ربما، يكون تموز المقبل أقسى الشهور على القضية الفلسطينية، بعد ايار 1948( النكبة ) وحزيران 1967 ( النكسة )، إذ ترجح مؤشرات عديدة أن نيتانياهو سيضم رسميا خلاله مناطق بالضفة الغربية، ليقضى نهائيا على فرص قيام دولة فلسطينية. ورغم الحديث عن خلافات إسرائيلية بشأن القرار، وأن واشنطن لم تعط الضوء الأخضر بعد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصرعلى المضي قدما، وكأنه يتصرف في أملاك والده.
يتذكر دينس روس الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، أن نيتانياهو أبلغه ذات ليله قبل سنوات أنه سيفعل مثل بن جوريون أول رئيس لحكومة إسرائيل، عندما أعلن قيام إسرائيل فى 14 ايار 1948 رغم التحذيرات بأن الحرب قادمة لا محالة. يبدو نيتانياهو مسكونا بهاجس تخليد اسمه بين زعماء إسرائيل التاريخيين لكنه يستند، فى سعيه المحموم لقضم أكبر مساحة ممكنة من الأرض المحتلة، إلى أن خيارات القيادة الفلسطينية وقدرتها على التحرك شبه منعدمة.
هل هناك خطة فلسطينية؟ يتساءل وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر قائلا: صفقة القرن والإجراءات الإسرائيلية فقط على الطاولة، وليس هناك رؤية مضادة تقول ماذا يريد الفلسطينيون؟. نعم، هناك قرار باعتبار اتفاقات أوسلو لاغية وبوقف التنسيق الأمني لكن ذلك وحده لا يكفي، خاصة إن هناك شكوكا في مواصلة إلغاء هذا التنسيق. وفي ظل خلافات فتح وحماس وشلل الحياة السياسية، لا أحد يتوقع ردا فلسطينيا على قدر الكارثة أو تحركا عربيا أبعد من مجرد الشجب والإدانة؟.
نيتانياهو يدرك أن التردد الأمريكي سيتم التغلب عليه، والرفض العالمي لن يكون له تأثير عملي، لكن الأهم أنه يعتقد أن الفلسطينيين لن يتحركوا، لا شعبيا ولا سياسيا، فماذا يمنعه إذن من أن تكون له لحظته مثل بن جوريون.
الضم جريمة حرب. جريمة ضد السلام والديمقراطية وستكلفنا سفك الدماء. هكذا يقول معارضون إسرائيليون، وهو كلام بالمناسبة أقوى من بعض ردود الفعل العربية، لكن الجريمة سيتم ارتكابها عن سبق إصرار وترصد وتحت سمع وبصر العالم، وسيفلت مرتكبها من العقاب بل إنه يريد تسلق سلم المجد، فماذا نحن فاعلون؟.