تاريخ العرب في العصر الحديث مؤلم ومخزٍ وبخاصة بعد الاستقلال وبصورة أخص، في البلدان العربية التي وقعت فيها انقلابات عسكرية. وكل مثقف يدرك ذلك، والمثقف الأوعى يعرفه.
أما مصدر الألم أو الخزي العربي الأكبر فقيام إسرائيل في أرض عربية وتحولها إلى دولة فاعلة في المنطقة والعالم، وهزيمتها المتكررة للعرب عسكرياً، وسياسياً، ودبلوماسياً، وتفوقها عليهم علمياً وتكنولوجياً وديمقراطياً وإن "عنصرياً”.
وعلى الرغم من هذا الخطر الوجودي عليهم، إلا أن هذه البلدان تآلفت مع هذا الكيان الإسرائيلي وتكيفت معه لدرجة الاعتراف أولا: بوجوده، وثانياً: بحقه بالوجود، وثالثاً: بإلغاء حالة الحرب معه، ورابعاً: بضرورة إرضائه وطمأنته كما يقول وزير خارجية عربي.
ظلّت إسرائيل حتى سنة 1967 مزعومة؛ أي لا يعترف أي عربي بوجودها ولا بحقها بالوجود، ثم انقلب الأمر بعد هزيمة حزيران 1967 إلى العكس عندما تحولت من مزعومة إلى معلومة. كانت تتوسل الاعتراف والاعتماد ثم صارت تمنح الاعتراف والاعتماد.
بدلاً من العمل الحقيقي في سائر الميادين ليطور كل قُطر عربي نفسَه وبخاصة المجاور منها للعدو الوجودي وبصورة أخص ما كان يسمى بدول الصمود والتصدي والمقاومة، للتفوق عليه أو مناددته، انغمست في العكس، وتنازلت عن الحق التاريخي في فلسطين، إلى الاكتفاء بالبقاء. وصار الشعار اليومي العربي الرسمي: الوطن زائل ونحن خالدون، الذي يفسره نقل ترامب سفارته إلى القدس واعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل، واعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان ثم على فلسطين كلها دون أي رد، سوى بالشجب الخجول، أو بالتذكير بالقانون الدولي الفاقد يديه ورجليه قانون ترامب أقوى منه.
يكتفي العرب بذلك، بينما تبتلع إسرائيل الأرض وتقتلع السكان الفلسطينيين من جذورهم، وآخره شرعنة 99 % من "البؤر” الاستيطانية، وضمها إلى المستوطنات المشرعنة، والإعلان عن نيتها إقامة 20 مستوطنة جديدة، والتخطيط لتوطين مائتين وخمسين ألف يهودي في الجولان. وها هي تعلن عن إنهاء القيادة الأوروبية في الجيش الأميركي بعد نقل دفاعاته الجوية المضادة للصواريخ إلى إسرائيل بدلاً من أوروبا، وهي المنظومة الأكثر تعقيداً والأقصى سرعة منها في أي مكان في العالم”.
إن خطوات إسرائيل متسارعة لوأد "لعبة” حل الدولتين، وتأتي صفقة القرن لتئد الحل مرة وإلى غير رجعة، مما لا يترك لدبلوماسي فلسطيني أو عربي بعد الآن فرصة ليقول أي شيء بعدها.
عندما كنا نقرأ في الجرائد أو في الأنباء عن أخبار الصمود والمقاومة الفلسطينية أنا وأنت وهو ناسين أو متناسين لما تقوم به إسرائيل على الأرض، كنا نظن أن الدولة الفلسطينية على الأبواب على الرغم من أنف إسرائيل. ألم يكرر الرئيس الفلسطيني الوعد بها؟
نعم، إن أحداً لا يعرف شكل النهاية في هذا الصراع القائم / النائم، فالتاريخ أحبل بكل الاحتمالات، ولكن نجاح أحدها على البقية يعتمد على الإدارة والتنظيم والقوة التي لن تنشأ بدون امتلاك الشعوب العربية لها، وانخراطها فيها. وهو أمر لا يكن أن يتم بدون ديمقراطية حقيقية تمثلها في جميع السلطات.
أكرر ما ذكرته في مقال سابق: نحن أمام مصيرين أو نهايتين: مصير دول الطوائف في الأندلس بإسرائيل الممتدة من الفرات إلى النيل، أو هولوكوست ثان تصنعه إسرائيل باليهود بإمعانها في الإهانة والاغتصاب والاستيطان والاقتلاع دون ترك ثغرة أو فسحة للوئام أو السلام العادل. إن مواصلة تصعيدها الحقد في النفوس سيؤدي حتماً إلى انفجارها ذات يوم في وجهها وحرق الكيان ولعله يبدأ الآن بإعلان السلطة حلّ نفسها نهائياً رداً على صفقة القرن وليكن ما يكون. مصيران كلاهما مر، أفلا يعقلون؟.
