هذا ما قاله جلالة الملك عبد الله الثاني في الكلمة التي ألقاها أمس الأول في ذكرى الاستقلال الـ74 مخاطباً الأردنيين - ( وجوه الخير ) - قائلا : « ..فالاستقلال هو أنتم، والسابقون من الآباء والأجداد في بناء الدولة، ونشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حماة الوطن والاستقلال. «
الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام ليس ككل عام، وان كان يأتي تزامناً مع أيام مباركة، أيام عيد الفطر السعيد، الا أنه يأتي أيضا في «ظرف استثنائي» في كل شيء:
1- يأتي احتفالنا بمناسبة الاستقلال، والاردن يحتفل ( بمئوية الدولة )، ولتؤكد المملكة عبر مسيرة الهاشميين الحافلة بالعطاء، وصولاً الى جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز ، أن مسيرة الدولة الاردنية تمثل قصة نجاح، لا زالت تدهش الآخرين بصمود هذه الدولة صغيرة المساحة وعدد السكان وشحيحة الموارد في مواجهة أزمات عاتية وفي أحلك موقع « جيوسياسي» حول أسخن بؤرة سياسية في العالم، ومع ذلك لا زالت وستبقى صامدة بإذن الله في مواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية، ونحن لا نقول هنا «شعرا « .. فهذا واقع، والتاريخ شاهد على ذلك.
2- يأتي الاحتفال بالاستقلال هذا العام، والاردن - كما العالم - يواجه جائحة «كورونا» لينجح الاردن في اختبار مواجهة الجائحة، وليثبت للعالم كفاءة الدولة، ومتانة مؤسساتها، ووضوح الرؤية، وحكمة القرار، وليكون الاردن أنموذجا يحتذى، وقد شهد بذلك القاصي والداني، والنتائج على الأرض تؤكد ذلك.
3- يأتي الاحتفال بالاستقلال هذا العام والأردن يواجه أخطارا اقليمية تتمثل بالصلف الاسرائيلي، العازم على المضي قدماً في ضم الأغوار ومزيد من الأراضي المحتلة والمستوطنات، ليقف الاردن - كما هو دائماً - كالطود العظيم، والسد المنيع في مواجهة هذا الموقف الاسرائيلي، ويؤكد ذلك تصريحات واضحة وجلية لجلالة الملك لا تقبل اللّبس أو التأويل، أدلى بها جلالته لمجلة «ديرشبيغل» الالمانية مؤخرا، والإعلان صراحة أنه ( اذا ما ضمت اسرائيل أجزاء من الضفة الغربية سيؤدي ذلك الى صدام كبير مع الأردن ، .. وقوله : ندرس جميع الخيارات ) .
ليضاف هذا الموقف الى لاءات جلالة الملك الثلاث التي سبق وأطلقها أيضا : ( لا للتوطين ، ولا للوطن البديل ، والقدس خط أحمر ) . وكذلك قرار جلالته التاريخي بإعادة الغمر والباقورة الى أحضان الوطن.
مسيرة الاستقلال متواصلة، فهي مسيرة دفاع وحماية الوطن من كل الاعداء، وكل ما يحدق به من أخطار. ومسيرة إنتاج وعطاء وبناء، نواصل بها المسيرة ليبقى الاردن قوياً عزيزاً شامخاً بقيادته الهاشمية وبجيشه الباسل، وأمنه المستتب والمستقر، لتزيدنا الأخطار قوة ومنعة وتماسكاً وتراصاً.
ما أحوجنا في ذكرى الاستقلال الى أن نستمد من جذور وتضحيات الماضي وانجازات الحاضر مزيداً من الايمان بالمستقبل، والاستعداد له بمزيد من التكاتف والتعاضد، لأن دولة تحتفل بمئويتها، قادرة بعون الله على مواجهة ما يخبئه الحاضر والمستقبل من أخطار وتحديات.
حمى الله الأردن ملكاً وجيشاً وشعباً من كل وباء وبلاء وأخطار .
حمى الله البشرية جمعاء.