لشهر اذار حكاية مع الاردنيين فمنذ نشأة الدولة الاردنية كان لهذا الشهر حكاية مع الاردنيين بالانتصارات وفرض هيبة وسيادة الدولة ففي بداية شهر اذار تم تعريب قيادة الجيش . هذا الجيش الذي سطر اروع صور التضحية والفداء للدفاع عن الاردن وفلسطين والعروبة وما زالت دماء شهداء الاردنيين تعطر تراب فلسطين والاردن فكان لتعريب قيادة الجيش مفصل مهم في تحقيق السيادة على التراب الوطني .
وفي شهر اذار تم انهاء الوصاية البريطانية حيث تم الغاء المعاهدة الاردنية البريطانية لتكون السيادة كاملة للاردن على ترابه الوطني ارضاً وماءً وسماءً ، فانهاء المعاهدة البريطانية لم يكن الا بعزم القيادة وتصميم الشعب لانهاء تلك المعاهدة التي اتت بها بريطانيا تعتدي على الحقوق والحريات وتسلبها وتتآمر على الامة حتى اخذ جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال "طيب الله ثراه" قراره التاريخي بانهاء المعاهدة الاردنية البريطانية.
وفي اذار حطم الجيش الاردني اسطورة الجيش الذي لا يقهر فكانت معركة الكرامة عنواناً للنصر والكبرياء واعادة الثقة الى الامة العربية والجيوش العربية حيث عاد جنود الاحتلال الصهيوني يجرون ذيول الخيبة والانكسار ، فكان ما كان من نصر مدوي اعاد للامة العربية حضورها وثقتها فكيف لا فذلك الجيش المصطفوي قد روى بدمه وحتى النجيع من دمائه تراب الوطن .
واليوم يخوض الاردنيين مع قيادتهم الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والقوات المسلحة (الجيش العربي) واجهزتهم الامنية المعركة ضد فيروس الكورونا فان الاردنيين بتكافلهم وتراحمهم كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض لكي نتجاوز هذا الوباء الجانح فسيكون الاردنيين مدرسة تقتدي بها شعوب العالم بالادارة والتصدي للمحن وادارة الازمات والرهان دوما على وعي الشعب الذي يراهن عليه جلالة الملك فالشعب سيصمد وسيلتف حول قيادته وجيشه ومؤسساته حتى ينتصر كما انتصر في معاركه في شهر اذار .
وستبقى يا اذار شر الانتصارات للاردنيين وسيبقى الاردنيين شعباً وجيشاً والاجهزة الامنية ينشدون لقائد الوطن سر فانا معك وبك ماضون