منذ أن أعاد لنا ھذا الوباء رسم الصور وتفعیل المعادلات المنتجة لكل ما ھو جمیل ونقي ونحن في صفاء داخلي یقر بھ
الجمیع، ذھب بنا ھذا الوباء إلى مكنونات الإنسان الأردني النبیل، وأخرج من داخلھ معدنھ الأصیل الذي نباھي بھ
الدنیا، لكل داء دواء ومن عجائب ھذا الوباء بأن كان علاجھ أردنیا ھو التكاتف والتضحیة ورفعة شأن بلدنا وإقرارنا
بأن ھذا البلد یستحق أن نظھر الإیجابیات ونبتعد عن التجاذبات التي أرھقتنا وأرھقت ھذا الوطن، ذھبنا بعیدا في رفعتنا
ووقوفنا كالبنیان المرصوص في مواجھة ھذه الجائحة التي عجزت كبرى الدول في التعامل معھا، وإن سمعنا عن
فلسفة جدیدة سیكون لھا أثرھا العمیق في تعامل تلك الدول مع الأوبئة بشكل عام، أین مصلحة الشعوب؟ ومن یكون لھ
.الأولویة في إنقاذه الاقتصاد أم الشعوب؟
إعادة قراءة ھذه الفترة العصیبة على العالم بأكملھ لابد منھا وبشكل معمق لرسم مسار جدید لوضع السیاسة وإدارة
الدول في مسارھا الصحیح، برأیي سیكون للشعوب كلمتھا لوضع حد لمسارات تعامل دولھم مع الأولویات، الدول
الكبرى خسرت بشكل كامل ھذه المعركة ولم تكن على قدر الحمل، خسرت شعوبھا وخسرت مكانتھا العالمیة من حیث
ركوعھا المھین أمام ھذا الوباء وفشلھا في التعامل الحصیف والمثالي مع تبعات ھذا الوباء، كان عدد الوفیات
والاصابات لدیھم اكثر بكثیر من الدول البسیطة والمعتدلة والتي وضعت مصلحة شعوبھا في المقدمة، بالإضافة إلى
.الخسائر الفادحة بالاقتصاد
أعطى ھذا الوباء دروسا وعبرا لابد أن یستوعبھا قادة ھذا العالم، وأن یكون التفكیر القادم ھو مصلحة البشریة جمعاء،
وأن نبتعد عن التفكیر المنصب على فلسفة من "لیس معي فھو ضدي" قد تعلمنا بان البشریة اھتزت اركانھا
واقتصادھا بسبب فیروس لا یرى بالعین المجردة ولم ینفعنا ما نكتنزه من أسلحة واموال، من ھنا لابد أن تكون النظرة
.الشمولیة القادمة ھي الصالح العام للإنسان اینما كان دون أن ننظر الى دینھ وعرقھ أو لونھ
ھو الأردن أعطى درسا عمیقا سیبقى یتحدث عنھ العالم باكملھ وقد تحدث، استلم زمام الأمر جلالة الملك بنفسھ ولم
ینتظر تقاریر أو سیناریوھات معدة، كان التفاعل مع الحدث الجلل بكل لحظة وتفصیلة وقرار وما أثر كل خطوة تقوم
بھا أجھزة الدولة على المواطنین، الملك كان جندي وممرض وطبیب وعسكري، نعم كان یفكر بكل ھؤلاء ویطمئن
علیھم، خلیة الأزمة نجحت في صون ھذا البلد من آثار ھذا الوباء ووقفنا شامخین أمامھ، كسبنا المعركة وسنعلن بأننا
.استطعنا أن نكون دولة كبرى في زمن اختزل بھ دول كانت تسیطر على تفاصیل ھذا الكون
ملكنا القدوة
أخبار البلد - اخبار البلد-