نفس الرجال بحي الرجال
- الخميس-18-10-2011 06:53:24 |
أخبار البلد -
احضرت ابريق شاي وجلست مع رحمة جدتي نتجاذب اطراف الحديث قبل اكثر من 15 عاما وكانت تنقصني الحكمة , فتعودت ان اقول لها حديثيني عن السواليف القديمة , وقالت لي اليوم لن احدثك حديث او قصص تسلية ولكن سأروي لك حكايات من حياتنا , وقالت لي انه في عام 1926 انهدت الدار على رؤوسنا وكانت الدار كبيرة الشان وهي عبارة عن غرفة من الطين وامامها حمام مبني فوق برميل وعندنا رئسين غنم واثنين ماعز واربع دجاجات وديك ولسرعة انهدام الدار ماتت جميعها , وانا وجدك خرجنا باعجوبة , ولكن لم يمضي وقت قصير الا كان جميع اهالي القرية وبغض النظر عن الاصل او العمر او الدين الا وتجمعوا عند الحجي وكان الحجي في ذلك الوقت شابا يافعا , وخرج رجل كبير في السن ووقف بين الجيران والاهل وقال لهم الموضوع فية ستيرت حريم , نفس الرجال بحي الرجال , وجلس , وعلى هاتين الكلمتين انطلق الاهل والاقارب والجيران كلا في اتجاه بيتة , وما ان جاء الظهر او والجميع قد عاد , ولكن كل واحد عاد مشمر عن ذراعية ويحمل في يده شيء , وحريمهم من خلفهم , فبدأ كل واحد يحضر ما لدية من طين وحجارة وسيدية ولوح زجاج وقطعة خشب ..... والنساء كل واحدة احضرت ما لديها فمنهن من احضرت خلقة ومنهن من احضرت البيض البلدي ومنهن من احضرت دجاجة ..... وجلسن في احترام ووقار ليشاهدن ماذا عمل ازواجهن بدار الحجي , وما ان جاء وقت العشاء الا والبيت جاهز وعدد الجاجات فاق العشرة والكسوة موجودة , ولكن المبيت لم يكن مهيئ في البيت , والغنم والماعز مفقود , ولكن التعب والارهاق لم يدع الرجال يفكرون في ذلك , وتقدم كبيرهم سنا وقدرا وقال ينام في بيتي الحج والحجة , ومع الفجر لكل حادث حديث . ومع الفجر كان كبيرهم قد طلب ان يتم احضار رئسين من الغنم , ترك حمار احدهم امانة حتى تستتب الامور , وتحسنت الاحوال وكأن شيأ لم يكن . رحم الله جدتي ورحم الله الرجال الذين كان نفسهم يحي بعضهم البعض , لم يعرفوا الفردية والحقوق الفردية ولم يعرفوا الربيع العربي ولم يعرفوا ما هو الاضراب ولا ما هي المظاهرات .... لم يعرفوا المطالبة برحيل احد الا اذا كان صاحب شائنة , لم يعرفوا الوجهين . لم يعرفوا غير الايمان بالله والانتماء للارض (الوطن ) والولاء للقيادة , لقد عاشوا في طهر ونقاء فكانت الخيرات عليهم , عرفوا بعضهم من وقوفهم مع بعضهم البعض , عرفوا احترام الكبير , والرئفة بالصغير , وعرفوا صلة الرحم , .....انهم يختلفون عنا رغم اننا من سلالاتهم , فماذا حصل لجيناتنا لقد اكتفينا بالمطالبة بحقوقنا ولم نقدم الواجبات المطلوبة منا , لم نحترم كبير القوم ولا كبير العمر رغم قول الرسول صلى الله علية وسلم قال (انزلوا الرجال منازلهم ) , لم نعرف النخوة للجار , حيث يمت والد جارنا في الشقة المقابلة ونحتفل بتخرج الولد في الصف التمهيدي , نطالب برحيل الحكومات المكلفة من ولي الامر لمجرد المطالبة , وفي بعض الاحيان نطالب برحيلها قبل ان تأتي وكذلك عدم معرفتنا ما ستقوم به , ننادي بشعارات لا تليق بالارض (الوطن) وننادي بشعارات لا تليق برجالات الدولة , نجلس على ركبة ونص للمناكفة , ونختفي عند العمل البناء , قدم لنا الكثير فتحت الحياه الحزبية ولم نرتب امورنا , فتح لنا مجلس النواب واخترنا نوابنا على اساس المناكفة , وفتح لنا باب الانتخابات البلدية وستكون صدمة للحكومة لان الاختيار سيكون على المناكفة وليس الكفاءة , لم نعد نشبع من المال ونسينا مكارم الاخلاق حتى اصبح لدينا جبل من قضايا الفساد , لماذا تغيرنا عن اجدادنا وابائنا ؟ هل غيرنا المال ؟ هل غيرتنا التكنولوجيا ؟ هل غيرتنا الحداثة ؟ هل غيرتنا العولمة ؟ ام ان الضمير الداخلي والتركيب الوجداني اصبح متغير مع الحركات الصاعدة والحركات النازلة , اليوم نقراء التهنئات للدكتور عون الخصاونة وغدا نقراء اليافطات التي تطالب برحيله رغم انه لم يختر وزارتة بعد, اليوم نقراء التهنئة لمدير المخابرات وغدا نقراء اليافطات التي تتهمه بانه يحد من الحريات العامة , من يكسب من تلون الجلد وتعدد الوجوة للشخص الواحد ؟ اجاب احد الظرفاء الخطاطين والرسامين . والباقي عندكو............