تتوقف الحماقات والبطولات الوهمية ويتوقف الجهل من تحليلات وانتقادات تنم عن قصر نظر قائلها عندما ينادي الوطن وعندما يتعرض للخطر، فيصبح الكلام الفارغ هباءً منثورا ويصبح الفعل الحقيقي والمرغوب للرجال الرجال حملة المباديءوالقيم وحملة مشاعل الحرية القادرين عن الذود على الوطن، لذا على هؤلاء المُنظرين أبطال وسائل التواصل الإجتماعي أن يعلموا علم اليقين بأنهم يضلون الطريق في تحليلاتهم على بعض الصفحات غير المختصة، والتي توفر لهم شعبوية كاذبة بفضل تقمص دور البطل فيشنون الهجوم على كل حركة للحكومة أو لأي طرف مجتمعي بغية الظهور بدور الخبير الغيور على الوطن، متناسين مثلاً حين هجومهم على الحكومة لشراء النفط في هذا التوقيت وبكميات كبيرة بأن النفط في زمن الحرب يُصبح قرار استراتيجي وليس إقتصادي.
ولا يدرك هؤلاء الباحثين عن المجد حتى ولو كان على حساب دماء الأمة بأن لكل مقام مقال ولكل وقت أبطاله وقادته، وأن حسابات أوقات الشدة ليست كحسابات أوقات الرخاء، فاليوم التعامل مع الصهاينة لأي سبب كان بجهل أو بعلم يتحول إلى خيانة وليس وجهة نظر، ولا نطلق على من يقترب من هذا الخط الأحمر مُطبع كون المسميات تتغير حسب المواقف والمتغيرات السياسية والعسكرية، كما أنه لا مكان في أيام الوطن للحمق الإعلامي مكان، ولا للتغريد الأعمى عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجود كونه يُحول أصحابه إلى طابور خامس وليس أحرار رأي، فوقت الشدة لا يبقى إلا الوطن ، والوطن يا سادة لا يقبل أن ينبض قلبنا مع حبه إلا بحب الله.
لذا فاليوم يوم الصوم عن المحارم والفلسفة التي لا تعود بالفائدة على أحد، ولا مكان اليوم للبطولات الدونكوشوتية التي يتصنعها الحمقى، فاليوم نحن على أبواب حروب ثلاث لا صلح فيها ولا سلام ولا إستسلام، فعلينا القضاء على كورونا المخيف والفاسدين المفسدين والصهاينة الغادرين الذين يعتقدون أن وطننا لقمة سائغة يمكن تناولها بسهولة، رغم تجاربهم المريرة مع وطن الرجال وخسارتهم بذل يوم كرامة الأمة التي لا زالت ماثلة أمام الجميع، وللحق فإن أصحاب الهمم هم من يحاربون على هذه الجبهات دون كلل أو ملل، وللحق أيضا فإن تجار الدماء يحاربون لكسر الوطن كونهم كالطفيليات لا ينمون إلا في المناطق القذرة لكنهم سيخسرون.
والغريب ان البعض لا يدركون كيف صمد الاردن لسنوات طوال في وجه الأهوال من حروب وهجرات وأحوال إقتصادية صعبة، وربما لم يدركوا أن هناك روح مجتمعية إيجابية قادرة على تجاوز الصعوبات بالتكافل والإجماع على أن ننجو بالوطن وليس هذا فحسب بل نرتقي به إلى مقامات أعلى وأعلى، وعلى الجميع أن يدركوا بأن رجال الحق في الاردن هم ذاتهم وزاد عليهم أولاد وأحفاد، رضعوا الشهامة فأصبحت الكرامة عنوان وحب الوطن نبراس الايمان، والشهادة حلم كل غيور على وطن الشجعان، فهنا مصانع الرجال لا تتوقف وتعمل على مدار الساعة، فيتعلم الأطفال والشباب والرجال في بيوت العز والمدارس والجامعات عظمة الوطن فيزداد خوفهم عليه وحرصهم على إستقلاله وقيمه ومبادئه، لذا يقف الشعب الأردني وقفة رجل واحد منتصرين للوطن رافعين شعار مقولة عمرو بن كلثوم ” إذا بَلَغَ الفِطامُ لنا صبيُّ تَخِرُّ له الجبابرَ ساجدينا”.