انطوت وفاة المغفور له غازي القصيبي على كارثة لي ولقراء هذا العمود. فبمرضه ووفاته انقطع عنا ذلك السيل من القصائد الإخوانية، ولا سيما ما كان يدور بينه وبين وزير التنمية البحريني، السيد يوسف الشيراوي، رحمه الله... وإذ كنت أقلب أوراقي في الأيام السالفة، عثرت على هذه القصيدة، أو بالأحرى هذه الأرجوزة القصيبية التي يصف فيها بلايا الأطفال في عبثياتهم، كما انطلقت من حفيده.
يقول فيها رحمه الله:
يعيش تحت سقفنا إرهابي
يذيقنا غرائب العذاب
وعمره - واعجباً - عامان
عامان بالإرهاب مشهوران
إذا رأى نظارتي فشفشها
وإن رأى جريدتي قرمشها
يقيم حول غرفتي حصاراً
كأنه شارون إذا أغارا
لديه من أسلحة الدمار
كل دهاء أمة الصغار
وإن رآني هادئاً تجهما
وحين أعدو خلفه يفر
وحين لا أتبعه يكر
ألعابه قذائف طيارة
تصويبه في غاية المهارة
يهاجم التلفاز بالحذاء
ويطلق الحبر على ردائي
ويختفي في أعجب الأماكن
كأنه أسامة بن لادن
وحين تبدأ نوبة الصراخ
الويل كل الويل للأمخاخ
وعندما يشتعل التحدي
يحضنني بهمسة «يا جدي»
فكرت أن أرضي به أميركا
فخفت أن يجعلها «أنتيكا»