثامن لدوري المناصير للمحترفين، حيث تم تسجيل (13) هدفاً في (6) مباريات، بمعدل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة، وهي نسبة لا تلبي الطموحات.
وسجلت مباراة الجليل وكفرسوم (5-1) النسبة الأعلى من الناحية التهديفية، تليها مباريات الفيصلي والجزيرة، شباب الأردن والرمثا، العربي وذات راس وانتهت كلها بنتيجة التعادل (1-1).
تأتي بعد ذلك مباراة الوحدات ومنشية بني حسن (1-0)، فيما خلت مباراة البقعة واليرموك من الأهداف بعد مجريات عقيمة بين كلا الطرفين.
على صعيد المهاجمين، بقي نجما الرمثا وذات راس مصعب اللحام وشريف النوايشة على التوالي في الصدارة ولكل منهما (6) أهداف.
وبرصيد (5) أهداف يأتي جوزيه مارتينيز (كفرسوم) وأحمد هايل (الفيصلي)، بينما سجل (4) أهداف حسونة الشيخ (الفيصلي) ومهند ابراهيم (كفرسوم) وركان الخالدي (الرمثا).
وسجل (3) أهداف خلدون خزامي وسعيد مرجان (العربي) ومنذر أبو عمارة (الوحدات) وأحمد مرعي (الجليل) وحمد عمر (شباب الأردن) ومعتز صالحاني (ذات راس) وخليل بني عطية وعبد الهادي المحارمة (الفيصلي) وخالد قويدر (كفرسوم) ومحمد عبد الحليم ومصطفى شحدة (البقعة) ومحمود شلباية وحسن عبد الفتاح (الوحدات).
وبرصيد هدفين يأتي عامر ذيب (الوحدات) وحسين زياد وديجيه (منشية بني حسن) وداود أبو القاسم ويوسف الشبول (الجليل) ومهند محارمة (الفيصلي) ونضال الجنيدي (الجزيرة) وعدنان عدوس ويزن شاتي (البقعة) وحمزة الدردور (الرمثا) ومهند جمجوم وصالح الجوهري (الجزيرة).
وسجل هدفاً وحيداً كل من فهد يوسف وتوفيق طيارة (ذات راس) ومحمد مصطفى وأحمد سمير ولؤي عمران وزميلهم السابق أمجد الشعيبي (الجزيرة) وحاتم علي ومحمد عبد الرؤوف ومالك البرغوثي ومحمود الرياحنة وعمار الشرايدة (اليرموك) وهاني المساعيد وحسام شديفات وعودة الجبور وأحمد الداود (منشية بني حسن) وبهاء عبد الرحمن ومحمد خميس (الفيصلي) وسامي ذيابات ومحمد قصاص (الرمثا) وأنس بني ياسين (العربي) وابراهيم السعدي (الجليل) وأحمد ديب وعمر غازي (كفرسوم) وفادي شاهين (البقعة) ومالك الشلوح (ذات راس) وعاطف جنيات ومحمد الحموي ومحمد خير وعوض راغب (شباب الأردن) وعبد الله ذيب ومحمد جمال (الوحدات).
0-