أخبار البلد - بقلم أحمد حسيان الصقور
قد تتكالب عليك الدنيا ويزداد ظلامها وتتعسر أحوالك،قد يبتليك الله بمرض أو إدمان أو تنزل بك مصيبة،قد يتخلى عنك ابن أو يفارقك زوج أو زوجة،ربما تعيش في محيط اليأس وتضيق بك الدنيا،قد يكون لديك طموح ولا تستطيع الوصول إليه ولكن بحسن ظنك بالله يأتيك الفرج على شكل "غيث". عندما تصبر على البلاء لوجه الله وتحمد الله على كل شيء وتضع ثقتك وايمانك بالله، سيأتيك الغيث على شكل "غيث".
"غيث" ذاك الشاب الإماراتي مجهول الصورة الذي يخفي ملامحه عن الناس ليس حياءً لكن "لمبدأ أن الخير ليس له وجه، الخير إنسان"، فوجوهه متعددة ما دامت الغاية سامية وهي مساعدة الناس.نعم يا "غيث" الخير وجوهه كثيرة وهذا مبدأ يُدرس للعالم، فهناك فرق بين من يخفي وجهه لأجل المبدأ ومن يظهره لأجل الرياء. أن تمنح وترحل تاركاً تلك السعادة وذلك الأثر لا يفعلها إلا انسان مليء بالإنسانية والتواضع. "غيث" سيبقى اسمك محفوراً في قلوبنا حتى وإن لم نشاهد ملامحك أو لم نلتقِ بك.
السعادة لا تكن بالأخذ بل بالعطاء لأن احتواء الناس سعادة،قد لا تملك مالاً لتعطي ولكن تملك كلمة فالخير والإحسان بأي شيء، فرب كلمة تفرج بها هماً وترفع بها نفساً وتنقذ بها روحاً من محيط اليأس. "غيث" أحدث تغييراً في حياة من قابله ملأنه جبر خاطراً مكسوراً وأنار قلوباً تاهت من مرارة الأيام، فجبر الخواطر عبادة نتقرب بها إلى الله.كم نحتاج إلى "غيث" وأمثاله لجبر خواطر الناس ولملمت جراحهم، فكل بيت بحاله حكاية ورواية طمسه الزمان حتى أضحى اليأس عنوانه غير أن ثقة الناس بربهم هيأ لهم الفرج على هيئة "غيث".
ما أجمل البدايات يا "غيث" عندما تبدأ باسم الله وما أجملها لبداية سعادة جديدة ونهاية حزن ويأس. اطمأن قلبي عندما عرفنا أن الناس فيها من الخير الكثير وأن الخير ما زال موجوداً وأن الناس بالناس ما دام الوفاء بهم والعسر واليسر أوقاتوساعاتُ، وأكرم الناس ما بين الورى رجلٌ تُقضى على يده للناس حاجاتُ.
اطمأن قلبي لأنك ضمّدت جراح الكثيرين وأدخلت السعادة والسرورعلى الأيتام ومن تقطعت بهم السبل ولأنك أنرت قلوباً وأوقدت الأمل في نفوس كثيرين اطفأتهم الأيام وتعبوا من عثرات الزمان. لسان حالك يا "غيث" يقول امنحوا السعادة للآخرين ولا تبتغوا الأجر إلا من الله.
"غيث" صاحب القلب النقي رأس ماله مساعدة الناس ولملمة جراحهم واحتوائهم. هنيئاً لمن قلوبهم تفيض محبة وعطاء ومبادرة في مساعدة الناس ويقدمون ما يملكون من أجل رسم بسمة فرح أو مسح حزن. ما أجمل تلك الكلمات التي يرددها بين الحين والآخر "كلما ضاقت بك الدنيا ساعد انسان لا تعرفه"، "الناس للناس والدنيا بخير"، هنيئاً لمن بادر وسار بين الناس جابراً للخواطر ليدركه الله في جوف المخاطر.
لكل انسان من اسمه نصيب، "غيث" أغاث قلوباً تهالكت وأرواحاً أرهقت ومسح دموع اليتامى. في حياتنا نقابل كثيراً من الأشخاص منهم من يترك أثراً ومنهم من يكونميت وهو حي، بدأها غيث والباقي على الجميع لأنك لا تعلم كيف سيكون شعورك عندما تحقق حلم شخص أو تجبر خاطره فلا تقطعن يد المعروف عن أحدٍما دمت تقدر فالأيام تاراتُ، واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلتْ إليك لا لك عند الناس حاجاتُ، قد مات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس أمواتُ.
"قلبي اطمأن" ليس برنامج تلفزيوني يُعرض فقط بل هو مشروع ومنهج حياة. داخل كل واحد منا "غيث" لكن نحتاج إلى أن نبادر. كن مبادراً، كن محباً للخير والانسانية، كن جابراً للخواطر فالأرواح لا تنمو إلا بالمحبة والعطاء.شكراً غيث، شكراً دولة الإمارات على هذا المشروع وهو ليس بغريب عن ديرة الشيخ زايد وأسأل الله أن يجعل الخير فيها من زايدٍ لزايد.