ما أن أسقط الشعب الكريم الكاظم الغيظ والصابر والقابض على الجمر حكومة الرفاعي في فبراير/شباط 2011 وتولت حكومة الدكتور البخيت زمام الأمور، حتى شمرت حكومة الأخير عن عضلاتها مستخدمة العصا الغليظة، لتحقق انتصارات ضد الشعب أبناء الشعب ذاته في غزوات متعددة مثل غزوة دوار الداخلية وغزوة الزرقاء وغزوة ساحة النخيل وغزوة "جرش-شبيلات"، وغزوة قميم، وربما كان آخرها انتصارها في غزوة "سلحوب-عبيدات" التي ارتدت على الحكومة بالضربة القاضية. الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيظ والصابر والقابض على الجمر، وعندما يطفح معه الكيل ويبلغ به السيل الزبى، يطلق عنان شكواه أولا لله رب العالمين جل في علاه، ثم إلى ولاة أمر تعاهد أجداد الشعب الكريم مع أجدادهم الكرماء على المحبة والاحترام المتبادل، وعقدوا العزم معا على الثقة المتبادلة كابر عن كابر. وبوصفنا أحد أبناء هذه الشعب الوفي، فكم نادينا عبر مقالات متلاحقة صريحة بضرورة إسقاط الحكومة السابقة "البخيتية" منذ أيامها الأولى، وذلك عندما نفثث سيجارتها وأعلنت عن تحديها لأبناء وبنات الشعب الأردني بالمواجهة في الشارع، فانتصرت عليهم في غزوات سبق ذكرها، وفي غزوة أخرى ضد الإعلاميين، إضافة إلى التجييش الحكومي ضد الإسلامين في البلاد. وخلاصة القول، استجاب القائد المحبوب عبد الله الثاني لنداءات الشعب الكريم كما هو ديدن الهاشميين الذين ما انفكوا يلبون رغبات الشعب الوفي قبيل كل منعطف خطير، فأقال العاهل الأردني الحكومة السابقة، "الله يعطيهم العافية"، فشكرا للملك، وليمسك بالراية الحكومية الأخ الفاضل عون الخصاونة، و"هنا مِربط الفِرس". فاسمع يا عون، فَلَكَ أن تعلم أن الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيظ والصابر على الملمات والقابض على الجمر يخشى مسبقا أن ينطبق عليكم المثل الشعبي "جِبْناك يا عبد المعين تِاتْعين، لَقينَاك يا عبد المعين تِنْعَان". أو بلغة أخرى "تم اختياركم لكي تقدمون العون والمساعدة، فتبين أنكم أنتم الذين بحاجة إلى العون والمساعدة"، يعني وكأننا نقول "فاقد الشيئ لا يعطيه"، وهنا نرجو الله أن تكونوا عكس ذلك، وأن تتمكنوا من حمل مسؤولية ثقيلة تتمثل في الربيع الأردني من ضمن الربيع العربي، وذلك في مثل هذه الفترة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، لا بل وتمر بها مناطق متعددة مختلفة في العالم، وليس أقلها النشاطات المتزايدة لحركة "احتلو وول ستريت" في نيويورك، والتي بدأت تنتشر في العام انتشار النار في الهشيم. يا عون، الشعب الكريم الكاظم الغيظ والصابر على الملمات والقابض على الجمر يهمس في أذنكم بالقول إنكم أحد أبنائه وإنكم تعلمون جيدا أنه شعب ذكي ومتعلم ومثقف وصبور، وإنه يمكنه أن يفهم بالديمقراطية، لا بل وإنه يمكنه أن يصدر الديمقراطية الأردنية الممزوجة بالحب والوفاء وبالرأي والرأي الآخر إلى كل الدنيا، فلا تستخفَّن أنت أو يستخفنَّ أحد وزرائكم أو يعبث بقدرات أو بمقدرات الشعب الأردني الذي ذكَّرنا ببعض