تركيا تستنجِد بـِ«الناتو»..هل «سقطَ» المشروع العثمانيّ؟
أخبار البلد - إذا كان من المبكر نعي «الدفء» النسبي الذي تمیّزت بھ العلاقات الروسیة/ التركیة، ّ فإنِ من السذاجة الإعتقاد أن
علاقات موسكو بأنقرة ستتواصل على النحو الذي استمرت علیھ, وبخاصة بعد اعتذار أردوغان عن إسقاط الطائرة
الروسیة(2015/11/24 ،(بل یمكن القول في غیر ّ تسرع أن التدھور سیكون سمة المرحلة المقبلة بینھما، لیس فقط في
إدراك موسكو العمیق أن أنقرة لم تغادر حلف الناتو حتى بعد الأزمة التي افتعلھا الحلف بتحریض أمیركي بعد شراء
بل وأیضاً لأن أنقرة لم تكن جادة بتقاربھا مع موسكو, بقدر ما ّ وظفت تلك العلاقة ،400-S أنقرة منظومة صواریخ
لابتزاز واشنطن والتلویح بالذھاب بعیداً (نظریاً) في بإنخراط ثلاثي مع روسیا وإیران اتخذ بعض تجلّیاتھ بانضمام الى
صیغتي استانا وسوتشي بدیلاً (مؤقتاً) عن صیغة مؤتمر جنیف الذي تمترست خلفھ واشنطن, سواء بصیغة «جنیف1«
.ثم رضوخھا للتعامل مع القرار الأُممي 2254
واذ یُستبعَد انخراط «الناتو» في مغامرة أردوغان الراھنة بعد سقوط ثمانیة من جنوده في 3 الجاري عشیة زیارتھ
المثیرة للجدل لأوكرانیا, ثم جاءت الضربة السوریة الثانیة لقوات الغزو التركیة في مطار تفتناز بعد اختلاط الجنود
الأتراك بالمجامیع الإرھابیة وخصوصاً تنظیم ّ حراس الدین، فان وصول المبعوث الأمیركي جیمس جیفري إلى أنقرة
الیوم وما ستسفر عنھ مباحثاتھ, سیكون مؤشراً على مدى وحجم الانخراط الأمیركي في المشھد ُ المستجد على جبھات
ادلب, كما على مستوى التوتر المتصاعد الذي بات یحكم علاقات أنقرة بموسكو, حیث الأخیرة لا تعیر اھتماماً
لدعوات أنقرة المتكررة عقد لقاء بین بوتین وأردوغان, بل ِ وتواصل الإسناد الجوي للجیش السوري في تقدمھ
المتسارع في إدلب وریفي حلب وإدلب, وھناك تسریبات تتحدث عن ھجوم سوري روسي متوقّع بدءاً من جسر
.(الشغور باتجاه مدینة إدلب إلى نحو تلتقي فیھا مع وحدات الجیش السوري على جبھات سراقب والعیس (ریف حلب
لیس مھماً وبعد انھیار الجماعات الإرھابیة التي یرفدھا بالسلاح والدعم الناري الجیش التركي الغازي، انتظار انتھاء
«المھلة» التي «منحھا» أردوغان لدمشق لإنسحاب جیشھا من المناطق التي ّ حررھا، بقدر ما بات ضروریاً التساؤل
حول ما إذا كان بمقدور أردوغان إحداث تغییر او اختراق جدي في المشھد الجدید الذي فرضھ الجیش السوري,بدعم
وتصمیم روسیّین لاشك في ما یستبطنانھ من رسائل لأنقرة تقول: إن لعبة شراء الوقت التي مارستھا بخبث قد انتھت,
وأن علیھا دفع ثمن العبث الذي بدأتھ بعد توقیع اتفاق سوتشي بین بوتین واردوغان في 17 أیلول 2018 ،والذي لم یُنفذّ
ُ طالبون الآن وبعد ھزیمة مشروعكم الم َشترك مع الإرھابیین بتنفیذه
.منھ حرفاً واحداً, وھا أنتم -تقول موسكو لأنقرة- تُ
الاحتمالات مفتوحة على سیناریوھات متعددة, بعضھا یمكن أن یتدحرج إلى مواجھات سوریة/ تركیة, نحسب أن أنقرة
التي توغلت جحافلھا في سوریة, لن تكون قادرة على ّ تحمل أكلافھا, في ظل أجواء سوریة ُ مغلقة أمامھا بحراسة
. ِ روسیة حثیثة ویق َظة