نتنياهو عبر حسابه على تويتر، وفي سياق حملته الانتخابية يقول: «نحن في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية، أنتم ترون جزءا صغيرا منها فقط؛ فهذا هو رأس الكتلة الجليدية الذي يظهر فوق سطح الماء، وتحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغير وجه الشرق الأوسط، وتضع إسرائيل في مكانة الدولة العظمى إقليمياً وعالميا، هذه هي ثمار سياستنا".
لا نقاش ان التطبيع الجاري على قدم وساق يؤذي الاردن وفلسطين، والى الآن لم نسمع رسالة من خارجيتنا للاشقاء العرب تقول لهم إن ما يجري يضعف موقفنا وموقف الاشقاء الفلسطينيين.
التطبيع وفق المبادرة العربية التي اقترحتها الرياض في قمة بيروت 2002 كان في خدمة الفلسطينيين؛ بمعنى ان جائزة التطبيع الممنوحة لـ"إسرائيل" كانت مشروطة بإعطاء الفلسطينيين ما يرضيهم.
اليوم تتبدل المواقف، وعرب المبادرة يقررون لأسباب وسياقات غامضة وغير مقبولة ان المسار التطبيعي مفصول عن مسار الحقوق الفلسطينية والعربية!
ما يجري من تطبيع وحميمية مع اسرائيل يأتي في توقيت صعب تمر به الحقوق الفلسطينية؛ فصفقة القرن يبدأ مسارها التنفيذي، وهنا سيلتف حول العنق الاردنية والفلسطينية حبل الاشقاء بعد حبل الادارة الاميركية!
الى الآن لم تعمل الدبلوماسية الاردنية والفلسطينية على مواجهة "التطبيع المجاني"! هناك خجل وإنكار ومجاملة غير محمودة للاشقاء العرب.
علينا ان نتحرك نحوهم، نواجههم بخطر تطبيعهم المجاني على الاردن وفلسطين، علينا تذكيرهم بمبادرتهم ومواقفهم، كما أننا مطالبون بالعمل على ذلك سريعًا.
لا يعقل ان تبقى الدبلوماسية الاردنية صامتة قابلة، بينما المياه تتسرب من تحت أقدامنا بغزارة، فلا يعقل ان ترانا العواصم العربية في مظهر الاستسلام والعجز والقبول بتخليها عنا.
هذا التطبيع خطير جدا في بنيته وتوقيته واهدافه، ولا تقل خطورته عن صفقة القرن، ولابد من تفاعل معه بالقدر الذي يوقف اندفاعته وسلاسته؛ فالانكشاف الإستراتيجي بفعل التطبيع ليس قدرًا، ويستحق الاشتباك.