والكرة الأرضية معلقة على خشبة الخلاص تبحث عن منقذ ومخلص من جائحة الكورونا ،ويتضرع المؤمنون رافعين ايديهم الى الخالق من اجل انقاذ البشرية من هذا الفايروس القاتل رحل العم الدكتور كامل ابو جابر عن هذه الدنيا الفانية .
قبل اكثر من شهر شعّ سبتُ النور بعد جمعة حزينة سألت عن صحته وعن احواله ، قيل حينها انه مريض ويعاني من ابتلاء ،وانشغل البال عليه وكنت انتظر أحد القيامة لاقوم بزيارته والاطمئنان عليه ، ولأستزيد من علمه ومن رؤيته الثاقبة وبعد نظره وقراءته للاحداث التي نمر بها الان ،لكن الظروف لم تسنح وكانت قاهرة .
رحل العم الدكتور كامل صالح ابو جابر الى الامجاد السماوية تاركا ارثا من المحبة و حياة حافلة بالعطاء الوطني والإنساني في حقول السياسة، والدبلوماسيةوالأكاديمية، و الفكر والإبداع, رحل واخر ما سمعت منه قبل اشهر عديدة وهو يقول وَحدةُ البلد تتجسّدُ في هذه اللحمة بين الناس من قبائل وعشائر وعائلات ووَحدةُ البلدِ أهمُّ مِن كلِّ شيء.
واذا كان الاردن قد شهد الانصهار بين كل المكونات التي عاشت على هذه الارض فقد كانت بلدة ابو جابر " اليادودة " بوابة عمان للانصهار الاجتماعي والتأخي وكان ديوان ابو جابر الملتقى وباب الخير لكل من سأل عن حاجة.
اليوم ونحن نودع رجلا من بيت الكرم والشهامة وفارسا من فرسان ال ابو جابر والبلقاء والاردن ، ايضا نودع كعشيرة ال حرب من قبيلة العزه عما عزيزا ارتبط اجدادي مع اجداده ومع عائلته بأخوة قل نظيرها فبلنسبة لنا ال ابو جابر اهل لا تفرقة بيننا ورحيل العم معالي الدكتور كامل ابو جابر ابن البلقاء وابن السلط وابن اليادودة وابن الطنيب وابن المثلث الصحراوي وبالتأكيد هو ابن الاردن من قبيلة امة العرب خسارة لنا جميعا ، فهو الرجل الذي كان حال الاردن والامة يشغل باله ويقض مضاجعه وهو يرى هذا التردي في العلاقات العربية العربية ،رحل وهو يعقد الآمال على الشباب وما يمكن ان يقدمه للدفاع عن الامة والدفاع عن المقدسات في فلسطين .. وكما كان يقول" بالرغم من كل المصائب التي تحاصرنا فالامل في الشباب ،وما يقدمه هؤلاء من دماء في مواجهة المشروع الصهيوني في غزة وفي الضفة وفي لبنان وما قدمه فرسان الجيش العربي على مدى هذه السنوات يعطيني الامل بان انتصارنا قريب".
رحم الله الدكتور كامل صالح ابو جابر ، وللاخوة ابناء عشيرة الجوابره كل العزاء .