أما مصدر الألم أو الخزي العربي الأكبر فقيام إسرائيل في أرض عربية وتحولها إلى دولة فاعلة في المنطقة والعالم، وهزيمتها المتكررة للعرب عسكرياً، وسياسياً، ودبلوماسياً، وتفوقها عليهم علمياً وتكنولوجياً وديمقراطياً وإن "عنصرياً”.
وعلى الرغم من هذا الخطر الوجودي عليهم، إلا أن هذه البلدان تآلفت مع هذا الكيان الإسرائيلي وتكيفت معه لدرجة الاعتراف أولا: بوجوده، وثانياً: بحقه بالوجود، وثالثاً: بإلغاء حالة الحرب معه، ورابعاً: بضرورة إرضائه وطمأنته كما يقول وزير خارجية عربي.
ظلّت إسرائيل حتى سنة 1967 مزعومة؛ أي لا يعترف أي عربي بوجودها ولا بحقها بالوجود، ثم انقلب الأمر بعد هزيمة حزيران 1967 إلى العكس عندما تحولت من مزعومة إلى معلومة. كانت تتوسل الاعتراف والاعتماد ثم صارت تمنح الاعتراف والاعتماد.
بدلاً من العمل الحقيقي في سائر الميادين ليطور كل قُطر عربي نفسَه وبخاصة المجاور منها للعدو الوجودي وبصورة أخص ما كان يسمى بدول الصمود والتصدي والمقاومة، للتفوق عليه أو مناددته، انغمست في العكس، وتنازلت عن الحق التاريخي في فلسطين، إلى الاكتفاء بالبقاء. وصار الشعار اليومي العربي الرسمي: الوطن زائل ونحن خالدون، الذي يفسره نقل ترامب سفارته إلى القدس واعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل، واعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان ثم على فلسطين كلها دون أي رد، سوى بالشجب الخجول، أو بالتذكير بالقانون الدولي الفاقد يديه ورجليه قانون ترامب أقوى منه.
يكتفي العرب بذلك، بينما تبتلع إسرائيل الأرض وتقتلع السكان الفلسطينيين من جذورهم، وآخره شرعنة 99 % من "البؤر” الاستيطانية، وضمها إلى المستوطنات المشرعنة، والإعلان عن نيتها إقامة 20 مستوطنة جديدة، والتخطيط لتوطين مائتين وخمسين ألف يهودي في الجولان. وها هي تعلن عن إنهاء القيادة الأوروبية في الجيش الأميركي بعد نقل دفاعاته الجوية المضادة للصواريخ إلى إسرائيل بدلاً من أوروبا، وهي المنظومة الأكثر تعقيداً والأقصى سرعة منها في أي مكان في العالم”.
إن خطوات إسرائيل متسارعة لوأد "لعبة” حل الدولتين، وتأتي صفقة القرن لتئد الحل مرة وإلى غير رجعة، مما لا يترك لدبلوماسي فلسطيني أو عربي بعد الآن فرصة ليقول أي شيء بعدها.
عندما كنا نقرأ في الجرائد أو في الأنباء عن أخبار الصمود والمقاومة الفلسطينية أنا وأنت وهو ناسين أو متناسين لما تقوم به إسرائيل على الأرض، كنا نظن أن الدولة الفلسطينية على الأبواب على الرغم من أنف إسرائيل. ألم يكرر الرئيس الفلسطيني الوعد بها؟
نعم، إن أحداً لا يعرف شكل النهاية في هذا الصراع القائم / النائم، فالتاريخ أحبل بكل الاحتمالات، ولكن نجاح أحدها على البقية يعتمد على الإدارة والتنظيم والقوة التي لن تنشأ بدون امتلاك الشعوب العربية لها، وانخراطها فيها. وهو أمر لا يكن أن يتم بدون ديمقراطية حقيقية تمثلها في جميع السلطات.
أكرر ما ذكرته في مقال سابق: نحن أمام مصيرين أو نهايتين: مصير دول الطوائف في الأندلس بإسرائيل الممتدة من الفرات إلى النيل، أو هولوكوست ثان تصنعه إسرائيل باليهود بإمعانها في الإهانة والاغتصاب والاستيطان والاقتلاع دون ترك ثغرة أو فسحة للوئام أو السلام العادل. إن مواصلة تصعيدها الحقد في النفوس سيؤدي حتماً إلى انفجارها ذات يوم في وجهها وحرق الكيان ولعله يبدأ الآن بإعلان السلطة حلّ نفسها نهائياً رداً على صفقة القرن وليكن ما يكون. مصيران كلاهما مر، أفلا يعقلون؟.