أخبار البلد - د. قاسم النعواشي
هل الإجراءات التي تنجح في دولة لمنع انتشار فيروس كورونا بالضرورة أن تنجح في أي دولة أخرى؟ وهل تعطيل العمل والإنتاج يمنع انتشار المرض؟
بداية، ما يحدث هو سنة الله في الأرض، فعظمة الله تجلت في هذه الأيام أيام الله، وأدركت البشرية أنها دائما بحاجة الله، ولسنا قادرين على كل شيء، وكيف أن هذا الإنسان المستخلف لعمارة الأرض سيأخذ بأسباب الوقاية الصحيحة، ويتوكل على الله.
هذا الفيروس يكون خطيرا إذا كانت مناعة الشخص ضعيفة. ومع تقدم الإنسان في السن تبدأ مناعة الجسم ضد الأمراض بالتراجع. وبما أن أوروبا مجتمع هرم – غالبيته من كبار سن- رأينا أنها هي الأكثر تأثرا بالوباء. ولماذا كانت الكارثة أكبر في إيطاليا وإسبانيا؟ الفايروس يوجد منه سلالات متعددة، فالواضح أن السلالة التي انتشرت في هذه الدول سلالة شرسة للغاية – وليس كما يصور لنا بأن هذه الدول لم تتخذ إجراءات كافية أو أن أنظمتها الصحية ضعيفة.
والسؤال: ألا يوجد آليات وإجراءات وقائية تمنع انتشار المرض مع استمرار العمل؟
في الدول المتقدمة التي لديها اقتصاد قوي وأسواق مالية نشطة لم يتم تعطيل عجلة الحياة والانتاج فيها. بينما حدث التعطيل في الدول التي اقتصادياتها متهالكة وأسواقها المالية شبه ميتة، لماذا؟!
توصف الدول العربية بأنها مجتمعات فتية، ففي الأردن 44% تقريبا من السكان أعمارهم أقل من 20 سنة. أما الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة فنسبتهم 88% تقريبا. فالذين في عمر العمل وقمة العطاء غالبيتهم تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة ونسبتهم تبلغ 44% من المجتمع، وفي نفس الوقت أجسامهم أقدر على مقاومة الفيروس. فلماذا يتم حبسهم في البيوت ومنعهم من العمل؟
فبعد انتهاء فترة حضانة الفيروس، والتي يقدر بأنها في منتصف شهر نيسان، اقترح:
1-أن يستمر حظر التجوال للذين تقل أعمارهم عن 20 سنة تقريبا، لأن معظمهم من طلبة المدارس والجامعات، خاصة بعد نجاح تطبيق نهج "التعلم عن بعد". ولأنه إذا تفشت العدوى في مدرسة أو جامعة واحدة فستكون الكارثة كبيرة جدا.
2-أن يستمر حضر التجوال للذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة تقريبا ومنعهم من الذهاب للعمل، حرصا عليهم وحماية لهم؛ لأن جهاز المناعة لديهم غالبا ما يكون أضعف من أن يقاوم هذا الفيروس.
3-أن يسمح لمن أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة تقريبا بممارسة أعمالهم المعتادة، مع ضرورة الالتزام التام بإجراءات السلامة والوقاية الشخصية.
أما إذا استمر التعطيل ووقف الانتاج فسيكون في ذلك تعسفا، وسنفهم بأن الحكومة مقتنعة بأنه (ليس لدينا ما نخاف عليه!)؟ أو أنه من باب إعادة الثقة بالحكومة وحرصها على المواطن. وها هو الرأي العام أصبح مقتنعا بأن الحكومة (أحرص الناس على حياة) المواطنين، بل وأحرص علينا من الأوروبيين والأمريكان. فبعد الأزمة، حتى لو ازدادت نسبة الفقر والبطالة، وانتشرت أمراض صحية واجتماعية جديدة، والنهب والسلب.. فلن يكون هناك من سيقول للحكومة: لقد دمرتم المجتمع بقراراتكم وإجراءاتكم.