صالح الراشد
أعادت الحكومة الأردنية الحياة إلى طبيعتها السابقة بنسبة كبيرة، لكنها أبقت الحظر على أماكن التجمعات التي يصعب السيطرة عليها، وتركت للمواطنين حرية حماية أنفسهم من خطر الوباء الذي لا زال ماثلاً أمامنا وجاثماً على صدور العالم أجمع، وهذا أمر يوجب زيادة فاعلية التشاركية الفكرية والعملية بين الشعب والحكومة، لضمان الإنتهاء من الوباء الذي قتل جزء بسيط من البشر وآخر كبير من إقتصاديات العالم، لذا فإننا في الأردن قطعنا خطوة هامة صوب الأمام، لكن العيون تراقب ما جرى ويجري في الوطن والعالم خوفاً من العودة إلى نقطة الصفر أو دخول موجة جديدة من الوباء، لا سيما أن الأردن تعتبر الدولة الأكثر تعرضا للفايروسات وآخرها الصهيوني.
هذه المخاوف توجب الحذر والتركيز على التباعد والإلتزام باجراءات السلامة العامة كون إنتشار وباء كورونا من جديد سيعيدنا إلى نقطة ما قبل الصفر، ولن يكون بمقدور أحد مواجهة ما سيجري، حيث سيكون المرض أشد فتكاً وقد يكون الفايروس قد طور نفسه ليتجاوز خطوط الدفاع البشرية، وهذا يعني أن الجميع أصبح في خندق واحد ولا مجال ليحمل أي طرف الآخر جريرة الإنتشار لا سمح الله، وبالتالي ستظهر هنا روح المواطنة من المؤيدين لقرارات الحكومة أو المعارضين لها، كون الجميع يدركون أن هناك فايروس ووباء ودخول مستشفيات وموت، وهذه أسس ثابتة لوجود الوباء، لذا لا داعي لقيام البعض برفض نظرية وجود الفايروس أو أنه خيال.
وفي ذات الوقت لا نستطيع أن ننكر الخطر الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة صاحبة الفكر العنصري المتطرف والتي تقف بكل مقدراتها وراء الكيان الصهيوني، وهذا سيجعل من مرحلة الكورونا فترة تدريب لموقف أصعب، وهذا يعني أن هناك من يعبث بالفايروسات المرضية ويجيد استغلالها لمصلحته سياسياً وإقتصادياً، وهناك من يعتبر الفايروسات العنصرية والمتطرفة وكورونا غطاءًا لتفيذ أجندتهم الخاصة التي تتعارض مع معايير الإنسانية العالمية، لكن أي كانت الأهداف فإن خطر الموت أمام المستهترين لا زال قائماً والنجاة طريق الملتزمين سواءاً بكورونا أو محاولة ضم الغور حيث سيطرق الموت باب كل صهيوني، ولتجنب هذه الطريق فان العاقل لن يتكلف كثيراً ولا يحتاج إلى جهد مرعب كون متطلبات الوقاية سهلة جداً من كورونا، فيما الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة سيشكلان طريق الأمان للفايروس الصهيوني قبل الجميع.
هي مرحلة لن تكون طويلة مع كورونا إذا أردنا ذلك وضغطنا على أنفسنا بالإلتزام، وستكون شاقة إذا أردنا، فهو قرار الشعب الذي عولنا عليه في فترات سابقة وأبدع رغم وجود إخفاقات في مواقع معينة جاءت بسبب ضعف القرار الحكومي وعدم قدرة المواطنين على التنفيذ، وهذا يعني ولأجل النجاح والعبور صوب مرحلة الأمان بان التشاركية يجب ان تكون بوضوح أي قرار وسهولة تنفيذة، كون قادم الأيام تخفي أسرار كثيرة أبرزها الوباء الصهيوني الراغب في ضم غور الأردن، وهذا يعني أن درس كورونا طريق لمواجهة الصهيوني بتطبيق التعليمات العسكرية بحذافيرها حتى الخلاص من الفايروسات الصهيونية وكوفيد -19 لننجو بالوطن الأعز والأغلى على القلوب من جميع فايروسات الأرض، حتى إن كان الفايروس الصهيوني أمامنا وكوفيد خلفنا لأننا نُدرك أن شعب الصبر قادر على تحقيق الإعجاز بصلابته وثبات مواقفه لذا سيكون النصر دوماً أردنياً.