بشاعة فيديو مستشفى الفحيص

بشاعة فيديو مستشفى الفحيص
أخبار البلد -   أخبار البلد - تقرير صادم ذلك الذي أعده الزميلان جلال أبو صالح وأنس ضمرة ونشرته قناة رؤيا الفضائية الأسبوع الماضي، عن تجاوزات خطيرة يقوم بها عاملون في مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية (الفحيص).
لا يكفي أننا نتعامل هنا مع فئة غاية في الهشاشة وتحتاج إلى كل دعم لكي تستطيع تجاوز تحديات سيكولوجية وفسيولوجية فرضت عليها، بل نعمد إلى زيادة الضغط النفسي عليها، من خلال كادر يجهل أساسيات التعامل معها، كما يفتقر إلى المقومات الدنيا للحس الإنساني الذي لا بد أن يفرض عليه أن يقف مساندا للضعفاء والهشين.
التحقيق تم تصويره بكاميرا مخفية داخل مستشفى الفحيص، ويظهر تجاوزات من قبل الكوادر الصحية بالتعامل مع النزلاء، كما يبين ما يجري من تجاوزات فيه، خصوصا حالات السحل والضرب وغيرها من طرق الإيذاء الجسدي والنفسي واللفظي، وما اشتمل عليه من شتائم فاحشة بحق النزيلات تم إخفاؤها بواسطة كتم الصوت في الفيديو الذي تم نشره للجمهور.
وزارة الصحة تفاجأت بالحدث، كما بدت تصريحات وزير الصحة د. سعد جابر معبرة بصدق عن الصدمة التي يمكن أن تخلفها مشاهدات بشعة مثل التي رأيناها.
تساؤلات مدير المستشفى د. نائل العدوان عن الجهة أو الشخص الذي يمكن أن يكون صور هذه المشاهد الصادمة لم تكن في مكانها، فمقولة "رحم الله من أهدى إلي عيوبي” ينبغي أن تظل صامدة حين نتصدى للعمل العام، والذي لا بد أن يظل دائما تحت مجهر الرقابة المجتمعية.
مثل هذه المقولة سوف نتجاوزها، خصوصا أن وزير الصحة خطا خطوة إلى الأمام حين أحالت وزارته الفيديو وما جاء فيه إلى لجنة تحقيق، كما تم تحويل الفيديو المصور للنائب العام لاجراء المقتضى القانوني بحق من يثبت أنه صدر عنه أي إساءة للمرضى، وللتحقق إذا كان التصوير يمت للواقع بصلة.
هذا إجراء نتمناه كلنا، خصوصا أننا لا نريد أن يتم ظلم أي شخص في ملف كهذا، والأمر هو أن مثل هذه التجاوزات قد لا تكون حدثت في عهد الوزير الحالي، والمهم جدا أنها قد لا تكون تأسست في عهد الوزارة الحالية، بمعنى أنها تأسست في زمن سابق واستمرت الممارسات حتى اليوم، وهو أمر لا يعفيه تماما من المسؤولية، ولكن يتيح أمامه المجال للتفكير في الكيفية التي من الممكن أن يجتث فيها مثل هذه الممارسات الخطيرة التي تنتقص من أحقية فئة معينة في أن تحظى بالاحترام وبحفظ كرامتها حتى وهي تحت اشتراطات تحد من حركتها ومن الحيز المكاني الذي تدور فيه!
لكن الأخطر من كل ما سلف، هو حساسيتنا للاستجابة إلى حاجة المستضعفين، وكيفية تأمين طرق ناجعة وسريعة لكي يشعروا بأنهم محميون بشكل حقيقي.
في كل مرة يتم الكشف فيها عن تجاوزات بهذا الحجم، نتبين أن ثمة فئات هشة يتم التجاوز على حقوقها، النساء والأطفال وذوي الإعاقة مثلا، وهي فئات تظل عاجزة عن تبين الغبن الذي يمارس بحقها، لذلك فهي في حاجة دائمة إلى مصادر خارجية تتولى مهمة كشف التجاوزات الممارسة في حقها.
إنها فئات هشة وضعيفة، ومن غير الممكن أن تستطيع كشف التجاوزات بحقها، إلا في ما ندر. إنها آلية عمل السلطة المطلقة في مقابل الضعف المطلق، ويمكننا أن نعود إلى تجربة جامعة بريستول في سبعينيات القرن الماضي حين قسمت متطوعين إلى شرطة ومسجونين، لكي نتبين أن سيكولوحيا السلطة يمكن لها أن تكون مدمرة حين تأمن الرقابة والمساءلة.
فيديو مستشفى الفحيص خطير جدا، فنحن لا نعيش في غابة، وعلى كل شخص تجاوز صلاحياته ومهامه الوظيفية أن يحاسب.
يبقى أن نشد على يد كل من أسهم في إخراج هذه الفيديوهات إلى العلن، وأن نشكر الزميلين جلال أبو صالح وأنس ضمرة على جهدهما المميز وعملهما الوطني والإنساني في محاولة إزالة الغبن عن فئة مستضعفة.
 
شريط الأخبار مستغلاً المقاطعة.. مطعم جديد في عمان يحاول تقليد مطاعم عالمية شهيرة ثبتت التوقعات.. محافظ العقبة بحاجة الى خرزة زرقاء..!! لماذا عدل فستان سمر نصار عبر قناة محلية ؟ - صورة الحكومة تبرر ايصال المياه مرة بالاسبوع وفاة أكبر معمّرة الأردن عن 129 عامًا في تصريح جريء لوكيل مرسيدس رجا غرغور: لا معنى لوجود شركة نيسان استقالة رئيس جامعة خاصة تكشف المخفي والمستور.. هل سيفتح التعليم العالي تحقيقا بأسبابها إقالة موظفة بسبب عنصريتها ضد العملاء غياب 8 نواب عن الجلسة الأولى لمناقشة الموازنة - أسماء نجمة تيتانيك تهاجم البوتوكس وأدوية التخسيس: "أمر مفجع" مؤسسة صحية لديها 10 مستشارين.. هل يعلم دولة الرئيس عنهم شيئاً؟؟ "لافارج" وأخيراً تصرح بخصوص الاتفاقية مع مجمع المناصير الصناعي البيانات المالية لشركة الاتصالات الاردنية اورنج.. تراجع في الارباح وعجز في رأس المال وارتفاع في حجم المطلوبات والذمم المدينة تفاصيل "تاتشر اليابان" تهدد سوق سندات بقيمة 12 تريليون دولار أنيس القاسم: اتفاقية «وادي عربة» لا تمنع قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي مالك شركة يفصل موظفة لحضورها المبكر يوميا.. والمحكمة تؤيد قراره الأرصاد: منخفض جوي يبدأ تأثيره على الأردن الأربعاء - تفاصيل ابتزاز خطير: إسرائيل تحجب المياه الأردنية وتحاول السيطرة على موارد سوريا ولبنان إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار مكلفي خدمة العلم اليوم سقوط أم من الطابق العاشر مع توأميها