لم نكن نعتقد ان العنصرية والكراهية متجذرة في اميركا.. لدرجة ان يقدم فيها ضابط من الشرطة –المكلفة بالحفاظ على حياة وارواح المواطنين- بقتل مواطن اميركي اسود، كل ذنبه ان بشرته سوداء.. جهارا نهارا، أمام الناس، وسط استغاثة «جورج فلويد» المسكين..
« ارفع رجلك عني.. أكاد اختنق... لا استطيع التنفس « والتي اصبحت شعار المتظاهرين الغاضبن في طول اميركا وعرضها...فيما رجال الشرطة رفاق الضابط المجرم يستمتعون برؤية هذا المنظر المفزع، الذي تقشعر له الابدان، وكأنهم يشاهدون فيلما من افلام الرعب «لهاتشكوك»..!!
صورة القتل المرعبة هذه.. ذكرتنا، وذكرت ملايين البشر، وخاصة ذوي البشرة السوداء الذين تابعوا هذه المأساة بفضل تقدم وسائل الاتصال والنت..الخ.. بماضي هذه «الاميركا» البشع.. المرعب.. حينما كان امين الشرطة، اوما يطلق عليه «الشريف» يطلق النار من مسدسه على جموع العمال او المزارعين السود لارهابهم، او بالاحرى لارضاء غريزته العنصرية الفاشية، حتى صار ارهاب اليانكي ارهابا حكوميا ممنهجا، لم تستطع قوانين الرئيس «ابراهام لنكولن» اجتثاثه، بل سقط الرئيس، اغتيالا، على ابواب احدى دور السنما..لانه دعا الى تحرير العبيد، واقامة مجتمع العدالة والمساواة، واستمر الرصاص العنصري يحصد ارواح الابرياء، فوصل الى «مارتن لوثر كنج» الداعية الاسود الاشهر.. لالغاء العنصرية والعبودية..!!
الجرائم العنصرية تشي ان هذا الفيروس اللعين، قد استوطن جينات الرجل الاميركي الابيض « الانجلو سكسوني» واصبحت العنصرية احدى صفاته الشخصية، يمارسها بكل فخر وزهو دون ان يخشى اي عقاب. كما هو حال ضابط الشرطه هذا، الذي اغتال «جورح فلويد» في مدينة « مينابوليس» بولاية « مينسوتا».. امام اعين ملايين البشر..الذين شاهدوا تفاصيل ارتكاب الجريمة، وتفاصيل اصرار هذا الفاشي على ممارسة القتل خنقا، وبكل حقد ومازوشية..
هذه الجريمة استوقفتنا. ودفعتنا الى تسليط الضوء على خطابات وتصرفات وسلوكيات القرصان « ترامب» المشينة.. وما تنضح به من عنصرية وفوقية وتطرف وفاشية مقيتة،، لا بل وتؤكد ان هذا القرصان القادم من مجازر ذبح ملايين الهنود الحمر، واغتصاب بلادهم.. ما كان ليجرؤ على ممارسة هذه العنصرية ضد المهاجرين، وضد السود.. لولا انه يجد من يؤيده، ومن يشد على يديه، ويبارك جرائمه.. وهم بالتأكيد من اوصلوه الى البيت الابيض.. وهم من سينتخبونه ثانية ليمارس ترهاته ومسخراته وبهلوانياته..!!
العنصرية الاميركية المقيتة هي وراء ظاهرة الانجيليين.. ووراء ظاهرة المحافظين المتصهينين، الذين يؤيدون العدو الصهيوني،ويباركون الاستيطان، ويباركون المذابح الصهيونية، وهم وراء صفقة او بالاحرى مؤامرة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، ورفض حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني. والحكم عليه بالنفي الابدي في اربعة رياح الارض، او العيش عبيدا في امبراطورية «نتنياهو».!!
باختصار..
اميركا تحترق بفعل نيران العنصرية البغيضة.. وسيأتي هذا الحريق على كل اميركا، ولن ينجو منه أحد، ولن يكون مصيرها بافضل من مصير الإمبراطوريات الغابرة في التاريخ.
الم يقل لينين بان «التاريخ يعيد نفسه في صورة ملهاة او مأساة»...
وها هي المأساة الأميركية بدأت فصولها ترتسم أمامكم..