صفاته. أيها الأخ الفاضل عون، اعلم أنه لا فرق بينك وبين ابن الأردن البار الأخ الفاضل ليث شبيلات أو ابن الأردن البار الأخ الفاضل أحمد عبيدات أو بين أي ابن من أبناء الأسرة الأردنية الهاشمية الطيبة أبدا، اللهم أن كل واحد منا ومنهم يجتهد في الطريقة التي يرى أنه من خلالها يمكن الاستمرار ببناء لَبِنات الوطن الغالي على الجميع بالشكل الأفضل والأمثل. يا عون، أنت ومدير المخابرات الأردنية الأخ الفاضل فيصل الشوبكي مطلوب منكما إيقاف التجييش الحكومي ضد الإسلاميين في الوطن الغالي على الفور، ومطلوب منكما تسخير قوى الأمن العام والدرك الباسلة إلى حماية الشعب الكريم الكاظم الغيظ والصابر على الملمات والقابض على الجمر، وأن يتم إيقاف أي استعداد أو نوايا أو تحضيرات لأي غزوات قادمة، وذلك في حال خرج الأردنيون وخرجت الأردنيات إلى الشوارع والساحات للتعبير عن آرائهم وإسماع أصواتهم، أفليس هذا هو الرأي الآخر، وخاصة في حال تعثر الحوار الهادئ غير المشروط؟! يا عون، ويا فيصل، هلما نستفتح بالله ونحمده ونشكره ونتوب إليه ونبدأ المشوار، صفحة جديدة في أردن الغيارى وأردن الصمود وفي أردن الحرية والديمقراطية الحقيقية وفي أردن العلم والمحبة والسؤدد، تعالا نوجد ما يشبه "هايد بارك" في بريطانيا، فليتحدث الناس إلى الناس كيفما أرادوا دون امتهان لكرامة أو خدش لحياء أو ضرب تحت الحزام. يا عون ويا فيصل ويا كل الأسماء الأردنية الباسلة، تعالوا نحكم على أن وطننا بألف خير، وذلك عندما نسمع ونرى أساتذة الجامعات وطلبتها يتناقشون في شؤون البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية تناقشهم للبحوث العلمية والتعليمية والثقافية، تعالوا يحدّث أحدنا الآخر، وأحدنا الجميع، بكل الحرية والأريحية، تماما كما يتحدث أبناء وبنات الأمم المتحضرة والشعوب المتقدمة في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما في العالم الحر. تعالوا نتخلص من الخوف الوهمي ومن مقولة "الحيطان ليها ودان"، فهنا يطمئن الناس، وهنا تطمئن الدولة، وهنا فقط، يتواصل مشوار العطاء والنماء. وأما الظاهرة الأخطر والأنكى في الوطن الغالي، فتتمثل في ما يسمى بالبلطجية الأردنية، فتعال يا عون وتعال يا فيصل نوقف هذه الظاهرة، نقول نوقفها ولا نقول نقضي عليها، فهي تتحرك على طريقة خيطان "مسرح العرائس"، وأنتما تعلمان ذلك، تماما كما يعلم ذلك كل أبناء الشعب الكريم الكاظم الغيظ والقابض على الجمر والصابر على الملمات. إذاً، فليتظاهر الشعب الأردني وليعبر عن رأيه ويرفع الرايات، وليتحدث ليث شبيلات عندما وكيفما يشاء، وليواصل أحمد عبيدات كل أنواع وأصناف الاجتماعات، وليتواصل الحراك الأردني ضمن الربيع الأردني، فأهداف الجميع كلها تصب في صالح الوطن وتجلب إليه الفرحة والبهجة والمسرات. والشعب الأردني الكريم يقول أهلا وسهلا بالحكومة الأردنية وبإدارة المخابرات العامة الجديدتين، ولتكن الجمعة والأيام القادمة كلها خير وبركة، خاصة وأننا أسقط�
شكرا للملك واسمع يا عون
أخبار البلد -